كشفت جائحة كورونا عن حقيقة مفادها أن البنوك ليست جزءاً من المشكلة يحتاج إلى التغيير، بل هي جزء من الحل يحتاج إلى تطوير، حيث أثبتت قدرتها على الصمود في مواجهة تداعيات الأزمة، بالإضافة إلى دورها في ابتكار أساليب وأدوات متنوعة لتمكين العملاء من الاستفادة من عملية التحول الرقمي، خاصة في ظل إدراك البنوك والعملاء أنهم قادرون على العمل والتشغيل عن بُـعد بطريقة آمنة وفعالة، وهو ما دفع البنوك إلى ضخ استثمارات كبيرة في الأنظمة التكنولوجية والمنتجات الرقمية.
ورصدت «Follow ict» ضمن سلسلة حلقاتها الأسبوعية عن المنتجات الرقمية في البنوك، خطط بنكي «الأهلي المصري، عوده-مصر» والخاصة بأحدث المنتجات الالكترونية التي تستهدف هذه البنوك إطلاقها في الفترة المقبلة ومدى الإقبال على المنتجات التي أطلقتها البنوك خلال فترة الجائحة.
وفي هذا الصدد قال يحيى أبو الفتوح نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، إن جائحة كورونا عززت من أهمية التحول الرقمى في مصر، وهو ما دفع العديد من البنوك لإطلاق خدمات رقمية متنوعة تتواكب مع الفترة الحالية، لافتًا إلى أن البنك الأهلي يخطط لإطلاق مجموعة من الخدمات الرقمية الجديدة خلال الفترة القادمة، تعزيزًا لخطة الدولة في هذا الشأن وسعيًا لتعزيز مبدأ الشمول المالي وجذب مزيد من الفئات غير المتعاملة مع الجهاز المصرفي من العملاء.
وأشار إلى أن البنك الأهلي المصري يعمل حاليًا على تحديث خدمات الإنترنت والموبايل البنكي لتصبح خدمات أكثر تطوراً لمواكبة احتياجات عملاء البنك اليومية بسهولة وأمان، بالإضافة إلى إطلاق مجموعة من الخدمات الجديدة والتي تتيح للمستخدم الاستعلام وإجراء معاملات مالية للبطاقات المدفوعة مقدما بأنواعها وبطاقات ميزة الإلكترونية والتصديق على المعاملات المالية باستخدام الـ Soft Token.
خلق قنوات رقمية جديدة
ولفت «أبو الفتوح» إلى أن البنك الأهلي يستهدف تحديث الخدمة الصوتية التفاعلية والتي تهدف لخلق قنوات جديدة للعملاء لاستخدام تلك الخدمات الرقمية، حيث يسعى دائماً للمتابعة الدورية لكافة مستحدثات الخدمات الرقمية بالأسواق المصرفية المختلفة، مشيراً إلى أن هذه الخدمات الرقمية تأتي لتحفيز العملاء على استخدام القنوات الرقمية لتلبية احتياجاتهم المصرفية المختلفة، وذلك لمزيد من التيسير على العملاء من خلال تقليل التردد على مقار الفروع خاصة في ظل الظروف الحالية التي تتطلب مراعاة أعلى معدلات الصحة والسلامة.
وأضاف أن استراتيجية تدشين الفروع الرقمية بالبنك الأهلي والتى بلغ عددها 22 فرع حالياً والتوسع فى الحلول الرقمية كان لها دور فعال في مواجهة الأزمة، موضحًا أن البنك الأهلي سيقوم بتقديم خدمة الإصدار الفوري لبطاقات الخصم المباشر داخل الفروع الإلكترونية مما سيتيح للعميل الحصول على البطاقة الخاصة به دون الحاجة لزيارة الفرع مرة أخرى.
تعزيز الشمول المالي
وذكر أن البنك الأهلي يدعم قرارات البنك المركزي المصرى التي صدرت في أكتوبر 2020 لجذب شريحة جديدة من العملاء من خارج القطاع المصرفي بهدف تحسين مستوى الخدمات للعملاء ونشر ثقافة الشمول المالي بين شرائح المجتمع المختلفة، وعليه فإن البنك بصدد إطلاق حسابين للشمول المالي للمنشآت متناهية الصغر والحرفيين وأصحاب المهن بإجراءات مبسطة وبأقل المستندات، لدعم وجذب تلك الشرائح، حيث سيكون الحساب الأول مخصص لشريحة المنشآت متناهية الصغر والتي لديها مستندات أو رخصة مزاولة مهنة أو مقر.
وأضاف أن الحساب الثانى مخصص لأصحاب المهن الحرة وأصحاب الحرف التي لا يتوافر لديها مستندات أو مقر أو أي وسيلة للتحقق مثل الحرفي، الكهربائي، السباك، النجار.
فرع متنقل
الجدير بالذكر أن البنك الأهلي المصري أطلق الأسبوع الماضي، أول فرع متنقل بالعاصمة الإدارية الجديدة، بناء على دراسات تفصيلية، حيث سيتم إتاحته فى مناطق متنوعة من الجمهورية طبقا لنتائج الدراسات التى تتم على أماكن الكثافات وتركز العملاء ومدى توافر الخدمات المصرفية بها، وذلك لتقديم مختلف الخدمات المصرفية سواء التقليدية أو الخدمات الذاتية التى يحصل عليها العميل بنفسه، وهو ما يساهم فى استقطاب المزيد من العملاء للقطاع المصرفى من خلال التواجد فى جميع المحافظات والقرى والمناطق النائية عبر طرق مبتكرة وميسرة وقنوات مصرفية إلكترونية حديثة.
Digital onBoarding
ومن جانبه قال محمد بدير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لبنك عوده –مصر، إن استراتيجية بنك عوده تستهدف تقديم باقة متنوعة من المنتجات والخدمات الالكترونية خلال العام الجاري، والتي يأتي في مقدمتها ميكنة بعض الإجراءات الخاصة بالتقديم على القروض والبطاقات من خلال المرحلة الثانية من نظم Digital onBoarding، والتي تساهم في تسهيل التجربة البنكية بشكل كبير للعميل لتصبح إجراءات الحصول على القروض والبطاقات أسرع وأيسر، حيث يعمل البنك باستمرار على تحديث أنظمته الآلية للتوسع في خدماته ومنتجاته المصرفية الإلكترونية، بما يلبي متطلبات العملاء المختلفة، مع مراعاة أحدث ما توصلت إليه معايير الأمان المتعارف عليها عالميًا، لضمان تجربة مصرفية متميزة وآمنة للعملاء.
خدمات التحصيل والتجارة الإلكترونية
وأشار إلى أن البنك يخطط لتدشين خدمات التحصيل والتجارة الإلكترونية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية من خلال بوابة الدفع الخاصة بالبنك، بعد أن حصل البنك على موافقة البنك المركزي المصري على رخصة التحصيل والتجارة الالكترونية (E – Commerce- Digital Acquiring)، والتي ستمكن البنك من إتاحة خدمات قبول الدفع الإلكتروني للعملاء من التجار والشركات من خلال مواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول.
وأوضح «بدير» أن البنك وفّر معظم الخدمات المصرفية لعملائه عبر وسائل إلكترونية متعددة مكنت العملاء من إنجاز معاملاتهم دون الحاجة للذهاب إلى الفرع، والتي يأتي على رأسها المحفظة البنكية وتطبيق الهاتف المحمول، كما قام البنك بتفعيل خاصية (NFC contactless) والتي تتيح للعميل إتمام عملية الشراء من خلال نقاط البيع الإلكترونية باللمس بدون إدخال البطاقة أو إعطائها للتاجر، فضلاً عن تفعيل خدمة (D secure3) والتي تحمي وتؤمن حركة الشراء من خلال الإنترنت عبر إرسال SMS تحتوي على كلمة سر لكل عملية على هاتف صاحب البطاقة المسجل لدى البنك وبدونها لا تتم عملية الشراء.
المحفظة الإلكترونية
وأضاف أن إقبال العملاء على استخدام خدمات البنك الإلكترونية تضاعف خلال عام 2020، حيث شهد مستخدمي المحفظة الإلكترونية AUDI2PAY ارتفاعًا بنسبة 79%، كما ارتفع عدد مستخدمي خدمات عَوده أونلاين بنسبة 23%، لافتاً إلى تضاعف عدد العمليات المنفذة من خلال خدمة الانترنت البنكي .
وذكر «بدير» أن البنك يتعاون مع مؤسسة ماستركارد العالمية في إطلاق عدد من بطاقات الدفع المتنوعة التي تلبي مختلف متطلبات العملاء، والتي تتنوع بين بطاقات الخصم والائتمان، بالإضافة إلى تعاون البنك مع الشركة المصرية للتأمين التكافلي «حياة»، لتقديم مجموعة من برامج التأمين التي تساعد العملاء على تلبية احتياجاتهم المستقبلية.
الأوعية الادخارية
وأضاف أن العام الماضي شهد استحداث البنك لأوعية ادخارية بأسعار تنافسية تستهدف الأفراد والشركات الذين يفضلون منتجًا قصير الأجل مع الحفاظ على عوائد عالية، كما أسفرت حملة البنك الخاصة بالحساب الجاري بالجنيه المصري لهذا العام عن الفوائد المرجوة من المحفظة للدخل غير القائم على الفوائد بنمو يصل إلى 39٪، وذلك على الرغم من تحديات COVID 19.