Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

مصنع «تي إس إم سي» ذراع أمريكا لتحجيم دور الصين في صناعة الرقائق.. هل يحقق أهدافها؟

تسعى الإدارة الأمريكية بكل قوة، إلى تحجيم قوة الصين فيما يتعلق بصناعة الرقائق، من خلال بناء مصنع شركة “تي إس إم سي” التايوانية في ولاية أريزونا، والذي وصفه الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بأنه أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ الولايات المتحدة.

ولكن لا يعني بناء ذلك المصنع أن الولايات المتحدة لن تكون بحاجة إلى شراء الرقائق من الخارج، فقد يبدو للوهلة الأولى أن هذا المشروع الضخم بمثابة خطوة للأمام نحو استقلال الولايات المتحدة في مجال صناعة الرقائق، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً، بل إنه يعني تخلفها عن ركب تايوان والصين في مجال تكنولوجيا الرقائق.

قدرات المصنع

كشفت “تي إس إم سي” عن خططها لبناء مصنعها الثاني في ولاية أريزونا الأمريكية بإجمالي ميزانية يصل إلى 40 مليار دولار، لافتة إلى أن تقنية الرقائق 3 نانو ستصل إلى أريزونا بحلول عام 2026، مع العلم أن نفس التقنية ستبدأ في تايوان العام المقبل، أي أن الولايات المتحدة ستظل متخلفة بمقدار عامين إلى ثلاثة أعوام، أو جيل أو جيلين من تكنولوجيا الرقائق.

وسينتج مصنع الشركة في أريزونا 600 ألف رقاقة سنويًا، وقد يبدو هذا مثيرًا للإعجاب، لكنه في الحقيقة ليس كذلك، فقد جاوزت الشركة التايوانية مستوى 14.2 مليون من الرقائق العام الماضي وهي في طريقها لإنتاج 15.4 مليون رقاقة بحجم 12 بوصة محملة بالرقائق هذا العام.

وبالتالي، إذا حافظت على متوسط ​​نمو الطاقة الإنتاجية البالغ 8.1 ٪ الذي حققته على مدار السنوات الخمس الماضية، فإن مصنع أريزونا سيشكل 2.85 ٪ فقط من إنتاجها العالمي السنوي الذي سيبلغ 21 مليونًا في عام 2026.

احتياجات السوق المحلي

شكلت الشركات الأمريكية 64% من عائدات “تي إس إم سي” في العام الماضي، حيث ساهمت “آبل” وحدها بنسبة 26%، ومع الأخذ في الاعتبار ارتفاع أسعار التقنيات الحديثة وحقيقة أن “آبل” هي المشتري الرئيسي لتلك التكنولوجيا المتقدمة، فستحتاج الشركة التايوانية إلى توسيع نطاق وجودها في الولايات المتحدة سبعة أضعاف أخرى لتحصل “آبل” على كل حاجتها من السوق المحلية.

-علاوة على ذلك، هناك شركات أخرى ترغب في التباهي بالرقائق أمريكية الصنع مثل: “نيفادا” و”كوالكوم” و”آدفانسد مايكرو” ولإشباع ذلك الطلب في الولايات المتحدة فإن “تي إس إم سي” بحاجة إلى إنفاق حوالي تريليون دولار.

تأثير التوترات الصينية – التايوانية

قد يجعل هذا المشروع الولايات المتحدة عرضة للتوترات بين الصين وتايوان، وذلك لأن تايوان ستظل مركز الأبحاث والتطوير والتخطيط والعمليات لتلك التكنولوجيا، وفي حال قررت بكين الهجوم عليها، فستتوقف هذه الوظائف مؤقتًا على الأقل، إن لم يكن بشكل دائم، وبالتالي، سيتوقف مصنع الشركة في ولاية أريزونا لافتقاره للمعرفة الأساسية المطلوبة لتشغيل عملياته.