Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

كيف سيحدث الذكاء الاصطناعي آثارًا كبيرة على القوى العاملة حول العالم؟

يمر العالم المهني بتحولات قوية بفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يمتد تأثيره ليشمل كافة جوانب العمل، بدءًا من الإنتاجية ووصولًا إلى ثقافة المؤسسات.

وحدد المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير له، اتجاهات رئيسية للذكاء الاصطناعي التوليدي تؤثر على القوى العاملة، مشيرا إلى أن المؤسسات التي تعتمد على البيانات تستفيد بشكل أكبر من الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تمتاز هذه المؤسسات بوجود قواعد بيانات ضخمة، وأنظمة حوكمة متطورة، وأُطر أمان منيعة وقوية تضمن الاستفادة المثلى من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويمكّن وجود هذه البنية التحتية المؤسسات من تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة وكفاءة بمجرد تحديد حالات الاستخدام المناسبة، مما يقلل من الوقت اللازم لتطوير الحلول وتنفيذها على أرض الواقع.

ونوه التقرير إلى أنه ، على الرغم من أن العديد من المؤسسات بدأت في تبنِّي الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن المؤسسات التي تمتلك بنية بيانات قوية تُعد الأكثر قدرة على الاستفادة منه.

وأشار التقرير إلي أن المؤسسات توسع استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بعناية وحذر، حيث أنه مع تجاوز العديد من الشركات مرحلة التجريب، بات من الضروري أن يتم التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة مدروسة،ويتطلب التطبيق الفعلي لهذه التكنولوجيا اختبار الحلول في بيئات صغيرة لضمان فاعليتها قبل تعميمها.

تابع التقرير، يتيح هذا للمؤسسات تحديد المشاكل المحتملة بشكل مبكر، كما يساعد على تقليل الإحباط الذي قد يسببه فشل الحلول أو عدم سير الأمور كما هو متوقع

وأكد التقرير على ضرورة الوعي بالمخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث لا تخلو عملية استخدام الذكاء الاصطناعي من المخاطر المحتملة التي تشمل خروقات البيانات، وانتهاك الخصوصية، والتحيز في النتائج، وتدرك معظم الشركات هذه المخاطر، وتعمل على تجنبها من خلال اتخاذ تدابير وقائية مثل إجراء تجارب في بيئات آمنة ضمن الشركة.

وتكمن أهمية هذه الخطوة في تجنب التأثيرات السلبية على سمعة الشركة، وضمان التزامها بالقوانين والمعايير الأخلاقية التي تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل.

ولفت التقرير إلي أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل الأتمتة، حققت تحسنًا ملحوظًا في الإنتاجية على مستوى الشركات، وعلى سبيل المثال، بعض العمليات التي كانت تأخذ أسابيع لإنجازها يمكن إتمامها في دقائق بفضل الأتمتة.

ولكن لا تزال بعض الشركات تفتقر إلى خطة واضحة لاستخدام الوقت الذي يتم توفيره نتيجة لتسريع العمليات.

وأكد التقرير على أن تحسين جودة العمل: محرك رئيسي آخر لنشر الذكاء الاصطناعي التوليدي ، حيث لا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحسين الإنتاجية فحسب، بل يشمل أيضًا تحسين جودة العمل فمن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن تقليل الأخطاء البشرية وزيادة دقة النتائج، مما يساهم في تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة.

وأوضح التقرير أنه عندما يُنفذ الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل صحيح، يمكن أن يعزز الاتساق في العمل ويؤدي إلى تحسين رضا العملاء بشكل عام، ما يجعل ذلك عاملاً محفزًا قويًا لتبنِّي هذه التقنيات

 الشاهد هنا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعد بمثابة الثورة الصناعية الرابعة التي تعيد تشكيل القوى العاملة، وتعزز الإنتاجية وجودة العمل، وتعيد تحديد أدوار الموظفين في مختلف الصناعات.

إلا أن نجاح هذه التكنولوجيا يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة التغيير داخل المؤسسات، وفهمها العميق للمخاطر والمزايا المحتملة، بالإضافة إلى استعدادها للاستثمار في تدريب وتطوير مهارات موظفيها.