في 31 مارس من عام 1999، شهد العالم العرض الأول لفيلم “الماتريكس” (The Matrix) من إخراج لانا وليلي وتشاوسكي، والذي جمع بين الخيال العلمي، والأكشن، والفلسفة، ليصبح أحد أكثر الأفلام تأثيرًا في التاريخ.
حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا نقديًا وتجاريًا، وحصل على 4 جوائز أوسكار، بما في ذلك أفضل مؤثرات بصرية وأفضل مونتاج، كما حقق إيرادات تجاوزت 463 مليون دولار عالميًا بميزانية لم تتعدَّ 63 مليون دولار.
أحدث الفيلم طفرة في تقنيات “البطيء السريع” (Bullet Time) وتصوير المشاهد القتالية، مما غيّر معايير أفلام الأكشن لاحقًا، كما طرح الفيلم أسئلة عميقة حول الواقع الافتراضي، والحرية، والهوية، مستوحىً من أفكار مثل الغنوصية والأساطير اليونانية (مثل شخصية “مورفيوس” إله الأحلام)، وأصبح مصطلح “الماتريكس” مرادفًا للواقع المحاكى، وأثر على مفاهيم الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في الثقافة الشعبية.
كان فيلم “الماتريكس” أول فيلم يُباع منه 3 ملايين نسخة DVD، مما ساهم في انتشار هذه التقنية، وتم اختياره عام 2012 للحفظ في أرشيف السجل الوطني للأفلام بمكتبة الكونجرس الأمريكية لقيمته الثقافية، كما صنفته قاعدة بيانات الأفلام IMDb بتقييم 8.7/10، وهو من أعلى التقييمات لأفلام الخيال العلمي.
لا يزال “الماتريكس”، رغم مرور هذه السنوات، يحتفظ بمكانته كعمل فني ثوري، يجسد صراع الإنسان بين الوهم والحقيقة، ويظل مصدر إلهام للعديد من المجالات، من السينما إلى الفلسفة والتكنولوجيا.
وفي مثل هذا اليوم، 31 مارس من عام 1995، أطلقت مايكروسوفت حزمة البرامج التجريبية “بوب” (Microsoft Bob)، والتي صُممت لتبسيط استخدام الكمبيوتر للمبتدئين عبر واجهة رسومية تشبه “المنزل الافتراضي” مع أدوات تفاعلية، لكنها سرعان ما تحولت إلى أحد أكبر الإخفاقات في تاريخ الشركة، حيث وُصفت بأنها “ساذجة” و”مُهينة لذكاء المستخدم”.
اعتمدت “مايكروسوفت بوب” على رسوم كارتونية (مثل كلب مرافق ورفوف كتب افتراضية)، مما جعلها تبدو منفرة للبالغين وغير مناسبة للأعمال الجادة، كما تطلبت أجهزة بمواصفات تفوق إمكانات معظم المستخدمين في ذلك الوقت، وظهر في نفس العام تقريبًا نظام ويندوز 95، الذي قدم واجهة أكثر احترافية وسهولة، مما ساهم في فشل “بوب” فشلا ذريعا.
أصبح مساعد “كليبي” هو الناجي الوحيد من الحزمة، الذي تحول إلى أيقونة ساخرة لسنوات قبل إيقافه في 2007، رغم ذلك، أصبح أساسًا لتقنيات المساعدة الذكية لاحقًا مثل كورتانا Cortana.
بعد تجربة “بوب”، علمت مايكروسوفت أن التجريب المفرط دون دراسة السوق قد يكون كارثيًا، وهو ما تجنبت تكراره في منتجات مثل Xbox وAzure لاحقًا.
رغم إلغاء “بوب”، بعد عام واحد فقط، إلا أنه يظل علامة فارقة في تاريخ التكنولوجيا، حيث يذكرنا بأن حتى العمالقة يمكن أن يخطئوا، وأن الفشل قد يكون بداية لنجاح أكبر.