تسبب وباء فيروس كورونا في رفع مكانة “زووم” من شركة مبتدئة متعثرة إلى شركة عملاقة لعقد مؤتمرات الفيديو بقيمة تزيد على 115 مليار دولار، وتحويلها لعنصر أساسي في حياة الملايين من العاملين عن بُعد وغيرهم من المستخدمين المتباعدين اجتماعياً.
لكن نظراً لارتفاع معدلات التطعيم ضد كورونا التي تسمح بالعودة إلى الوضع الطبيعي، يتبادر سؤال “ما هو التالي؟” إلى الأذهان بشكل واضح حالياً. يُمكن أن تكون الإجابة أكثر من مجرد دردشة فيديو.
يعتبر هذا العام محوريا لــ”زووم”، ومن هذا المنطلق يتساءل مراقبو الصناعة عمّا إذا كان الطلب سينحسر على الخدمة الأساسية للشركة، بسبب إعادة فتح الاقتصاد المتقطع، وتذمُّر المستخدمين من “ملل زووم”.
لكن هناك دلائل على أن أعمالها للمؤتمرات الخاصة ستكون دائمة، وبالحديث من تجربة شخصية، أقوم حالياً بإجراء الغالبية العظمى من مكالمات اجتماعاتي الخارجية على “زووم”، ويبدو أنني لست الوحيد الذي يقوم بذلك.
إن الجمع بين سهولة الاستخدام والموثوقية والانتشار جعل “زووم” معيارا للشركات.
هذا يظهر في الأرقام أيضاً، إذ أشارت أحدث بيانات بطاقة الائتمان إلى أن الإنفاق لا يزال مرتفعاً مع الشركة.
وارتفعت حصة “زووم” في سوق مؤتمرات الفيديو بنسبة 10 % لتصل إلى 76% في الربع المنتهي في يونيو مقارنة بالفترة السابقة، مع زيادة نمو المبيعات في كل شهر من الشهور الثلاثة، وفقاً لشركة “كي بانك كابيتال ماركتس”.
ويبدو أن شركات التكنولوجيا الكبيرة تتخلى عن محاولة التغلب على “زووم” حالياً. فعلى سبيل المثال، أضافت خدمة “جوجل ميت”، التابعة لـ”ألفابت”، مؤخراً حداً أقصى مدته ساعة واحدة للمكالمات الجماعية غير المدفوعة، ويُمكن أن يؤدي انتهاء تقديم الخدمة المجانية غير المحدودة لثلاثة مستخدمين أو أكثر من قبل عملاق التكنولوجيا إلى دفع عملاء إضافيين نحو “زووم”.
وبعيداً عن مؤتمرات الفيديو، هناك أعمال “زووم” الأخرى، إذ يكتسب “زووم فون” حصة سوقية سريعة في هذه الفئة، ومن المفترض أن تؤدي عمليتا استحواذ حديثتان إلى تسريع تقدمها، في الوقت الذي يمر فيه سوق أنظمة هواتف الشركات، الذي هيمنت عليه شركتا “سيسكو سيستمز” و”أفايا هولدينغز كورب” تقليدياً، بمرحلة ركود.
وفي يونيو الماضي، وافقت “زووم” على الاستحواذ على “كايتس جي إم بي إتش” (Kites GmbH)، وهي شركة ناشئة متخصصة بالترجمة الفورية للغات، كما ستنشأ أيضاً قاعدة عملاء جديدة كبيرة للشركة من خلال إتمامها لشراء مُصنِّعة برمجيات مركز الاتصال، “فايف 9″، الشهر الماضي مقابل14.7 مليار دولار أمريكي، وهي التي تحظى بألفي عميل عالمي.
أضف إلى ذلك الإطلاق المزدوج لتطبيقي “زووم إيفينتس” و”زووم آبس” الشهر الماضي، ويتيح “إيفينتس” للشركات استضافة تجمعات افتراضية داخلية كبيرة أو معارض تجارية، ويُمكن أن تحقق نجاحاً كبيراً. لكن منصة “آبس” قد تكون أكثر أهمية لمستقبل الشركة.
ونشأ بالفعل أكثر من 50 تطبيقاً فوق “زووم” بدءاً من الألعاب، ولوحات تبادل الأفكار، ومساحات عمل التخزين السحابي إلى الاستطلاعات الفورية.
ويُمكن للمنصة ترسيخ مكانة “زووم” المهيمنة بشكلٍ أكبر وزيادة ثبات خدمتها مع تطور نظام أكبر لاحتواء التطبيقات.
هنا يجب أن يقلق منافسي “زووم”، التي تقوم بهندسة كافة منتجاتها في الأسواق المجاورة، فمن الواضح أن الشركة لا تكتفي باحتلال الصدارة في فئة مؤتمرات الفيديو، ولكنها تريد أن تقوم بالمزيد في المستقبل.
تحليل كتبه: تي كيم
محلل التكنولوجيا بوكالة بلومبرج ومتخصص في تحليل أسهم قطاع الاتصالات