لا تخف من الفشل.. فقد يكون هو البوابة إلى أعظم نجاحاتك. هذه ليست مجرد عبارة تحفيزية، بل قصة حقيقية لشركة بدأت رحلتها بلعبة إلكترونية لم يكتب لها النجاح، وانتهت بصفقة استحواذ تُقدّر بـ 27.7 مليار دولار، لتصبح رمزًا عالميًا لإدارة العمل الحديث.
في عام 2011، أطلقت شركة ناشئة تُدعى Tiny Speck لعبة أونلاين بعنوان “جليتش” Glitch. كانت اللعبة مختلفة، تقدم عالمًا افتراضيًا غريبًا مليئًا بالشخصيات والتفاصيل، يقف وراءه فريق من أبرز المطورين، يتقدمهم ستيوارت باترفيلد، أحد مؤسسي منصة الصور الشهيرة “فليكر” Flickr.
استثمر الفريق أموالًا طائلة، واستعان بأفضل المبرمجين، وحلم بأن تكون اللعبة نقطة تحول في صناعة الترفيه الرقمي. لكن الواقع كان قاسيًا: الإقبال ضعيف، والنمو شبه معدوم، والأرقام تقول بوضوح إن اللعبة فشلت.
بعد شهور من المحاولات، اتخذ الفريق القرار الأصعب، وهو إغلاق المشروع. لكن وسط خيبة الأمل، اكتشفوا أن الأداة الداخلية التي كانوا يستخدمونها للتواصل وتنسيق العمل هي أكثر ما نجح فعلًا داخل الشركة.
تساءل باترفيلد: “هل تكون هذه الأداة هي ما كنا نبحث عنه طوال الوقت؟” وهكذا وُلدت فكرة جديدة.. ليست لعبة، بل منصة محادثة للشركات.
ففي عام 2013، أُطلق Slack رسميا، ولم يكن مجرد تطبيق محادثة، بل منصة متكاملة لتنظيم العمل، حيث قنوات واضحة تربط عشرات البرامج في مكان واحد، وتقلل الاعتماد على البريد الإلكتروني المرهق.
تبنّت الشركات الكبرى Slack بسرعة، لأنه حلّ مشكلة حقيقية للفوضى داخل بيئات العمل، وخلال عامين فقط، تجاوز عدد مستخدميه نصف مليون يوميًا، وارتفعت قيمته السوقية إلى مليارات الدولارات.
في عام 2021، أعلنت شركة “سيلزفورس” Salesforce استحواذها على Slack في صفقة بلغت قيمتها 27.7 مليار دولار، لتُسجَّل كواحدة من أكبر صفقات البرمجيات في التاريخ. الشركة التي كادت أن تُغلق أبوابها، أصبحت أيقونة في عالم إدارة الأعمال الرقمية.
تُثبت قصة Slack أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل قد يكون الضوء الذي يكشف لك الفرصة الحقيقية.







