هدير شلبي: منصتا «Freeziana» و«Crafty Workshop» تبنيان بيئة متكاملة للصناعات الإبداعية.. ونتوسع بالإمارات والسعودية
من المتوقع أن ينمو حجم سوق الحرف اليدوية العالمية من مليار دولار أمريكي في عام 2023 إلى 1.972مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وفقا لـ fortune business insights، وفي مصر هناك العديد من القرى التي تتميز بتلك الصناعات الحرفية والإبداعية، ولذلك عندما قررت رائدة الأعمال هدير شلبي التوجه إلى إطلاق مشروع خاص أرادت أن تسوق تلك الصناعات والمنتجات اليدوية وتصديرها من قلب القرى المصرية، فبدأت بإطلاق Freeziana، ثم Crafty Workshop، لتبني بيئة متكاملة للصناعات الإبداعية في مصر.
تتحدث هدير شلبي الشريك المؤسس لمنصتي «Freeziana» و«Crafty Workshop»، في حوارها مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT حول ما تقدمه المنصتان وما استطاعت تحقيقه من خلالهما، ومساعدتها للشباب والسيدات بالقرى، وأهدافها خلال الفترة القادمة.
كيف انطلقت أفكارك الريادية؟
البداية كانت منذ 8 سنوات، حيث أطلقت مشروع “Freeziana”، وقد كان مشروع تخرجي أثناء دراستي بكلية الهندسة بجامعة المنوفية، وقد كنت أريد تقديم شيء مختلف في قريتي “بلمشط ” بالمنوفية، حيث كان هناك العديد من السيدات يعملن في أعمال يدوية ولا يستطعن تسويقها، ففكرت في إطلاق موقع لتسويق تلك المنتجات، ومساعدة هؤلاء السيدات، حيث إني عندما تخرجت من الكلية توجهت للقاهرة من أجل توفير فرصة عمل جيدة، والكثيرات لا يستطعن فعل ذلك في القرى، ولذلك كنت أريد مساعدتهن على تحقيق دخل من أماكنهن.
وكيف تطورت الفكرة؟
تطور الأمر ليصل إلى تأسيس Ecosystem كامل، من خلال توفير مكان آمن لهؤلاء السيدات، حيث إن معظمهن يعملن في أماكن غير آدمية ويمكن العمل في الجبل مقابل 50 جنيها، وتحدث لهن العديد من المشاكل، ولذلك أطلقنا وحدات إنتاجية تعلم وتطور وتوظف هؤلاء السيدات من خلال تعليمهن تصميم منتجات يدوية لها طلب بالسوق وبالخارج، وأصبح هناك وحدة إنتاجية في المنوفية تقدم منتجات صديقة للبيئة من القماش وجزء آخر للجلود، والمشروع مبني بالكامل على السيدات وتعليمهن وتدريبهن بالمجان، ثم نقوم بتسويق تلك المنتجات وتصديرها، والفكرة أعجبت العديد من الجهات، وأصبح لدينا وحدات إنتاجية أخرى في الفيوم وأسوان والغربية والبدرشين، ففي الغربية على سبيل المثال نعلم السيدات والشباب أيضا العديد من المجالات ومنها تصميم الجرافيك، والحمد لله أصبح هناك من يدخل عملة صعبة، وننمي مهاراتهم الإدارية ومهارات التعامل مع الآخرين، فهناك من تقول لي إنها أصبحت على قيد الحياة بعد أن أطلقت مشروعها ومنتجاتها، وأخرى تقول إن أولادها فخورون بها.
ولماذا شاركت في إطلاق منصة ” Crafty Workshop”؟
فكرنا في أن ننمو بأعمالنا، وننشئ منصة لتعليم كل الحرف Online، فعملنا قناة على اليوتيوب وأصبح لديها 100 ألف متابع وأكثر من 3 ملايين مشاهدة، وحولنا القناة إلى موقع عليه كل الدورات التدريبية، وأصبحت المنصتان تخدمان على بعض، بداية من التأهيل والتوظيف سواء للسيدات أو الشباب.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتوها؟
Freeziana أثرت على 200 ألف سيدة في المحافظات، وهناك أكثر من 150 ألف عميل اشتروا من المنصة، و40% من الإنتاج أصبح يصدر للخارج، كما أن هناك 5 آلاف امرأة أصبح لهن مشروع خاص بهن، وعقدنا شراكات مع أكثر من 20 جهة حكومية ودولية، لتمكين وتأهيل الشباب والسيدات في القرى، ولدينا أكثر من 15 قسما مختلفا خاص بالعديد من المجالات مثل الكليم والجلد والفخار والخشب، وحصلت Crafty Workshop على جولتي استثمار، والأخيرة كانت بقيمة 400 ألف دولار.
وما هي الميزة التنافسية التي تميزكم عن غيرها من المنصات التعليمية؟
كل منصة تركز على شيء محدد، مثل تعليم البرمجة على سبيل المثال، ولكننا نبني بيئة متكاملة للصناعات الإبداعية، بداية من التأهيل والتسعير والتغليف والتسويق والتعليم، وحتى التصدير، فلا أحد يركز على الصناعات الإبداعية غيرنا.
ماذا عن التحديات التي واجهتكم؟
أولا تحد خاص بتعامل الناس Online، وتسعير المنتجات، وكنا نريد عمل تمكين اقتصادي وتكنولوجي، وإن الناس البسيطة في القرى يستطيعون البيع من خلال صفحات ومواقع خاصة بهم، ويكون لديهم الأدوات التي تخدم عليهم، فكلها كانت تحديات، بجانب تحد الاستثمار بالطبع، وقد بحثنا عن جهات لديها نفس القيم، ونروي لهم أننا استطعنا بأموالنا الخاصة أن نكتب قصص نجاح، فمن الممكن أن نزيد من تلك القصص وتحقيق الاستدامة بالتعاون، فنحن نقدم منتجات ذات قيمة، وكنا نريد أن يعمل هؤلاء الحرفيين والحرفيات بشكل مستدام، وفكرة أن المشروع يصرف على نفسه في البداية كان تحديا كبيرا، وكنا نسعى إلى التوازن بين زيادة عدد المستفيدين وأن يحقق المشروع أرباحا، وهناك تحديات أخرى خاصة بالسوق والظروف الاقتصادية، وخاصة مشكلة العملة التي أثرت على استيراد الخامات، ولذلك صممنا على فتح أسواق بالخارج لكي يكون هناك عملة صعبة، وفي Crafty كان هناك تحديات مختلفة خاصة بسلوك العميل، وتغيير طبيعة العميل وحياته كلها تصبح Online.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
نستهدف الوصول إلى ملايين المستفيدين، ويكون لديهم مشاريعهم الخاصة، فنحن أول منصة تركز على الصناعات الإبداعية، ونقدم مواد تعليمية في كل ما يخص تلك الصناعات، ونطورها من خلال إدخال مجالات يحتاجها السوق مثل الذكاء الاصطناعي، وحاليا نتوسع في الإمارات والسعودية، ونطمح استهداف متخصصين من المنطقة العربية يقدمون دورات تدريبية بكل اللهجات خلال 2024، وذلك لجذب عملاء آخرين بالمنطقة.