Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

مُتخلّيًا عن هويته الوطنية.. البنك العربي يعلن تغيير علامته التجارية

أحدث التغيير الجديد في الهوية البصرية للبنك العربي حالة من الجدل في الوطن العربي، وتحديدًا بين عملاء البنك في الأردن وفلسطين ومصر والعديد من الدول العربية، حيث عبّر كثيرون عن استيائهم من استبدال شعار مؤسسة ذات تاريخ عريق ومسيرة مصرفية متميزة تُعد من أبرز المؤسسات المالية في المنطقة.

وأعلن البنك العربي عن إطلاق هويته البصرية المؤسسية المحدّثة، وذلك في إطار مسيرة التطور المتواصل التي يتبناها البنك لتعزيز مكانته في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على حد تعبيره.

ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن الهوية الجديدة، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات والتكهنات، حيث رأى البعض أن هذا التغيير قد يكون مرتبطًا بتطورات سياسية في المنطقة، بينما ذهب آخرون إلى الحديث عن احتمال دخول مساهمين جدد أو وجود توجه استراتيجي نحو إعادة هيكلة هوية البنك.

وقال البنك في بيان له: “يجسد إطلاق الهوية المحدّثة الرؤية المستقبلية الطموحة للبنك واستراتيجيته الشاملة والتي تستند الى قوة شبكته الواسعة واسمه العريق ومعرفته العميقة محلياً وإقليمياً وإلى علاقاته الراسخة مع عملائه عبر مختلف القطاعات، حيث تتمحور الركائز الاستراتيجية للبنك حول التوظيف الأمثل لشبكته الإقليمية والعالمية وتوسيع نطاق أعماله الأساسية ومواصلة الاستفادة من فرص النمو عبر قطاعات وأسواق جديدة والمضي قدماً في تنفيذ استراتيجيته المتكاملة نحو التحول الرقمي والابتكار”.

وشمل تغيير شعار البنك، حذف خريطة الوطن العربي، والاكتفاء بالدوائر فارغة ما يعني أن الشعار الجديد لا يرتبط بالعالم العربي، ولا يتحدث عن جغرافيا أو تاريخ، وفق ما تداوله نشطاء على السوشيال ميديا.

وبحسب بيان البنك، تأتي الهوية البصرية المؤسسية المحدثة للبنك والمنبثقة عن جوهر هويته المؤسسية العريقة التي بدأت منذ تأسيسه في العام 1930 لتجمع ما بين الحداثة والبساطة والانسيابية، وتجسد الجاهزية الرقمية والتطوّر المستمر والممنهج للبنك بشكل يوسع من شمولية هويته البصرية وملاءمتها لمختلف الفئات بما في ذلك جيل الشباب.

وأضاف البنك أنه يواصل بذلك تعزيز مكانته كمؤسسة عصرية ديناميكية ومهيأة رقمياً قادرة على مواكبة أحدث التطورات على صعيد الصناعة المصرفية وتلبية الاحتياجات المتجددة لعملائها في مختلف القطاعات والمناطق بشكل أفضل، في عالم يشهد تغيراً مستمراً وتحوّلاً رقمياً هائلاً في جميع القطاعات.

وأوضح أن الوصف التعريفي الجديد يتمحور حول مفهوم استمرارية البدايات الجديدة، وأن كل هدف يتم تحقيقه ما هو إلا بداية لتحقيق هدف جديد، ليعكس إيمان البنك برحلة التجدّد والتطوّر المتواصل في كل ما يقدم وسيقدم من خدمات لعملائه عبر مختلف القطاعات.

تاريخ من الوطنية بدأت تفقد ملامحها

الجدير بالذكر أن البنك تأسس على يد سبعة مستثمرين ورأس مال قيمته 15 ألف جنيه فلسطيني، حيث تم تسجيل البنك العربي في 21 مايو 1930 وبدأ عملياته في القدس في 14 يوليو من العام نفسه، حيث كان المؤسس عبد الحميد شومان أول رئيس مجلس إدارة للبنك العربي.

وبعد انسحاب الانتداب البريطاني من فلسطين في 1948 فقد البنك فرعيه في يافا وحيفا، وحين طلب العملاء الذين أجبروا على الفرار من البلاد ودائعهم، أصر البنك العربي على إرجاع جميع المطالبات بالكامل.

أكسب هذا القرار البنك العربي سمعة حسنة وكان نقطة تحول تاريخية في تطوره و نموه، حيث دلّ على التزام قوي من البنك تجاه عملائه، وغرس فيهم ولاءً كبيراً نحوه ما زال قائماً حتى اليوم.

أعيد تأسيس الفروع المغلقة، فتأسس فرع حيفا في بيروت، وتبعه فرع عمان وفرع يافا في نابلس ثم في رام الله، وعندما بدأ الاضطراب المدني بالتأثير على فرع القدس تم نقل أعمال البنك إلى مكاتب مقرها القدس القديمة، وفي عام 1948، نُقل المقر الرئيسي للبنك إلى عمان، الأردن وتم اعتباره رسمياً شركة مساهمة عامة.

وخلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين توسع البنك العربي بشكل سريع، حيث توسعت شبكة فروعه في العالم العربي فافتتح 43 فرعاً في شتى أنحاء العالم العربي برأس مال بلغ 5.5 مليون دينار أردني.

ومن خلال الاستثمارات العديدة في سلسلة واسعة من الصناعات والمشاريع العامة الجديدة التي امتدت من الدار البيضاء وحتى بغداد، كان البنك العربي محفزاً للتطورات الاقتصادية العربية في فترة لم يكن لدى أحد فيها استعداد للمجازفة.