تعيش مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، التابعة لولاية كاليفورنيا، ظروفا عصيبة، بعدما شبت الحرائق في غاباتها، وانتشرت النيران في أنحائها، وغطى الدخان الكثيف سماءها بالكامل.
ووصلت خسائر حرائق “لوس أنجلوس” إلى أكثر من 150 مليار دولار، فيما أتت النيران على أكثر من 34 ألف فدان، ودمرت ما يقرب من 10 آلاف منزل ومبنى، كما خلفت 11 قتيلا، وأجبرت أكثر من 180 ألف شخص على النزوح خارج المدينة.
وبعيدا عن كارثة الحرائق، يبرز اسم “لوس أنجلوس” كأحد اللاعبين المهمين في المشهد التكنولوجي الأمريكي والعالمي، منها هذه الحقائق التي تمنحنا لمحة عن مستقبل التكنولوجيا في المدينة التي تعرف أحيانا بمدينة الملائكة وأحيانا أخرى بمدينة الخطيئة!
تُعرف لوس أنجلوس أيضًا باسم “شاطئ السيليكون”، في انعكاس لنظيرتها الشمالية وادي السيليكون، وهي موطن لشبكة قوية من الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الكبرى وشركات الاستثمار.
ووفقًا لتقرير صادر عن Startup Genome، فهي ثالث أكبر منظومة بيئية للشركات الناشئة في الولايات المتحدة ورابع أكبر منظومة بيئية على مستوى العالم من حيث التمويل.
تمتلك لوس أنجلوس أكبر عدد من أجهزة الصراف الآلي لبيتكوين مقارنة بأي مدينة أمريكية، وقد أدى التركيز العالي للشركات الناشئة والمستثمرين في مجال البلوك تشين والعملات المشفرة في المنطقة إلى تسريع تبني العملات المشفرة في منطقة لوس أنجلوس الكبرى.
والمنظومة البيئية للتكنولوجيا في لوس أنجلوس متنوعة للغاية، وإلى جانب صناعة الترفيه ذات المستوى العالمي ومركزها هوليوود، تتمتع لوس أنجلوس بتمثيل قوي عبر مجموعة واسعة من قطاعات التكنولوجيا، بما في ذلك الفضاء والبلوك تشين والتكنولوجيا النظيفة والتكنولوجيا الصحية والتجارة الإلكترونية.
وتستثمر الحكومة الأمريكية في مجال الفضاء في لوس أنجلوس، ففي العام الماضي، حصلت مقاطعة لوس أنجلوس على 3.5 مليار دولار في عقود مباشرة جديدة مع وزارة الدفاع وحصلت على 36٪ من جميع عقود وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الوطنية.
وتمتلك قوة الفضاء الأمريكية مركز قيادة في لوس أنجلوس، ونظرًا للتاريخ الغني للمنطقة في مجال ابتكارات الفضاء والدفاع، تم اختيار قاعدة لوس أنجلوس الجوية في عام 2021 لتكون بمثابة موقع قيادة ميداني لقوة الفضاء الأمريكية.
ويوجد أكثر من 375 ألف عامل تقني في لوس أنجلوس، وفي عام 2024، كانت لوس أنجلوس ثالث أكبر مدينة من حيث التوظيف التكنولوجي، بعد مدينة نيويورك وواشنطن العاصمة.
وتعد لوس أنجلوس مركزا للرياضات الإلكترونية، حيث يمتلك مطورو الألعاب الكبار مقار رئيسية في لوس أنجلوس وغالبًا ما يستضيفون مسابقات الرياضات الإلكترونية العالمية التي تجذب ملايين المتفرجين، سواء بالحضور أو عبر الإنترنت.
وتهدف لوس أنجلوس إلى أن تكون أول مدينة أمريكية رئيسية خالية من الكربون بحلول عام 2035، كما تدعم حاضنة لوس أنجلوس للتكنولوجيا النظيفة (LACI)، التي أنشأتها مدينة لوس أنجلوس، ما يصل إلى 50 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة كل عام.
وتضم لوس أنجلوس عدة جامعات مرموقة، بما في ذلك معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وجامعة كاليفورنيا الجنوبية، والتي يتخرج منها سنويا رواد أعمال موهوبون وخريجون في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.