محمد عكاشة: «ديسربتيك» يدير حاليا صندوقا بحجم 36 مليون دولار ويُخطط لإطلاق الصندوق الثاني
أكد محمد عكاشة، الشريك المؤسس لصندوق ديسربتيك لرأس المال المخاطر، أن الصندوق يركز خلال عامي 2025 و2026 على مواصلة دعم نمو الشركات الناشئة ضمن محفظته الاستثمارية، والاستثمار في شركات جديدة. حتى الآن، قام الصندوق باستثمار حوالي ثلثي المبلغ المخصص وسيتم ضخها في فرص جديدة حتى نهاية عام 2026.
يشير عكاشة إلى أن هذه الفترة امتداد لمرحلة البناء وتعزيز القيمة بينما يخطط الصندوق لبدء التخارجات اعتبارا من عام 2027، في ظل نضوج بعض الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تفتح المجال لفرص خروج ناجحة.
المواهب المصرية
وأضاف عكاشة “نؤمن أن مصر ليست فقط سوق كبير بل أيضا خزان ضخم المواهب في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وقد أثبت العديد من رواد الأعمال المصريين قدرتهم على قيادة حلول ابتكارية تنافس إقليميا وعالميا. ولهذا نرى أن دعم هذه الكفاءات في مصر وخارجها هو محور أساسي لاستراتيجيتنا الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة.
وعن حجم رأس المال المدار حاليا قال “يدير ديسربتيك حاليا صندوقا بحجم 36 مليون دولار ويعد التفكير في إطلاق صندوق ثانٍ خطوة طبيعية في مسار النمو، مدعومة بالنجاح الذي تحقق في الصندوق الأول، والذي يعكس ثقة المستثمرين بالأداء والاستراتيجية. نحن ندرس إمكانية إطلاق الصندوق الثاني بالتنسيق مع المستثمرين الحاليين والجدد، لكن من المتوقع أن تتضح الصورة بشكل أوضح خلال العام القادم.
التكنولوجيا المالية
أما عن القطاعات التي يركز عليها الصندوق في استثماراته خلال الفترة المقبلة فأشار عكاشة إلى أنه صندوق متخصص في التكنولوجيا المالية (Fintech)، ويركز على بناء منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية، والخدمات المالية، والتكنولوجيا الموجهة لقطاعات استراتيجية. يمكن تصنيف محفظة الصندوق إلى أربع فئات رئيسية:
– البنية التحتية المالية: مثل BanknBox وConnect Money، وهما يقدمان حلولا تمكن المؤسسات من رقمنة وتوسيع خدماتها المالية.
– الخدمات المالية: مثل MNT-Halan، Khazna، Lucky، MalBazaar، وBokra، وهي شركات تقدم حلولا تمويلية وتأمينية للفئات غير المخدومة أو الأقل تعاملا مع البنوك.
– القطاعات الاستراتيجية: مثل التكنولوجيا الصحية Mozare3، i’SUPPLY التكنولوجيا الزراعية، وSprints التكنولوجيا التعليمية.
– الابتكار والتقنيات المتقدمة: مثل WideBot، التي تطور روبوتات محادثة قائمة على الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وHamilton، المتخصصة في ترميز الأصول على شبكة بيتكوين.
وأضاف “نركز خلال الفترة المقبلة بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي، لما له من قدرة على إحداث قفزة نوعية في كفاءة الخدمات وتوسيع نطاق التأثير الاجتماعي والاقتصادي.”
استثمارات الصندوق
استثمر الصندوق حتى الآن في 21 شركة ناشئة وقد أسهمت هذه الشركات في خلق أكثر من 50,000 فرصة عمل، وتحقيق إيرادات تجاوزت 450 مليون دولار، مع تقديم خدماتها في 12 سوق، مما يعكس الأثر الحقيقي لرؤية الصندوق في تمكين الابتكار وتعزيز النمو.
ومن أبرز نماذج التأثير وفقا لعكاشة، أن استثمارا مبدئيا بقيمة 4 ملايين دولار بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات (MSMEDA) قد نما ليجذب تمويلا إضافيا بقيمة 400 مليون دولار، أي بمعدل نمو 1 إلى 100، مما يعكس قدرة الصندوق على تحفيز مضاعفة الموارد وتحقيق تأثير مضاعف في الاقتصاد الحقيقي لدعم جهود الحكومة المصرية.
يتراوح متوسط حجم استثمارات الصندوق بين 250 ألف دولار و1.25 مليون دولار، وذلك بحسب مرحلة الشركة واحتياجاتها التمويلية. ويبلغ متوسط الاستثمار الكلي تقريبا 1.2 مليون دولار لكل شركة.
وبينما يتركز استثمار الصندوق الأساسي في رواد الأعمال والشركات المصرية، يستثمر أيضا في رواد أعمال مصريين يقيمون أو يؤسسون شركاتهم في الخارج، بشرط أن يحتفظوا بمراكزهم التشغيلية والتقنية في مصر. ويقول عكاشة “هذه الاستراتيجية تمكننا من تصدير الخبرة المصرية وتوسيع أثرنا خارج الحدود، من خلال شركات تستفيد من الكفاءات المحلية وتنافس في أسواق إقليمية ودولية.”