أعلنت شركة اتصالات أكبر مشغل لخدمات الاتصالات في الإمارات، عن قرار استراتيجي للمجموعة منذ أيام قليلة بتغيير علامتها التجارية إلى «&e» في خطوة وصفتها الشركة بأنها تأتي في إطار سعيها للتحول إلى تكتل عالمي للاستثمار التكنولوجي.
وتغيير العلامة التجارية لشركة ليس حدثا عاديا يشار إليه ببيان صحفي أو إعلان رسمي، وإنما يكشف بالضرورة عن تبني الشركة سياسات مغايرة ترسم بها شكل مستقبلها في السوق، وما ستعتمد عليه للمنافسة، وهو ما جاء على لسان الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة في مؤتمر إطلاق العلامة التجارية الجديدة للاتصالات، والذي أشار إلى أن تحول الشركة إلى «&e» يأتي لإحداث تأثير عالمي في الرقمنة ويسلط الضوء على دور الشركة الرائد في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة في دولة الإمارات وخطط التنويع.
ووفقا للعديد من المحللين الذين استطلعت أرائهم “FollowICT” فإن قرار شركة اتصالات يكشف عن تحول مستقبلي جماعي في أعمال شركات الاتصالات بشكل عام في المنطقة حتي وإن كانت اتصالات قد سبقت بهذا القرار إلا أن وزنها النسبي الكبير في المنطقة والعالم يفيد إن ملامح تغيير تحدث في أسواق الاتصالات حيث لم تعد الخدمات المقدمة حتي الان كافية لشركات تبحث عن النمو وطرق الأسواق والمنافسة في عالم متصل تكنولوجيا بامتياز على كافة الأوجه.
وأشاروا إلى أن حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات الإماراتية، ألمح في حوار بمحطة “سي إن إن” الشهر قبل الماضي إلى هذه التوجهات التي تقود شركات الاتصالات عالميا، والتي تتداخل فيها منظومات تحليلات البيانات الضخمة وإنشاء البنية التحتية والنقل الذكي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، كاشفا عن أن شركة اتصالات كنموذج منشغلة في إعادة ابتكار نفسها للمنافسة في عصر التحول الرقمي المحدد بالبرمجيات، مع تجديد عملياتها للاستفادة من التكنولوجيات وأيضا تقديمها لعملائها بشكل يستفيد من الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الجيل الخامس، وهو مااختتمته الشركة بالفعل مع إعلانها تغيير علامتها التجارية.
فمجموعة اتصالات مثل غيرها من شركات الاتصالات العالمية الرائدة، التي تركز جهودها للتحول من كونها “مجرد شركة اتصالات”، لأن تصبح مزودا تقنيا من خلال التحول الرقمي لعملياتها وتكامل شبكاتها وأيضا نقل تقنية المعلومات الأساسية الخاصة بها إلى البيئات السحابية، ومشاركة تجربة العملاء، وعمليات تطوير الخدمات.
ووفقا لمحللين فإن الاضطراب الاقتصادي الذي يحدث في جميع أنحاء العالم حاليا قد استلزم على شركات الاتصالات في الابتكار في قطاعهم وتبني اتجاهات التكنولوجيا الحديثة والتوسع في تقديم خدماتها المتنوعة والتحول لمزودين تقنيين،وستعمل اتجاهات التكنولوجيا المبتكرة في مجال الاتصالات بلا شك، على تغيير نماذج الأعمال الحالية، وخلق مصادر جديدة للإيرادات، وكذلك تعزيز مستويات رضا العملاء.
وأشاروا إلى أن شركات الاتصالات التي ستسبق في هذا المجال، هي من ستتمكن من الاستمرار خاصة مع توسع دائرة الاستهلاك الرقمية لأعلي مستوياتها مع التطور الحادث في مجالات التحول الرقمي ، وتغير طبيعة المستهلك الباحث عن خدمات متطورة ترضي شغفه الرئيسي بالتكنولوجيا الذي يتغير باستمرار ، مؤكدين على تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الرقمية أصبحت جزءًا أكثر حيوية في صناعة الاتصالات، وأصبحت محركًا للقيمة حتى مع ارتفاع التكاليف.
وبعودة إلى نموذج شركة اتصالات وقرار تغيير علامتها التجارية ، نجد أن الشركة لها عمليات في بلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وتخدم أكثر من 156 مليون عميل، مما يؤكد على أن التحول الحادث نحو التكنولوجيا يتنامي في العديد من الأسواق المختلفة، ويؤكد على أن الحدث الأكبر في هذا المجال مازلنا سننتظره في المستقبل القريب.
من جانبه قال جاسم محمد بوعتابه الزعابي، رئيس مجلس إدارة «&e»، إن تغيير العلامة التجارية للشركة «علامة فارقة في تاريخ الشركة، وانطلاقة جديدة نؤكد من خلالها عزمنا على تحقيق المزيد من الإنجازات، لأننا نؤمن بأن التطوير المستمر لنموذج أعمال المجموعة يعكس مرونتها وقدرتها على استكشاف آفاق جديدة»، مؤكداً أن مسيرة المجموعة الحافلة بالإنجازات ما كانت لتتحقق لولا الدعم المستمر الذي توليه القيادة الرشيدة لجميع قطاعات الأعمال، بما يمكنها من النمو والازدهار.
وأضاف: «نبني انطلاقتنا الجديدة على أسس راسخة وقاعدة صلبة بعدما نجحنا في تحقيق ريادة عالمية في قطاع الاتصالات، وعززنا قدراتنا لكي نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة التي نستعد فيها لإحداث التغيير الإيجابي لمتعاملينا والمساهمين والمستثمرين، ونصبح أقرب إلى حياتهم، ونجعلها أكثر سهولة من خلال قدراتنا الرقمية الفائقة».
وقامت «&e» بالتمهيد لمساعيها في مجال التحول الرقمي منذ فترة، فقد أعلنت عن إنشاء وحدة متخصصة للخدمات الرقمية للأعمال، ووحدة للخدمات الرقمية للأفراد، إلى جانب استقطاب المزيد من الكفاءات الوطنية والعالمية للمساهمة في قيادة مسار التحول وفقاً لاحتياجات نموذج الأعمال الجديد.
من جانبه، قال حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لـ«&e» تعليقاً على إطلاق العلامة التجارية الجديدة واستراتيجية التحول لمجموعة تكنولوجية رائدة عالمياً: «سرعت جائحة كوفيد-19 خطوات التحول الرقمي، ليس فقط محلياً، وإنما على مستوى العالم، كما أنها غيرت سلوك المتعاملين الأفراد والشركات تجاه طريقة طلبهم وحصولهم على الخدمات والمنتجات، ونحن في &e نمتلك الإمكانات الكافية للاستجابة لتلك التحولات وريادتها، وأثبتنا ذلك قبل وخلال الجائحة، حيث نسعى دائماً إلى تعزيز الاستثمار في منظومة الابتكار للتمكن من توفير خدمات رقمية مبتكرة استباقية، تسهل مهمتنا في جعل كل شيء ممكناً، في مجال الاتصالات والتكنولوجيا وكل ما هو أبعد من ذلك».
وأوضح دويدار: «بالنظر إلى الواقع الجديد، وإمكانات الثورة الصناعية الرابعة والتوسع في استخدام شبكة الجيل الخامس 5G، يمكننا الاستفادة من عملياتنا على نحو أكثر كفاءة وفاعلية، مع تنويع مصادر الإيرادات، والتركيز على التخصص للارتقاء بجودة الخدمات وتجربة المتعاملين الشاملة من خلال نموذج أعمالنا الجديد، وفتح آفاق جديدة لتلبية متطلبات متعاملينا الحالية والمستقبلية، وإضافة أبعاد جديدة وقيمة أكبر لخدماتنا من خلال تجارب رقمية مبتكرة تمكن المجتمعات التي نخدمها وتوفر لها أدوات المعرفة والتطور».
وتابع: «نسعى إلى قيادة تقنيات المستقبل من خلال تزويد المؤسسات والحكومات والمجتمعات بخدمات موثوقة في كافة مجالات الاتصالات والتكنولوجيا والانفتاح على التقدم التقني لتمكين الاقتصاد القائم على المعرفة».
وستعمل &e على تعزيز خلق القيمة لمساهميها ومتعامليها على حد سواء، وتحديد فرص النمو الجديدة بشكل مبتكر، والاستمرار في الاستفادة من خبراتها القوية الطويلة في مجال الاتصالات لتحقيق الريادة في الاتصالات والتكنولوجيا، وبناء وتعزيز الشراكات في جميع المجالات، واستكشاف الفرص القادرة على إحداث فرق إيجابي ملموس في حياة الناس.