تشير الدراسات إلى أن 90% من الشركات الناشئة تموت في مرحلة ما قبل التأسيس، ونسبة كبيرة من الشركات التي تصل لمرحلة التأسيس تغلق أيضا بسبب عدم امتلاك العديد من المؤسسين للخبرة الكافية لإدارة الشركات أو الخبرة في جميع المجالات الحيوية لبناء الأعمال التجارية، ولذلك تحتاج الشركات الناشئة في تلك المرحلة إلى من يساعدها من أجل الانطلاق في السوق بشكل صحيح.
وهو الدور الذي وجد رائد الأعمال فادي صلاح أهمية كبيرة له لدعم الشركات الناشئة، عبر إطلاقه Brainy Squad، لتقدم العديد من الاستشارات للشركات الناشئة حديثة التأسيس، بجانب تقديم الجوانب التسويقية اللازمة من أجل نجاح الشركات.
ويتحدث فادي صلاح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Brainy Squad، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول ما تقدمه الشركة وكيفية مساعدتها للشركات الناشئة.
كيف تغير مسارك من العلوم السياسية إلى ريادة الأعمال؟
درست لمدة عام بكلية الهندسة، ثم انتقلت إلى كل الاقتصاد والعلوم السياسية، ومن البداية كان عندي صراعا داخليا بين الجزء الخاص بالتحليل السياسي والعلوم السياسية، وبين البيزنس والتسويق وأن يكون لديّ شركتي ومنتجاتي الخاصة، خصوصا أني امتلك مهارات التخطيط والقيادة، ومن يملك هذه المهارات لا يريد العمل في وظيفة، وأثناء الدراسة أسست مشروعين مع أصدقائي برأس مال 5000 جنيه، ولم يستمرا طويلا، حيث كنا نصنع منتجات خشبية ونعرضها في ساقية الصاوي والأزهر بارك في 2010 و2011، وخلال سنوات الدراسة حاولت اشترك في أكبر عدد من الأنشطة، فكلية الاقتصاد والعلوم السياسية من أكثر الكليات نشاطا في ذلك، وبها نماذج المحاكاة للأمم المتحدة والكونجرس، بجانب المشاركة في أنشطة خارج مصر، ففي 2010 سافرت روسيا لحضور مؤتمر طلابي ثم سافرت تركيا، وبعد الثورة سافرت أسبانيا، ثم طرحت أول كتاب في 2012 اسمه القاهرة مدريد عن رحلتي إلى أسبانيا، وكان أدب رحلات، وعقب التخرج في 2012 عملت كصحفي في أكثر وقت به زخم سياسي، وتعاملت مع المرشحين للرئاسة والفلاحين والعمال في المظاهرات الفئوية والوقفات العمالية، فكنت أريد أن أفهم طبيعة المجتمع، وبعدها بعام التحقت بمشروع تابع للاتحاد الأوروبي يهدف إلى دعم التعليم الفني بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والحكومة المصرية، ثم عملت في مؤسسة ألمانية وكنت أصغر مدير مشروعات على مستوى مكاتب المؤسسة حول العالم في 2015، وبعد عام ونصف مالت الكفة إلى تأسيس شركة استغلالا لتراكم الخبرات التي اكتسبتها.
ولماذا أطلقت Brainy Squad بالتحديد؟
وجدت أن الجيل التالي من الشركات الناشئة ليس لديها القدرات المالية للتعامل مع الشركات الكبيرة، وليس لديها إدارة للتسويق، والمؤسسون في الغالب يقومون بكل الأدوار، وهي تحديات تواجه أي جهة تعمل مع شركات ناشئة في بدايتها، وأحيانا تكون معادلات النجاح لدى تلك الشركات غير مكتملة، فيمكن أن يكون هناك مشكلة في المنتج أو توقيت طرحه أو مشاكل في نموذج العمل، ولذلك أردنا مساعدة تلك الشركات، والحمد لله حققنا نجاحات عديدة، وهذا ما جعل الجهات التي تدعم الشركات الناشئة تسمع عنّا وتطلب التعاون من أجل دعم الشركات التابعة لها، ونحن فهمنا طبيعة الشركات الناشئة وساعدناهم على النمو.
وكيف تساعدون الشركات الناشئة؟
نقدم في البداية الاستشارات، فنتابع مع الشركة نموذج العمل الخاص بها والتسعير وهل السوق سيتقبل المنتج أم لا، فنستغل خلاصة خبرتنا مع كل الشركات التي عملنا معها والتي أضافت لنا خبرة فنية تضاف إلى مؤسسي الشركات الناشئة التي نعمل معها، فيمكن أن يكون مؤسس الشركة يسير في إطار خطأ من البداية، وينتهي الأمر إلى الإحباط أو الفشل أو نفاد الأموال وتغلق الشركة، فكل ذلك نتابعه مع الشركة، ثم ننتقل لمرحلة التسويق الإلكتروني، وبعدها نتجه إلى كتابة المحتوى.
وما الذي حققته الشركة؟
الحمد لله الشركة في نمو حتى في توقيت الكورونا والأزمات المتتالية، ولدينا القدرة على استمرار النمو، ونقدم قيمة جيدة لبيئة عمل الشركات الناشئة، ونعمل أيضا مع جهات أخرى مثل الجهات الدولية في مجال التنمية، فبما أن خلفيتي في العلوم السياسية استطعت أن أوصل جزء من المهارات التي اكتسبتها لفريق العمل، وفي نهاية العام الماضي بدأنا نركز على العمل بالسوق السعودي بجانب المصري، مع التطور الكبير الذي حدث في السعودية، ومع تقلبات العملة في مصر أصبح التوسع عنصرا مهما لاستمرار النمو لدينا، والحمد لله حققنا نجاحات جيدة، وأصبح لدينا عملاء من السعودية، وحديثا عقدنا شراكة مع أروقة الريادة، وهي جهة شبه جهات كثيرة في مصر تدعم المشروعات الناشئة، من خلال التمويل من جهات مختلفة، وبموجب الشراكة نقدم عددا من جلسات الاستشارات والتوجيه والعديد من الخدمات بسعر مخفض، لكي نظهر بالشكل الأمثل في السعودية، والسوق السعودي به إمكانيات كبيرة والعمل به أتى بثماره.
وكم عدد الشركات التي ساعدتموها في مصر؟
تعاملنا مع أكثر من 150 شركة، وهناك عملاء نتعامل معهم منذ 4 سنوات بشكل شهري، أو شركات يكون لديها احتياج معين ونقدم خدماتنا لها، بجانب أننا عملنا في أكثر من 10 صناعات، مثل تكنولوجيا التعليم والتجارة الإلكترونية، فلدينا توجه استراتيجي ألا نكون موجودين في صناعة واحدة، وقدمنا خدماتنا في 6 دول، وهي مصر والسعودية وعمان والأردن ولبنان وهولندا، حيث استطعنا الخروج خارج المنطقة.
وما هي أبرز التحديات التي تواجه تلك الشركات من واقع تعاملكم معها؟
كثير من المؤسسين ليس لديهم رفاهية التفرغ لإدارة شركاتهم، فالمؤسس قد يكون موظف في شركة ثم يخصص جزءا من وقته لإدارة شركة خاصة، ولا يملك رفاهية الاستقالة للتفرغ التام، وعدم وجود وقت لإدارة الشركة يعتبر أول مسمار في نعش الشركة، ومن المفترض أن تقوم مؤسسات الدولة بدور في تشجيع الناس على ذلك، خصوصا أن نجاح شخص في تأسيس شركة ناجحة سيفيد في تطور الاقتصاد وتوفير فرص عمل، بجانب أن هناك شركات اعتمدت على الاستثمارات وحرق الأموال، وبالتالي لم يعد المستثمرون يفكرون بنفس الطريقة، ولذلك يجب أن يكون هناك دعم حكومي للشركات والتوعية بأن مؤسس الشركة يمكن أن ينجح أو يفشل، فالفشل ليس نهاية العالم، والجانب الآخر هو الجانب المعرفي، فيمكن لمؤسس الشركة أن يكون لديه الوقت والمال ولكن ليس لديه الجانب المعرفي، وخصوصا أننا لم نتعلم أثناء سنوات الدراسة طريقة العمل داخل السوق وريادة الأعمال، وهذا الدور يقوم به حاليا مسرعات وحاضنات الأعمال والعديد من الجهات، فبيئة العمل في مصر تطورت بشكل كبير، ولكنه مازال مجالا جديدا.
وما هي أهداف Brainy Squad خلال الفترة القادمة؟
نريد الاستمرار في تواجدنا بالسوق في مصر، بالرغم من التحديات والصعوبات، وأن نخلق منتجات تكنولوجية تخدم العملاء، فمع التطور في الذكاء الاصطناعي هناك العديد من الخدمات التي نقدمها بشكل يدوي من الممكن أن تتغير باستخدام بعض التطوير التكنولوجي الذي يساعد على رقمنة تلك الخدمات، ونستخدم حلول تكنولوجية والشركات تعمل بشكل أكثر كفاءة، بجانب استهداف المزيد من التوسع في السوق السعودي، فالتواجد بشكل كثيف في سوق آخر سيفيد السوق المصري وخصوصا مع وجود السمات المشتركة بين السوقين، ونحن نرى أن لديهم تطور جيد يمكن أن نستفيد منه.