تتصدر مراكز البيانات، مشهد الابتكار التكنولوجي المتقدم على مستوى العالم مع التوسع المتنامي في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي «AI» في كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية، وإحداثه تحولات جذرية في كافة مناحي الحياة، وهو مايرتكز في الأساس على مراكز بيانات عملاقة مسؤولة عن معالجة كميات ضخمة من البيانات وإتاحة قدرات حوسبة قوية لتشغيل تطبيقات الذكاء الإصطناعي، مايمثل فرص هائلة على مستوى التطور التقني لهذه التكنولوجيا، وأيضا تحدي رئيسي في الاستهلاك المحموم لهذه المراكز للطاقة واحتياجاتها المستمرة لكميات هائلة منها للتوافق مع متطلبات تشغيل تقنيات الـ«AI» التي تشهد طلبا غير مسبوق.
وفي ظل التوسع المتزايد في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، أصبحت مراكز البيانات الذكية حجر الأساس لدعم التحولات الرقمية العالمية، وهو مايحتاج معه لتحليل متطلبات هذه المراكز للوصول إلى أفاق جديدة تلبي متطلبات مراكز البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي، سواءا للدول الكبرى التي تمتلك قدرات كبيرة في هذا المجال أو الدول الباحثة عن مكان لها على الخريطة وترغب في امتلاك مفاتيح بناء مراكز بيانات مستقبلية.
هذا التحول الذي يمثل نقلة نوعية في مستقبل التكنولوجيا، تزامن مع تدشين معرض كايرو اي سي تي لأول مرة، فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات «AIDC» والذي ضم مجموعة ضخمة من كبرى المؤسسات والشركات ومقدمى الخدمات الخاصة بقطاع مراكز البيانات والذكاء الاصطناعى، بهدف المساهمة في مناقشة أهم الأسس وأبرز الاستراتيجيات التي تساهم في وضع مصر علي الخريطة العالمية لصناعة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات التي تمثل محركًا رئيسيًا للتقدم التكنولوجي والاقتصادي.
وناقشت جلسات مؤتمر «AIDC»، مجموعة من الموضوعات أبرزها التكامل بين الذكاء الاصطناعى ومراكز البيانات وابتكاراته وتطبيقاته، وإدارة مراكز البيانات والتقنيات الناشئة ومراكز البيانات المستقبلية، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى والحوكمة ومستقبل الذكاء الاصطناعى والأتمتة، بالإضافة إلى مناقشة النمو الهائل المتوقع في استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة في مراكز البيانات، والحلول التي تقدمها الشركات العالمية في هذا المجال، بهدف إعادة رسم خريطة متطلبات مراكز البيانات العملاقة في ضوء استراتيجية الدولة المصرية المتنامية للتحول لمركز أقليمي لمراكز البيانات
فالحكومة المصرية بتوجيه متنامي من القيادة السياسية، تنفذ خطة متكاملة لاستقطاب مراكز البيانات العالمية للاستثمار في مصر بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، مع العمل على تحويل مصر إلى مركز إقليمى للبيانات وتبادل المعرفة، وهو ماتمثل في العديد من المشروعات ومنها مراكز ضخمة للبيانات، كان أبرزها افتتاح الرئيس السيسي مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1 ) بطريق العين السخنة، ومركز البيانات الرئيسي للدولة ومركز البيانات التبادلي بالتعاون مع ما يزيد على 30 شركة عالمية متخصصة، وتوقيع الحكومة مراسم توقيع عقد حق انتفاع بالأرض لإنشاء مركز كيميت للبيانات الذي يهدف إلى تقديم خدمات الحلول السحابية وإنترنت الأشياء والتحول الرقمي، وذلك في ضوء هوية رئيسية تشير إلى أن 90 % من الكابلات البحرية الموجودة بالعالم تمر بمصر بوصفها محورا رئيسيا لنقل البيانات والاتصالات بالعالم.
كذلك تتجه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إطلاق الاستراتيجية الثانية للذكاء الاصطناعى قريبا، لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتواكب مع التطورات العالمية، وتطويع هذه التكنولوجيات لخدمة كل قطاعات الدولة والاقتصاد، ومايصاحب هذه التحركات من تطوير غير مسبوق لمشروعات تطوير البنية التحتية الرقمية وتوطين التخصصات التكنولوجية عالية القيمة، وبرامج بناء القدرات الرقمية ، وزيادة عدد خدمات مصر الرقمية إلى 200 خدمة بحلول 2025.
وحظت فعاليات المؤتمر برعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتنظيم شركة “تريد فيرز انترناشيونال” بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لاستكشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات، بمشاركة كبار المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
قال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تقدمت 49 مركزا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى من المركز 111 في 2019 إلى 62 في 2023، وجاءت مصر ضمن المجموعة (أ) في مؤشر جاهزية الحكومة للتحول الرقمى صعودا من (ب) فى 2020 و(ج) فى 2018.
وأكد على حرص الدولة المصرية على توطين صناعة مراكز البيانات، وخلق البيئة الجاذبة للاستثمارات في مجال إنشاء وإدارة مراكز البيانات، وتقديم خدمات الاستضافة والحوسبة السحابية خاصة مع تسارع وتيرة التحول الرقمى في مصر والجهود المبذولة لتوفير الخدمات الرقمية للمواطنين؛ مشيرا إلى اهتمام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإعداد الكفاءات الرقمية المتخصصة في تكنولوجيات التحول الرقمى لاسيما في التقنيات المتقدمة والتى من بينها علوم البيانات والحوسبة السحابية.
قال أسامة كمال، الرئيس التنفيذي لشركة تريد فيرز إنترناشيونال، إن Cario ict يشكل فرصة استثنائية للدول النامية لتعزيز مسيرتها الاقتصادية عبر الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة ومنها مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، واصفًا عام 2024 بأنه عام التحول في هذا المجال.
وأوضح خلال فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات ، إن المؤتمر يستهدف وضع مصر علي خريطة العالمية لصناعة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الصناعة الحيوية التي تمثل محركًا رئيسيًا للتقدم التكنولوجي والاقتصادي.
وأشار أسامة كمال، إلى أن الشراكات الناجحة بين الشركات المحلية والإقليمية والعالمية من شأنها تحقيق نتائج هائلة في مجال التحول لمركز إقليمي لمراكز البيانات، إلى جانب حوافز الاستثمار التي توفرها الحكومة والاستفادة من موقع مصر الجغرافي بما يسمح لها بتحقيق نتائج مذهلة في مجال مراكز البيانات، مشيرا إلى أن إنشاء مراكز للابتكار لتعزيز التعاون بين الأكاديميين والمؤسسات والشركات الناشئة، سيسهم في خلق بيئة محفزة للأفكار بهذا التوجه الحيوي.
كما صرح المهندس أحمد مكي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بنية”، بأن معرض AIDC هو توحيد للقوى في مجالات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، خاصة مع وجود دعم كامل من القيادة السياسية والحكومة المصرية.
وأضاف أن تطور مجال مراكز البيانات يعزز جميع القطاعات من خلال حلول كبيرة ويحقق الاستفادة المثلى من البنية التحتية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأحداث تعزز الاقتصاد بشكل كبير، وأن هذا المعرض وضع مصر على الخريطة العالمية لمعارض التكنولوجيا، وأن المستقبل يُكتب هنا في مصر بدعم القطاعين العام والخاص والمبتكرين، وهذه بداية للتقدم الرقمي للأجيال القادمة.
وتطرق المهندس أحمد مكي إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على مشهد مراكز البيانات خلال الفترة المقبلة، مستعرضًا دراسات تشير إلى أن معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في مصر إذا اعتمدت على الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يحقق 7.7% نموا بحلول عام 2030، ليضيف حوالي 43 مليار دولار وتلك المعدلات تحمل الكثير من الفرص لكل الشركات.
وأوضح أن وتيرة تبني المؤسسات المصرية في القطاعين العام والخاص لتقنيات الذكاء الاصطناعي وخدمات مراكز البيانات تزايدت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، مما يعكس رغبتها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز القدرة التنافسية في السوق العالمية.
ولفت المهندس أحمد مكي، إلى أنه من الضروري التمييز بين أنواع وأحجام مراكز البيانات حسب المستفيدين من الخدمات، مؤكدا على أن مصر تمتلك عناصر هامة للنهوض بصناعة مراكز البيانات، منها الموقع الجغرافي المتميز وتوافر بنية تحتية ذات كفاءة عالية، مما يتيح فرصة كبيرة للتوسع في هذه الصناعة.
من جانبه أكد أحمد عبد اللطيف، مدير معرض AIDC، أن نطاق معرض الذكاء الاصطناعي يشمل الأسواق الناشئة في قارة أفريقيا، معربا عن سعادته بمشاركة ممثلين من هذه القارة. وذكر أن هناك حاليًا ابتكارًا وإبداعًا ومنافسة قوية في هذا المجال، مما أسهم في تطورات عديدة في استخدام الطاقة، من البخار إلى الكهرباء، لتحقيق أقصى استفادة من مراكز البيانات.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات يشهدان تفاعلًا كبيرًا، موضحا أن المعرض يركز على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الخاصة به وأنظمة الحوسبة السحابية سواء كانت ثابتة أو متنقلة، وزاد بأن البنية التحتية تمثل أحد أهم عناصر المشروعات الاقتصادية، وبالتالي فإن تفعيل أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات خطوة لا غنى عنها في أي قطاع.
وتوقع أحمد عبد اللطيف أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تضاعف العديد من الصناعات بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، حسب المؤشرات الدولية. وتابع بأن مصر تتمتع بعوامل جذب كبيرة في هذا السوق، ولديها فرصة لتحقيق قيمة اقتصادية مضافة مثل العديد من الدول الأخرى.
وأكد المتحدث أن المنافسة في هذا المجال سباق محموم على المستويين الوطني والشركاتي، بهدف تحقيق تقدم اقتصادي عبر الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وتابع: “لدينا مجموعة كبيرة من المديرين التنفيذيين لأكبر المؤسسات في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا على مدار ثلاثة أيام خلال معرض AIDC، ويجب علينا الخروج بخارطة طريق لهذه المجالات في بلادنا”.
من جانبه أوضح الدكتور إسماعيل شاكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة شاكر الاستشارية، أن مراكز البيانات تشكل البنية التحتية الأساسية لأي تطور تكنولوجي، مؤكدًا أن المؤتمر يعكس التكامل بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف شاكر أن مصر بدأت الاستثمار في مراكز البيانات منذ عام 2018، وشهدت توسعًا كبيرًا بفضل رؤية استراتيجية ودعم قوي من الجهات المسؤولة، مما يعزز من مكانتها كمركز إقليمي لهذه الصناعة.
التوجه نحو أسواق إفريقيا والشرق الأوسط
وقال جيمي سنيد، مدير عام مراكز البيانات في WB، إن اللاعبين الكبار في مجال مراكز البيانات يسعون للعمل في أسواق إفريقيا والشرق الأوسط نظرًا لأنها دول ناشئة مليئة بالفرص الاستثمارية العديدة.
وأشار حسن شاتلة، نائب رئيس مراكز البيانات في مجموعة شاكر الاستشارية، إلى أهمية توفير مجالات للتبريد، موضحًا أنه يجب تخزين أنظمة التبريد اللازمة بقوة في مراكز البيانات، وذلك ضمن أعمال البنية التحتية الضرورية لتبريد وتوفير مصادر الطاقة لمراكز البيانات.
وأضاف فؤاد إبراهيم، مدير أول تخطيط البنية التحتية في مركز بيانات خزنة، أن حسن اختيار مصادر الطاقة يساعد في توفير الكثير من رأس المال في مراكز البيانات.
وأشار إلى وجود عدة عوامل يمكن من خلالها النهوض بالمجتمع والقطاعات المختلفة عبر صناعة مراكز البيانات، مثل البنية التحتية ومصادر الطاقة.
وفي هذا السياق، أكد على النمو الذي يحدث في السوق المصري في مجال مراكز البيانات بفضل تطوير البنية التحتية. وقال إن احتياجات التطبيقات هي العامل الأهم عند إنشاء مراكز البيانات، حيث يجب تحديد التطبيقات التي سيتم تفعيلها في هذه المراكز قبل الحصول على التراخيص اللازمة.
وأكد محمد أبو خضرة، رئيس مراكز البيانات في بنك مصر، أنه لضمان أفضل عملية تشغيل لمراكز البيانات، يجب معرفة ما نحتاجه من مراكز البيانات أولًا، ثم تحديد أدوار ومهام كل شخص داخلها.
كما أوضح أن الذكاء الاصطناعي في مجال البنوك يعد أمرًا بالغ الأهمية لمراقبة وتحسين أداء الإدارات المختلفة، بما في ذلك مراكز البيانات.
وأضاف أن هناك حاجة كبيرة لتقليل استهلاك الطاقة والحرارة لتجنب ظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكّدًا على أهمية دراسة ودعم أنظمة الطاقة النظيفة المستخدمة في مراكز البيانات.
تأمين مراكز البيانات
وناقش المشاركون سبل تأمين مراكز البيانات والأنظمة السحابية خلال فعاليات المؤتمر حيث أوضح ديموس كيرياكو، مدير العمليات ونائب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Wingu Africa Group، أن عدد مراكز البيانات في العالم يشهد نموًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن منطقة شمال إفريقيا تختلف عن باقي القارة، مما يدفع نحو توسع كبير في مراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويستدعي إعادة تأهيل البنية التحتية لمراكز البيانات الحالية لتلبية احتياجات إنتاج الطاقة.
وأشار كيرياكو إلى أن تصميم مراكز البيانات بشكل جيد يعد خطوة حاسمة سواء من حيث أنظمة الطاقة أو البنية التحتية أو البيئة السحابية.
وفي السياق ذاته، قال مات أونيل، المؤسس المشارك لشركة 5O Consulting، إن التطور المستمر في تأمين البيانات أصبح ضرورة في ظل نقلها عبر أنظمة الحوسبة السحابية. وأضاف أن الأنظمة الحديثة تمكّن من تحديد مواطن الضعف باستخدام تقنيات تشفير متطورة، حيث توفر مستويات مختلفة من التشفير لمواجهة التحديات الكمية التي ستبرز مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وشدد أونيل على أهمية تأمين أعمال مراكز البيانات بشكل مستمر في ظل التقدم في تقنيات الحوسبة والذكاء الاصطناعي، وذكر أن تحديات الأمن السيبراني تختلف من دولة إلى أخرى، مما يدعو إلى زيادة أدوات التأمين السحابية وتحديد الأدوار المطلوبة لكل جهة معنية.
وتحدث أونيل أيضًا عن تأثير الذكاء الاصطناعي كعامل مزدوج على عمليات التشفير، حيث يمكن أن يسهم في اختراقها، لكنه في الوقت نفسه يوفر آليات حماية متطورة. وأكد على أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي ليصبح قادرًا على استخدام تقنيات مثل بصمات الوجه والصوت، التي أصبحت تحتاج إلى تحديثات للحفاظ على فعاليتها.
من جهته، أوضح نبيل بدوي، مدير عام البيانات والسحابة الهجينة بشركة HPE، أن مراكز البيانات توفر فرصًا كبيرة للتنمية، مما يجعل تأمينها على نطاق واسع أمرًا ضروريًا، مشيرًا إلى أهمية إطلاق الحلول بسرعة في ظل التوسع في اعتماد أنظمة البيئة السحابية.
معضلة الطاقة وتحديد الأولويات
واستعرض المؤتمر معضلة الطاقة وتشغيل مراكز البيانات في ظل الطلب المتنامي على خدمات الحوسبة، والنماذج الأفضل لتحقيق أفضل النتائج باستخدام الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، حيث تم التأكيد في جلسة خاصة على أن مصر، والسعودية، والإمارات هي الدول التي ستقود صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات،مشيرين إلى أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتشغيل مراكز البيانات.
أوضح المهندس محمد نصر، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات، أن الحوسبة السحابية وفرت فرصة لتطوير مراكز البيانات وتأثيرها على مختلف القطاعات، مؤكداً أن الكهرباء ومصادر الطاقة هي الأساس عند التفكير في إنشاء صناعة لمراكز البيانات.
وقال نصر: “الأهم هو تحديد الأولويات والمتطلبات بما يتناسب مع التكلفة، ومن المهم أيضًا معرفة الشروط المطلوبة لإنشاء مراكز البيانات، حيث تُعد القوة الكهربائية العنصر الأهم في هذا المجال، ولكن حجر الزاوية هو التواصل بين كل الجهات ذات العلاقة”.
بيل لينيهان مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة Zola Electric فأكد أن شركته تعمل على توفير شبكات طاقة متكاملة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أشار إلى أن مصادر الطاقة الحالية غير كافية لتلبية احتياجات مراكز البيانات المستقبلية، داعيًا إلى تكامل عناصر الشبكات الرقمية لتحسين كفاءة الطاقة.
وأوضحت إليزابيتا بارونيو مديرة برنامج أول بمراكز بيانات خزنة أن مركز بيانات “خزنة” مصمم ليتماشى مع متطلبات الاستدامة والمرونة. وأشارت إلى مشروع كبير يعتمد على ألواح شمسية ذات كفاءة عالية لتغطية احتياجات مراكز البيانات من الطاقة.
وتحدث أليكسي أوشاكوف مسؤول تطوير الأعمال بشركة Cummins عن توفير 30 جيجاواط من الطاقة لمراكز البيانات، مشددًا على أن شركته تُركز على مبادرات الاستدامة، خاصة في إفريقيا، لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية.
وأوضح رانجيت جاجاري، رئيس قسم تطوير الأعمال والمبيعات الدولية في شركة SWDC، أنه من الضروري تحديد المجالات الأساسية التي تُقام مراكز البيانات من أجلها. وذكر أن الموجة التالية لمراكز البيانات ستعتمد على الذكاء الاصطناعي من خلال تجميع القدرات ومصادر الطاقة، موضحًا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تم تفعيلها بالفعل في العديد من مجالات مراكز البيانات.