في مثل هذا اليوم، 18 أكتوبر من عام 1958، شهد العالم ولادة أول لعبة فيديو حقيقية في مختبرات بروكهافن الوطنية. اللعبة، التي أطلق عليها اسم “تنس فور تو”، كانت ثمرة جهود العبقريين ويليام هيجينبوثام وروبرت دفوراك، وتم تطوير هذه اللعبة البسيطة، والتي تحاكي لعبة التنس، على جهاز كمبيوتر تناظري من طراز Donner Model 30، مستخدمين منظار الذبذبات كشاشة عرض.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام شاشة رسومية للتفاعل مع جهاز كمبيوتر، مما يمثل قفزة نوعية في عالم التكنولوجيا.
لم تعرض اللعبة إلا مرتين، خلال يوم الزوار السنوي للمختبر، ولكنها استطاعت أن تلفت أنظار المئات من الزوار الذين اصطفوا لحظات طويلة للعبها.
ورغم بساطتها، إلا أن “تنس فور تو” كانت بذرة الفكرة التي مهدت الطريق لعالم الألعاب الإلكترونية الضخم الذي نعرفه اليوم، ولم يكن أحد يتخيل حينها أن هذه اللعبة البسيطة ستصبح نقطة تحول في تاريخ التكنولوجيا والترفيه.
تم عرض اللعبة على شاشة منظار الذبذبات، وهي تقنية كانت تستخدم في المختبرات العلمية، ولكن هيجينبوثام ودفوراك استطاعا تحويلها إلى وسيلة ترفيهية، واستقبل الزوار اللعبة بحماس بالغ، مما يدل على الرغبة الإنسانية المتأصلة في التفاعل مع التكنولوجيا واللعب.
رغم مرور عقود على إطلاق اللعبة، إلا أن “تنس فور تو” لا تزال تلهم المبدعين والمطورين في مجال الألعاب الإلكترونية. فهي تذكرنا بأهمية البساطة والابتكار، وكيف يمكن لفكرة بسيطة أن تؤدي إلى ثورة في عالم الترفيه.
وفي 18 أكتوبر من عام 1985، شهد عالم الألعاب الإلكترونية تحولاً جذرياً مع إطلاق شركة نينتندو لنظامها الجديد والرائد: نينتندو إنترتينمنت سيستم (NES).
بدأ هذا الحدث التاريخي في نيويورك وعدد محدود من الأسواق في أمريكا الشمالية، حاملاً معه ثورة في عالم الألعاب المنزلية، وحقق جهاز الألعاب NES نجاحاً باهراً فور إطلاقه، مما دفع نينتندو إلى توسيع نطاق التوزيع لتشمل جميع أنحاء الولايات المتحدة في فبراير من العام التالي.
لم يقتصر إطلاق NES على الجهاز نفسه، بل تم إطلاق 18 لعبة جديدة معه في نفس اليوم، من بينها أساطير مثل سوبر ماريو بروس ودونكي كونج، مما أثرى تجربة الألعاب بشكل كبير وفتح آفاقاً جديدة للترفيه التفاعلي، وساهم هذا التنوع الكبير في الألعاب المصاحبة لجهاز NES في نجاحه الكبير وتحويله إلى ظاهرة ثقافية.
مع إطلاق نينتندو إنترتينمنت سيستم (NES)، دخلت الألعاب الإلكترونية إلى كل بيت، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم، ولم يعد اللعب حكراً على الأطفال، بل أصبح نشاطاً ترفيهياً يستمتع به جميع أفراد الأسرة.