محمد يسري: «TelTalk» انطلقت نتيجة وقف منحة USAID.. وقدمنا خدمات التعهيد لأكثر من 60 شركة أمريكية
تسعى مصر إلى رفع قيمة الصادرات الرقمية من صناعة التعهيد إلى 13 مليار دولار بحلول 2030، وخدمات التعهيد (Outsourcing) هي عملية الاستعانة بمؤسسات أو شركات خارجية لتقديم خدمات أو تنفيذ مهام محددة بدلاً من إجراؤها داخليًا، بجانب استخدام واستئجار كفاءات وقوى وأفراد من مؤسسات أو شركات أو جهات ثالثة، وهي طريقة جديدة لتقسيم العمل وتوفير التكاليف، وتعد مصر من بين أكثر الدول جاذبية في مجال خدمات التعهيد.
ووجد مجموعة من الشباب فرصة بهذا المجال، في الوقت الذي تم وقف العديد من برامج المنح التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في مصر، مما أثر بشكل كبير على العديد من الطلاب، ولكن هؤلاء الطلاب قرروا الانطلاق بعيدا عن المنحة، وأسسوا شركة TelTalk، والتي تقدم خدمة التعهيد للشركات الأمريكية، بتوفير المواهب التقنية وغيرها للعمل في مجالات مختلفة، ونجحوا في تقديم خدماتهم لأكثر من 60 شركة على مدار 5 أشهر فقط.
يتحدث محمد يسري، الشريك المؤسس لشركة TelTalk، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول رحلة فريق العمل مع منحة USAID وما فعلوه عقب وقفها، وفكرة الشركة وما تقدمه والتحديات التي تواجهها وأهدافها خلال الفترة القادمة.
في البداية حدثنا عن مؤسسي الشركة؟
أنا محمد يسري أدرس في كلية حاسبات بجامعة الإسكندرية ومعي محمود وجيه يدرس في هندسة عين شمس، وكنا قد حصلنا على منحة USAID مدتها 4 سنوات، كجزء من برنامج المنح الجامعية للدراسة بالجامعة الأمريكية، وسافرنا للدراسة في أمريكا وعدنا، وتوقفت المنحة وكان يتبقى لنا فصلا دراسيا، وفي نفس الوقت كنا قد التحقنا برنامج خاص بريادة الأعمال، وكان من المفترض أن نطرح أفكارا لتحويلها إلى مشاريع ونحصل على تمويل، وبالفعل توصلنا إلى الفكرة وعملنا على تنفيذها، وكانت ردود الفعل جيدة على فكرتنا، وكنا نحصل على مرتب كجزء من المنحة ودعم كبير، ولكن كل ذلك توقف مع توقف المنحة.
وما هي الخطوة التالية التي قمتم بها؟
لم نتوقف أو نلغي الفكرة، ولكن كان لدينا إصرارا على استكمال المشوار، فمع إحساسنا بالخطر على مستقبلنا قررنا كمجموعة من شباب المنحة أن نبدأ فكرة المشروع التي كانت معنا من فترة برنامج دعم ريادة الأعمال، وبالفعل عملنا على تنفيذها، وهو ما نجحنا فيه وأطلقنا شركة TelTalk منذ 5 أشهر.
وما الذي تقدمه TelTalk؟
نقدم خدمة Outsourcing أو خدمة التعهيد للشركات الأمريكية، بتوفير المواهب التقنية وغيرها للعمل في مجالات مختلفة مثل خدمة العملاء، ودعم العملاء، وتوليد العملاء المحتملين، وجدولة المواعيد، والدعم الفني، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمساعدة الافتراضية، وإدخال البيانات، والموارد البشرية، ونقدم حلول التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فنساعد الشركات الناشئة والشركات العالمية على التوسع بسرعة، وخفض التكاليف، وتحسين تفاعل العملاء، وبفضل فريق عملنا وتركيزنا على السوق الأمريكية، تجمع الشركة بين التكنولوجيا والخدمة الشخصية لتحقيق نتائج فعّالة، فالشركات بدلا من أن تدفع مرتبات كبيرة يمكنها الاعتماد على المواهب لدينا بمرتبات وتكاليف أقل وبجودة عالية، فمصر لديها مواهب على أعلى مستوى في كل المجالات.
وكيف توصلتم إلى هذه الفكرة من البداية؟
عندما كنا في أمريكا أثناء فترة الدراسة وجدنا أن المواهب هناك ليست أفضل شيء، وتحصل على مرتبات كبيرة، وليس لديهم نفس الشغف الذي لدى المواهب المصرية، فعملنا على فكرة تصدير المواهب المصرية إلى الخارج، وبدأنا العمل على تنفيذ هذه الفكرة.
وما هي أهم الصعوبات التي واجهتكم؟
الوصول إلى العملاء في أمريكا، وأن نبدأ في تنفيذ الفكرة في مصر وخصوصا بعد خروجنا من المنحة، وصعوبات في التوظيف، إلى أن استطعنا التغلب على كل ذلك خطوة خطوة، ومع زيادة الطلب على خدماتنا واجهنا تحديا في العثور على المواهب بالجودة التي نوعد بها عملاءنا، لذلك فكرنا في فكرة التعاون مع الجامعات والمؤسسات، لتوفير فرص عمل بدوام جزئي للطلاب بمرتبات مجزية، وهي فرصة تساعد الطلاب على الحصول على خبرة حقيقية في سوق العمل وتطوير مهاراته.
وماذا عن أهم ما حققته الشركة خلال الفترة الماضية؟
أصبحنا نتعامل مع أكثر من 60 شركة على مدار 5 أشهر، وذلك في أمريكا والخليج، ولكن 95% من الشركات تتواجد في أمريكا، واستطعنا توظيف أكثر من 500 شاب من مصر بمرتبات جيدة، ووفرنا فرص جيدة للطلاب، كما أعلننا عن دعمنا الكامل لأصحاب الهمم، وأطلقنا مبادرة Ability At Work لدعم وتمكين أصحاب الهمم للعمل من المنزل في بيئة تحترم قدراتهم وتحتضن طموحاتهم.
وكيف تفكرون في خطوة الحصول على استثمارات؟
قمنا بتمويل تنفيذ الفكرة من أموالنا الشخصية، وفي الوقت الحالي نرى أن خطوة الاستثمار ليس وقتها الآن، فنريد العمل على تنفيذ وإطلاق منتجات أخرى بجانب إدخال الذكاء الاصطناعي، لكي نصل إلى أكبر استفادة عند التحدث مع مستثمرين.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
نستهدف التوسع بشكل أكبر، ونكون من أكبر شركات التعهيد في مصر ويكون لدينا القدرة على منافسة الشركات العالمية، ونحن نحاول أن ننافسها وقريبا سيكون لدينا القدرة على المنافسة، ونهدف أيضا إلى تصدير المواهب المصرية للعالم كله، ليس فقط في المجال التقني، ولكن في كل المجالات الخاصة بالمشاريع المختلفة.