في مثل هذا اليوم، 3 مايو من عام 1984، شهد العالم حدثًا هامًا في مجال التكنولوجيا، حيث تأسست شركة “دل للكمبيوتر” (Dell Computer Corporation) على يد الشاب الطموح مايكل دل.
انطلق دل من غرفة نومه في جامعة تكساس في أوستن، حاملاً حلمًا ببناء شركة كمبيوتر شخصي تعمل بنموذج مبتكر يعتمد على “الطلب المباشر”.
تميز هذا النموذج ببيع أجهزة الكمبيوتر مباشرةً للمستهلكين، دون الحاجة إلى وسطاء أو متاجر تقليدية، وسمح ذلك لشركة دل (DELL) بتقديم أسعار تنافسية وتلبية احتياجات العملاء بدقة أكبر من خلال تخصيص أجهزتهم حسب طلباتهم.
حقق نهج دل المبتكر نجاحًا هائلاً، فسرعان ما نمت الشركة لتُصبح واحدة من رواد صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وبحلول عام 1992، حلت “دل” مكان شركة “كومباك” كأكبر مصنع لأجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم، وهو المركز الذي احتفظت به لسنوات عديدة.
واجهت “دل” خلال مسيرتها بعض التحديات والتقلبات، إلا أنها حافظت على مكانتها المرموقة كأحد أكبر مصنعي أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم، ولا تزال “دل” ضمن المراكز الثلاثة الأولى من حيث حصة السوق، مما يدل على قدرتها على التكيف والابتكار في بيئة تكنولوجيا المعلومات المتطورة باستمرار.
يُعد تأسيس شركة “دل” قصة نجاح ملهمة تُجسد روح ريادة الأعمال والابتكار، فقد أثبت مايكل دل أنّه من خلال العمل الجاد والتفكير الإبداعي، يمكن تحويل الأفكار إلى واقع ملموس، وترك بصمة دائمة على عالم التكنولوجيا.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1978، شهد العالم حدثًا هامًا، وإن كان مثيرًا للجدل، في تاريخ التكنولوجيا، حيث أرسل جاري ثويرك، ممثل التسويق لشركة Digital Equipment Corporation، رسالة بريد إلكتروني للترويج لحدث “بيت مفتوح” لأحدث أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالشركة، وتم إرسال هذه الرسالة إلى 393 مستلمًا على شبكة “أربانت” ARPANET، وهي الشبكة الأم للإنترنت الحديث.
قد يبدو هذا الرقم صغيرًا بمعايير اليوم، إلا أنه كان يمثل جميع مستخدمي “أربانت” على الساحل الغربي للولايات المتحدة في ذلك الوقت، وبما أن هذه كانت رسالة بريد إلكتروني تجارية غير مرغوب فيها “إسبام” (Spam)، فهي تُعتبر الآن أول رسالة من نوعها، أي أول رسالة بريد إلكتروني غير مرغوب فيها قبل صياغة هذا المصطلح بوقت طويل.
لم تلقَ رسالة ثويرك ترحيبًا حارًا، فقد واجهت رد فعل سريعًا وسلبيًا من العديد من المستخدمين، الذين اعتبروها تدخلاً مزعجًا في بيئة أكاديمية كانت “أربانت” مخصصة لها في الأصل، كما تم تحذير ثويرك من قبل مسؤولي “أربانت” من أن المراسلات الجماعية غير مرغوب فيها وليست استخدامًا مقبولًا للشبكة.
على الرغم من رد الفعل العنيف، حقق “البيت المفتوح” لشركة DEC نجاحًا ماليًا كبيرًا، حيث تم بيع معدات الشركة بأكثر من 12 مليون دولار.
من المهم ملاحظة أن هذا الحدث أثار نقاشًا حول أخلاقيات التسويق عبر البريد الإلكتروني واستخدام البيانات الشخصية، ومع مرور الوقت، تم وضع لوائح وقواعد لتنظيم البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه وحماية خصوصية المستخدمين.