في مثل هذا اليوم، 22 أغسطس من عام 1943، وُلد المهندس الياباني ماساتوشي شيما، أحد العقول اللامعة التي غيّرت وجه التكنولوجيا إلى الأبد.
قبل 82 عامًا، لم يكن أحد يتخيل أن هذا الطفل القادم من محافظة شيزوكا سيصبح لاحقًا أحد الآباء المؤسسين لعصر المعالجات الدقيقة، ويشارك في تصميم أول وحدة معالجة مركزية تجارية في العالم: إنتل 4004.
في أواخر الستينيات، كان شيما يعمل لدى شركة Busicom اليابانية، حيث تولّى تصميم المنطق الداخلي لمعالج مخصص لآلة حاسبة، لكن طموحه تجاوز حدود المشروع الأصلي.
بالتعاون مع مهندسي شركة إنتل (Intel )، وعلى رأسهم تيد هوف وفيديريكو فاجين، ساهم شيما في تقليص التصميم من ثلاث شرائح إلى شريحة واحدة فقط، مما مهّد الطريق لولادة المعالج الدقيق.
بحلول عام 1971، خرج معالج Intel 4004 إلى النور، محتوياً على 2300 ترانزستور، ويعمل بسرعة تصل إلى 740 كيلوهرتز، ما يمثل إعلانًا عن بداية عصر جديد في الحوسبة، حيث أصبحت القوة الحسابية متاحة في راحة اليد.
لاحقًا، انضم شيما إلى إنتل وساهم في تطوير معالج Intel 8080، ثم انتقل إلى شركة Zilog، حيث شارك في تصميم المعالج الشهير Z80، الذي أصبح حجر الأساس في العديد من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في السبعينيات والثمانينيات.
يعد ماساتوشي شيما رائدًا في تحويل الأفكار إلى شرائح سيليكونية غيّرت العالم، واليوم، في ذكرى ميلاده الثانية والثمانين، نستعيد قصة عبقريته التي لا تزال تنبض في كل هاتف ذكي، وكل كمبيوتر، وكل جهاز إلكتروني نعتمد عليه في حياتنا اليومية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2001، أسدل الستار على فصلٍ فريد من تاريخ الإنترنت، حين انقطعت خدمة البث عن ماكينة القهوة الشهيرة في “غرفة تروجان” بجامعة كامبريدج، لتتوقف بذلك أول كاميرا ويب في العالم عن العمل بعد عقدٍ من الخدمة.
بدأت القصة عام 1991، حين قرر مجموعة من الباحثين في مختبر علوم الحاسوب مراقبة مستوى القهوة في الماكينة دون الحاجة إلى مغادرة مكاتبهم، فقاموا بتركيب كاميرا صغيرة تبث صورة مباشرة إلى أجهزة الكمبيوتر داخل المبنى.
كانت الفكرة بسيطة، لكنها عبقرية: لا مزيد من الرحلات الخائبة إلى ماكينة فارغة.
وبحلول عام 1993، تم ربط الكاميرا بالإنترنت، لتصبح صورة ماكينة القهوة متاحة للعالم أجمع، وهكذا وُلدت أول كاميرا ويب، وتحولت ماكينة القهوة إلى رمزٍ ثقافي لعصر الإنترنت الناشئ، يتابعها الآلاف يوميًا فقط ليروا إن كانت القهوة جاهزة.
لكن في صباح يوم 22 أغسطس 2001، وفي تمام الساعة 09:54 بتوقيت جرينتش، التُقطت الصورة الأخيرة: يدٌ تمتد نحو زر الإيقاف، لتغلق الخادم وتُنهي البث إلى الأبد، ونُشرت أخبار الإغلاق في الصفحات الأولى لصحف مثل تايمز وواشنطن بوست، وكأن العالم يودّع صديقًا قديمًا.
اليوم، وبعد مرور ٢٤ عامًا، لا تزال “تروجان روم” تُمثل لحظة مفصلية في تاريخ التقنية، حين اجتمعت الحاجة اليومية مع الابتكار، وولدت من فنجان قهوة فكرة غيّرت طريقة تواصلنا مع العالم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2016، دخلت جوجل مرحلة جديدة من تطوّر نظام التشغيل الأشهر في العالم، بإطلاقها الإصدار السابع من أندرويد، والمعروف باسم “نوجا” (Nougat).
لم يكن التحديث مجرد تحسين تقني، بل كان إعلانًا عن رؤية أكثر نضجًا لتجربة المستخدم، وتوسيعًا لآفاق الواقع الافتراضي.
جاء أندرويد نوجا محمّلًا بميزات ثورية، أبرزها خاصية تقسيم الشاشة التي سمحت للمستخدمين بتشغيل تطبيقين في آنٍ واحد، في خطوة طال انتظارها، كما أضاف النظام دعمًا للردود المباشرة من الإشعارات، وتحديثات سلسة تعمل في الخلفية دون تعطيل الاستخدام، إلى جانب تحسينات كبيرة في استهلاك البطارية.
وفي نفس اليوم، كشفت جوجل عن Daydream View، نظارتها الجديدة للواقع الافتراضي، والتي كانت جزءًا من منصة Daydream التي تهدف إلى تقديم تجربة واقع افتراضي (VR) عالية الجودة على الهواتف الذكية.
جاءت النظارة بتصميم مريح وخفيف، واستخدمت الهواتف المتوافقة كقلبٍ للعرض، لتفتح الباب أمام محتوى غامر يتجاوز حدود الشاشة التقليدية.