حوار| علي الشرباني: استثمار «تبارك» في التكنولوجيا العقارية أصبح خيارا استراتيجيا.. وتحليل البيانات والبنية التحتية أبرز التحديات
تسعى مجموعة تبارك للتطوير العقاري لمواكبة التطور السريع في التكنولوجيا العقارية، حيث ترى أن الاستثمار بها أصبح خيارًا استراتيجيًا في صناعة العقارات؛ ومع التغيرات التي طرأت على الساحة العالمية من تفشي فيروس كورونا سرعت من وتيرة هذا التطور.. التقينا علي الشرباني رئيس مجلس إدارة مجموعة تبارك للتطوير العقاري للحديث عن خطة الشركة في ظل زيادة الطلب على المنازل الذكية والتقنيات الحديثة، ومستقبل هذا الاستثمار في مصر خلال السنوات المقبلة.
في البداية.. كيف تقيّم الدمج بين التكنولوجيا والتطوير العقاري خلال الفترة الماضية؟
الدمج بين التكنولوجيا والعقارات أسهم في تلبية احتياجات الأجيال الحالية في حياة أفضل وأكثر رفاهية، كما من المتوقع أن يرتفع عليها الطلب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول التكنولوجيا في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية والثقافية، خاصة في تحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والابتكار والاستدامة فيها.
وإذا اخذنا فى عين الاعتبار أهمية القطاع العقاري في مصر وعلى مستوى دول العالم أجمع كأحد المؤشرات على الدالة على حيوية الاقتصاد والمرآة العاكسة لازدهاره، تظهر تطبيقات المدينة الذكية كداعم محورى لتنمية الاقتصاد المحلي.
وتشهد حالياً الأسواق العالمية العديد من المحاولات الجادة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتطبيقات المدن الذكية، وهذه التغيرات تدعونا لتكاتف الجهود للعمل على زيادة الوعي بأهميتها فى دعم سبل تنمية سوق التطوير العقاري والتسويق الإلكتروني للمساعدة على نمو السوق العقاري على الصعيدين المحلى والاقليمي.
ومصر لديها الكثير من الإمكانيات والقدرات التي ستجعل من الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العقارية خياراً استراتيجياً ينعكس بالإيجاب على القطاع العقاري، ويؤهلها لتكون رائدة في هذا المجال الواعد إقليمياً وعالمياً.
كيف أثرت أزمة كورونا على القطاع العقاري؟
أزمة كورونا أسهمت في توسيع قاعدة الاعتماد على الحلول الرقيمة للتواصل مع العملاء في السوق العقاري خلال فترات التباعد الاجتماعى والحجر المنزلي، مما شجع دخول القطاع العقاري مؤخرا بقوة في مجال التجارة الرقمية.
والوسطاء العقارين يعبروا شبكة الإنترنت الوسيلة الأفضل للإعلان عن المتوافر لديها من العقارات، وما توفره التقنيات الحديثة خلال عمليات البيع والشراء كتقنيات الواقع الافتراضي للعميل والتي تجعله في قلب العقار المستهدف من دون وجوده الفعلي.
كيف تواكب الشركة تغيرات المرحلة وزيادة الطلب على العقار الذي يتمتع بخدمات تكنولوجية متطورة؟
حرصنا في مجموعة تبارك القابضة على مواكبة التحول الرقمى ومنظومة المدن الذكية من خلال توفير بنية تحتية تكنولوجية في كافة مشروعاتنا الحالية والمستقبلية، كتطبيق “آي كوميونيتي ” I-COMMUNITY ويسرت من خلال التطبيق طرق السداد للعميل.
ووفرت كافة البيانات التي قد يحتاجها العميل حول مسكنه الجديد من المشروعات التي طرحتها المجموعة حديثًا في الأسواق، وأصبح يمكن للعميل من أي مكان في العالم أن يتجول داخل مسكنه الجديد والمشروع ككل من خلال تقنية الواقع الافتراضي المتاحة على الموقع الإلكتروني للمجموعة واختيار ما يناسبه.
المجموعة اعتمدت بمجمع ناينتي أفنيو أحد مشروعات الشركة الكائن بالتجمع الخامس، على تقـديم أفضـل الخدمـات للقاطنين في محاولة منا لمنح عملائنا تجربة جديدة وأسلوب حياة فاخر يستحقونه، وهو تطبيق على الهاتف المحمول معتمد على التكنولوجيـا الدوليـة لخدمات إدارة المجتمعات عالية الجودة والمستوى.
ويعمل التطبيق على تحقيق التواصل بين قاطني الوحدات وبين مقدمي الخدمات، لتوفيـر سـبل الراحـة والسـلامة والاحتياجات اليومية للسـكان مثل: (خدمات الصيانة، خدمـات تنظيـف المنـزل، وكروت شحن العدادات، والإبلاغ عن المشـكلات في المناطـق العـامة، توفيـر اتصال ثنائي الاتجاه بين المقيمين والإدارة).
ويتيح أيضا (تيسير التواصل مع إدارة الأمن، وخدمة البوابات الرقمية، تذكير بمواعيد سداد الأقساط، وحجز قاعات المذاكرة والقاعات متعددة الأغراض، وخدمات تنظيف السيارات وصيانتها، حجز الفنادق والطيران والتوصيل الى المطارات، وتأجير وبيع الوحدات للغير، خدمات توصيل طلبات المطاعم بالمشروع).
ما الفائدة التي ستعود على سوق العقارات المعتمدة على التكنولوجيا في التسويق للعقارات؟
الاعتماد على تقنيات الواقع الافتراضي والمنصات الرقمية ستسهم في دعم تصدير العقار للخارج حيث أن العميل يستطيع أن يطلع على كافة البيانات من خلال هذه التقنيات بالإضافة إلى إتمام عملية الشراء أيضًا عبر الإنترنت.
هل متاح حاليا إبرام عقود افتراضية للعقارات؟
نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون بين كل من الحكومة والمطورين العقاريين، والسعي لإصدار التشريعات الخاصة بالعقود الذكية والبيع والتوقيع الإلكتروني.
وماهي السياسات المطلوبة لدعم التكامل بين شركات التكنولوجيا وشركات التطوير العقاري في مشروعات المستقبل؟
تفعيل منظومة الرقم القومي للعقار الجاري إعدادها حاليا بالتعاون بين وزارات الإسكان الاتصالات والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وزارة العدل، سيدعم بقوة دخول مصر عصر التحول الرقمي في القطاع العقاري.
بناء قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة أمر هام جدا لتحقيق استراتيجية التحول الرقمي وسيؤثر بالإيجاب على السوق العقاري من خلال تنظيم العرض والطلب، وضمان العمل ضمن أكواد البناء، فوجود رقم قومي لكل عقار سيكون بمثابة شهادة ميلاد بالنسبة له تثبت مدى مطابقته لشروط التراخيص وعدم مخالفته لقواعد البناء.
وهنا أؤكد على أهمية توافر البيانات وبناء بنية تحتية قوية فى دعم بناء المدن الذكية وتطبيق سياسات الدفع الإلكتروني.
المبيعات الرقمية تمثل ركيزة أساسية في الوقت الراهن في السوق العقاري، خاصةً عقب أزمة جائحة كورونا، وما يمثله زيادة حجم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في مراحل صناعة العقار.
توجه الدولة نحو إنشاء المدن الذكية.. هل ساعد في زيادة الوعي بأهمية المجتمعات العمرانية الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا من جانب الشركات وأيضا العملاء؟
نعم هذا حقيقي، فتوجه الدولة يدعم بقوة التحول الرقمي وإنشاء المزيد من المدن الذكية، وهذه الفرصة يجب أن يستغلها ويعمل على تنميها رواد صناعة التطوير العقارى خاصةً في ظل الظروف الراهنة.
ويعد التحوّل الرقمي رافدا رئيساً لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030، فمنذ عام 2018 تبنت مصر توجهًا جادًا للتحول إلى مجتمع رقمي بهدف الازدهار وإدارة موارد الدولة والمنظومة الحكومية بشكل أفضل.
واتجهت الدولة لإنشاء مجموعة من المدن الذكية في مصر وهي العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة وشرق بورسعيد والمنصورة الجديدة، كما تخطط حاليا لإقامة 30 مدينة ذكية بتكلفة 700 مليار جنيه لاستيعاب 30 مليون نسمة، تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة.
كيف يتم دعم هذا الاتجاه والاستفادة منه بصورة أفضل؟
يجب أن تتوفر قراءة رواد الأعمال بالقطاع العقاري هذا الواقع وتقبله والتأقلم معه بطريقة مدروسة تساعد في تطوير السوق العقارية، خصوصاً وأنه من أهم القطاعات الاقتصادية تأثيراً في الاقتصاد المصري، وأحد أهم القطاعات المؤثرة في خطط الدولة المستقبلية للنمو.
ماذا فعلت الشركة لمواكبة التغيرات في السوق المصرية مؤخرا نحو المدن الذكية؟
مواكبة لهذا الاتجاه ودعماً له فقد اعتمدت مجموعة تبارك هذه التكنولوجيا فى كافة مشروعاتها الحالية والمستقبلية”.
ماهي التحديات التي تواجه الشركات في هذا الشأن؟
مصر في مرحلة جيدة فيما يتعلق بالتحول الرقمي بالوقت الحالي، لكن هناك العديد من التحديات التي تواجه صناعة التطوير العقارى في هذا المجال أهمها تجميع وتحليل البيانات لقطاع العملاء المحتملين.
وعدم توفر البنية التحتية بشكل كامل لتعزيز الاعتماد على التطبيقات التكنولوجية لترويج العقار كتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي
ما المقترحات التي تراها الشركة مناسبة للتعامل مع هذه المشكلات؟
يجب علينا التخطيط الجيد لدعم عدة محاور لدعم إنشاء بنية معلوماتية قوية للعملاء يمكن الاعتماد عليها، كذلك العمل على توفير بنية تحتية قوية تدعم بناء المدن الذكية وتطبيق سياسات الدفع الإلكتروني.
ويجب إصدار التشريعات الخاصة بالعقود الذكية والبيع والتوقيع الإلكتروني لتفعيل التمويل العقاري بصورة أكبر خلال المرحلة المقبلة.