تعيش مصر حالة من التطور والتقدم في كافة القطاعات والمجالات والكل يتسابق من أجل تحقيق الأفضل والمناسب لكل فئات المجتمع وإذا تحدثنا عن تكنولوجيا المعلومات فهل هي كما في السابق قاصرة على الصفوة أو بعض شرائح المجتمع والتي تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات في مجال الأعمال أو حتى الحياة اليومية؟
دعني أوجه نظرك إلى اننا نعيش تحول كبير خاصة في قطاع الاتصالات والمعلومات، ولن تكون مفاجأة إذا أكدت لك أن البسطاء من أهالينا يتعاملون اليوم بمقربة من استخدامات وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات فكيف ذلك؟
اليوم يستخدم أكثر من 60 مليون شخص بمصر الهاتف المحمول بعدد 90 مليون خط، تقريباً 90% من هؤلاء المستخدمين يمتلكون الهواتف الذكية، هل تلك الأرقام توحي إليك بشيء جديد فلك أن تنظر إلى تلك الارقام بعين الفرصة المناسبة، نحن الآن نمتلك القدرة على الاستفادة من اتساع شريحة مستخدمي الهواتف المحمولة وكذلك اتصالهم بالإنترنت عبر الموبيل حيث إنك تستطيع مخاطبة كافة فئات المجتمع بكل سهولة حيث تمتلك القدرة على الاتصال بعدد كبير من الناس لمجرد أنهم وجدوا نقطة اتصال بينك وبينهم ولكن لك أن تنتبه إلى تلك الفرصة تحتاج إلى فهم وإبداع وتدقيق تحتاج إلى القدرة على الاستفادة من البيانات والمعلومات تتطلب أيضا تكوين فهم لما يحتاجه المستخدم وما يبحث عنه، هنا في مصر البسطاء هم من لا يمتلكون وسائل متعددة للوصول للخدمات المطلوبة أو هم بسطاء في التعامل مع تطبيقات الهاتف المحمول أو بعضهم لا يمتلك القدرة على كتابة حتى رسالة نصية ليعبر بها عن احتياجه، ومن هنا يجب أن نعرف أننا في عصر الخدمات الذكية والتي هي تحمل في مفهومها أنك تستطيع كمطور أو حتى مقدم خدمة الكترونية من القدرة للتعامل مع بعض فئات المجتمع البسيطة وهم عدد كبير يحتاجون لكثير من الخدمات بشكل يومي هم نفسهم من استطاعوا فهم كيفية التعامل مع الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لأن لديهم الرغبة والحافز والفضول في التواصل عبر الهاتف الصغير تكونت لديهم خبرة من تشغيل محتوى أو حتى إرسال رسالة صوتية ولكن أن تتخيل أن كثيرا من البسطاء استطاعوا أن يستخدموا بعض خصائص تلك التطبيقات لإرسال هدايا مصورة لزملائهم وأسرهم والجيران من حولهم.
الفرصة ليست بعيدة والمفتاح لعبور كل التحديات والوصول لهؤلاء الذين يحتاجون منا كثيرا من التطبيقات والمنصات الناطقة باللغة العربية والتي نراعي فيها أن تكون مصممة بشكل بصري يتناسب مع الفئات البسيطة من المجتمع وحينها ستستطيع أن تقدم الكثير من الخدمات والمنتجات التي يحتاجها الكثير بشكل يومي وعلى مدار الساعة، أنا هنا أتحدث عن توطين صناعة تكنولوجيا المعلومات، أتحدث عن استغلال تلك الفرصة وتكوين فهم مبدع عن احتياجات المجتمع وكيف تكون التكنولوجيا المطورة بأيادي الشباب المصري المبدع لمواكبة تلك الاحتياجات وتلبيتها من خلال منصات وتطبيقات سهلة الاستخدام تكون ناطقة بروح الشعب المصري البسيط تلبي احتياجات أكثر من 90 مليون مستخدم، هناك فرص ليست ضائعة لأنني أعلم أن كلماتي تلك قد تفيد بعض من استقطع من وقته ليفهم المغزى منها، وهي بكل بساطة أن نعيد استخدام تكنولوجيا البسطاء فهي بوابة جديدة لعبور كثير من المستخدمين وتمهد طريق سهل لعصر جديد من الخدمات الذكية والبسيطة فمصر تستحق الكثير من الفهم والابداع حتي تشرق شمس المعرفة بين ملايين يعيشون في العالم الرقمي من حولنا.
ويبقي لنا في التكنولوجيا حديث للبسطاء.
تحليل كتبه : محمد الحارثي
استشاري التسويق والإعلام الرقمي