في ظل التحولات الرقمية المتسارعة عالميًا، تأتي دورة هذا العام من معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (Cairo ICT 2025) لتؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا، بل ضرورة اقتصادية وتنموية، حيث تنطلق فعالياته في الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر الجاري تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في كل مكان” (AI Everywhere)، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، بمشاركة أكثر من 500 عارض وبدعم من أبرز الجهات الحكومية والبنكية والتكنولوجية في مصر.
ويركز التوجه الوطني للدولة المصرية على بناء اقتصاد رقمي متكامل، يمثل الذكاء الاصطناعي فيه ركنا أساسيا في وضع الخطط الاقتصادية، ولذلك يؤكد معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT على ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي في مسارات التنمية الاقتصادية والشمول المالي، عبر فعاليات متخصصة تشمل المدفوعات الرقمية، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، ومراكز البيانات.
وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية الدولة، التي أطلقت إصدارها الثاني من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2025–2030، والتي تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في جميع القطاعات، وإنشاء صناعة وطنية مستدامة للذكاء الاصطناعي، وتحقيق الريادة الإقليمية في الذكاء الاصطناعي عربيًا وأفريقيًا، مع ضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتقنيات الحديثة.
وتتسم النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بوضوح الرؤية في وضع مستهدفات محددة خلال السنوات الخمس المقبلة (2025-2030)، حيث تستهدف أن تصل نسبة مساهمة الذكاء الاصطناعي للناتج المحلى الإجمالي لمصر إلى 7.7% بحلول عام 2030، وأن يستفيد 26% من القوى العاملة من أدوات الذكاء الاصطناعي، مع تدريب ما لا يقل عن 30 ألف متخصص، وإنشاء أكثر من 250 شركة ناشئة ناجحة في هذا المجال.
وبحسب شركة روبن لحلول البيانات والذكاء الاصطناعي فإن حجم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي في مصر بلغ 1.5 مليار جنيه لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لإنشاء بنية تحتية ومراكز بيانات لخدمة قطاعات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات، مضيفة أن مصر تعتزم استثمار 100 مليون دولار في التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي العملية، وتدريب 30 ألف متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
معرض Cairo ICT 2025: منصة متكاملة لخمسة معارض مستقبلية متخصصة
يجمع معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا (Cairo ICT 2025) تحت مظلته 5 فعاليات متخصصة، تشمل الدورة الثانية عشرة للمعرض والمؤتمر الدولي للمدفوعات الرقمية والشمول المالي PAFIX برعاية البنك المركزي المصري، والمعرض والمؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والحوسبة السحابية AIDX في انعقاده الثاني تحت رعاية وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ومعرض ومؤتمر الشباب وتكنولوجيا الترفيه Connecta في انعقاده الخامس، إلى جانب Innovation Arena للإبداع، وفعاليات Cyber Zone للأمن السيبراني لأول مرة في موقعين داخل المعرض.
ويشارك في المعرض أكثر من 500 عارض يمثلون وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبنك المركزي المصري، والهيئة العامة للرقابة المالية، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، والبريد المصري، والهيئة العربية للتصنيع، بالإضافة إلى مشاركة جهاز مستقبل مصر كـ “ضيف الشرف”.
ومن جانبه صرح أسامة كمال رئيس مجلس إدارة شركة تريد فيرز إنترناشيونال، المنظمة لمعرض ومؤتمر Cairo ICT، أن النسخة التاسعة والعشرين تجمع خبرات العقود الماضية وتواكب تطورات التكنولوجيا العالمية على كافة المستويات بما يشمل جميع القطاعات الأخرى التي باتت أكثر احتياجاً للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما يواصل المعرض رسم وصياغة المستقبل التكنولوجي في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.

وحول التركيز على أهمية الذكاء الاصطناعي، يؤكد كمال إن الدور المحوري الذي يقوده معرض Cairo ICT في قطاع الاتصالات على مدار نحو 3 عقود لم يعد يقتصر على التأثير المباشر في تنمية القطاع فحسب، بل أصبح يمتد بتأثيره ودعمه إلى كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، التي تشهد طفرات هائلة في التحول الرقمي والدمج التكنولوجي لكافة عملياتها اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، ومن ثم أصبح معرض Cairo ICT يقود نحو دعم وتحفيز الاقتصاد الحديث بالكامل.
وأعرب أسامة كمال عن سعادته بحصول معرض Cario ICT على جائزة المعرض الأكثر تأثيراً في مجال التكنولوجيا والابتكار بالشرق الأوسط وأفريقيا، ضمن جوائز “جلوبال براند أووردز” العالمية، وذلك للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه الأول في عام 2022، ويأتي هذا الفوز بدعم الشركاء ودعم الإعلام ودعم فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى أصبح معرض Cairo ICT هو الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وما يميز معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025 هو التكامل الفريد بين الجهات الحكومية، والشركات التكنولوجية، والمؤسسات البنكية، حيث تشارك جهات مثل وزارة الاتصالات، والبنك المركزي المصري، والهيئة العامة للرقابة المالية، والبريد المصري، إلى جانب شركات مثل هواوي، واورنچ، ودل تكنولوجيز، وماستر كارد، والبنك الأهلي المصري، في دعم رؤية موحدة لدمج الذكاء الاصطناعي في المدفوعات الرقمية والشمول المالي، والخدمات الحكومية الذكية، والتعليم الرقمي والمدن الذكية، والأمن السيبراني والهوية الرقمية.
ويعكس هذا التكامل نموذجًا اقتصاديًا جديدًا، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا للنمو المستدام، ويضع مصر في موقع ريادي على خريطة التكنولوجيا العالمية.
ويقدم المعرض هذا العام عدداً من النماذج الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي، منها عرض مركز البيانات البالغ تكلفته 135 مليون دولار في العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يظهر الدور المحوري للبنية التحتية المتطورة في دعم التحول الاقتصادي والرقمي لمصر. كما تعرض الشركات العالمية أحدث حلولها، بما في ذلك منصة IBM watsonx وقدرات الذكاء الاصطناعي والسحابة الهجينة التي تساعد العملاء في مصر ومنطقة الشرق الأوسط على تسريع تحولهم الرقمي.
ويشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الشباب المصري الذي يشارك بابتكارات متنوعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الجهود الوطنية لبناء قدرات الشباب في قطاع التكنولوجيا المستقبلية، مما يضع مصر على خريطة الفعاليات التكنولوجية العالمية الكبرى، ويمهد الطريق لاستضافة القاهرة لفعاليات معرض ومؤتمر “عالم الذكاء الاصطناعي” (AI Everything MEA Egypt 2026) في فبراير المقبل، والذي سيشهد تجمعاً لقادة الذكاء الاصطناعي من 60 دولة.







