في مثل هذا اليوم، 24 ديسمبر من عام 1956، وُلد ستيفن تود كيرش في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وهو أحد أبرز رواد التكنولوجيا في العقود الأخيرة، وعالِم الحاسوب الذي ترك بصمة لا تُمحى في عالم الابتكار الرقمي.
اشتهر كيرش بكونه أحد المخترعين المستقلّين لـ “الفأرة الضوئية”، أو ما يعرف شعبيا باسم “ماوس الليزر”، ذلك الابتكار الذي غيّر طريقة تفاعل البشر مع الحاسوب، وفتح الباب أمام جيل جديد من واجهات الاستخدام المرئية في عالم التقنية.

منذ بداياته، أظهر كيرش شغفاً مبكراً بالتكنولوجيا، ما دفعه لدراسة الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في معهد MIT العريق. وفي عام 1980، توصّل – بالتوازي مع الباحث ريتشارد ليون – إلى تطوير أولى نسخ الفأرة الضوئية، معتمداً على تقنيات تتبّع الحركة عبر الضوء بدلاً من الكرة الميكانيكية التقليدية، في خطوة ثورية أسهمت في تسريع انتشار الحواسيب الشخصية وتطوير بيئات العمل الرقمية الحديثة القائمة على التفاعل البصري.

لم يتوقف تأثير كيرش عند حدود الاختراع، بل امتد إلى عالم ريادة الأعمال، ففي عام 1993 أسّس محرك البحث Infoseek، أحد أوائل محركات البحث التجارية التي سبقت عصر جوجل، قبل أن تستحوذ عليه شركة ديزني عام 1999 في صفقة ضخمة بلغت نحو 1.7 مليار دولار، كما أسّس شركات أخرى تركت أثراً في مجالات البرمجيات، وأمن الإنترنت، وتقنيات البريد الإلكتروني المبنية على الذكاء الاصطناعي المبكر.
إلى جانب مسيرته التقنية، عُرف كيرش بنشاطه الخيري، إذ أسّس مؤسسة لدعم الأبحاث الطبية، خصوصاً بعد مروره بتجربة شخصية مع مرض السرطان، وقد حصل على جائزة (National Caring Award) عام 2003 تقديراً لجهوده الإنسانية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1994، شهد عالم التقنية واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في بدايات الإنترنت، حين أعلنت شركتا يونيسيس وكومبيوسيرف عن نيتهما تحصيل رسوم ترخيص من مطوّري البرمجيات التي تُنشئ أو تعرض صور GIF، وهو القرار الذي أثار موجة غضب واسعة بين المبرمجين ومجتمع الويب الناشئ آنذاك.
استندت يونيسيس في قرارها إلى امتلاكها براءة اختراع خوارزمية LZW المستخدمة في ضغط ملفات GIF، وهي الخوارزمية التي اعتمدتها كومبيوسيرف عند تطوير صيغة GIF في عام 1987 لتوفير طريقة موحّدة وسهلة لمشاركة الصور عبر الشبكات. ومع الانتشار الهائل للصور المتحركة والثابتة بصيغة GIF، رأت الشركتان أن الوقت قد حان لفرض رسوم على الشركات المطوّرة للبرامج التي تدعم هذا التنسيق.
جاء الإعلان في فترة عطلات نهاية العام، ما جعل كثيراً من المطورين يكتشفون الخبر متأخرين، لتنفجر موجة اعتراضات واسعة عُرفت لاحقاً باسم (GIFgate)، حيث اعتبر المبرمجون أن القرار يهدد حرية تطوير البرمجيات ويضع عبئاً مالياً غير مسبوق على الشركات الصغيرة والمستقلين.

كما أثار الأمر مخاوف من أن يمتد فرض الرسوم إلى استخدام الصور نفسها، رغم أن يونيسيس أكدت لاحقاً أن الرسوم تستهدف فقط الشركات التي تطوّر برامج لإنشاء أو قراءة GIF، وليس مستخدمي الصور على مواقع الويب.
أدى هذا الجدل إلى تسريع جهود تطوير بديل مجاني ومفتوح، وهو ما أسفر لاحقاً عن ظهور صيغة PNG، التي أصبحت معياراً واسع الانتشار بفضل خلوّها من القيود القانونية والرسوم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1996، شهدت صناعة الإعلام نقلة تاريخية حين أعلنت لجنة معايير البث التلفزيوني الرقمي (ATSC) موافقتها الرسمية على تقنية (HDTV)، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة في جودة الصورة والصوت، وتتحول شاشات العالم تدريجياً من البث التناظري التقليدي إلى البث الرقمي عالي الوضوح الذي غيّر شكل المشاهدة المنزلية.
اعتمدت تقنية (HDTV) على مجموعة من المعايير الرقمية التي وفّرت دقة أعلى، ونقاءً بصرياً غير مسبوق، وصوتاً متعدد القنوات. وقد شملت هذه المعايير دقات مثل 720 و1080، وهي الدقات التي أصبحت لاحقاً معياراً عالمياً في أجهزة التلفزيون الحديثة.

جاء اعتماد ATSC للمعيار الجديد بعد سنوات من التجارب والتطوير، ضمن ما عُرف بـ Grand Alliance، وهو تحالف تقني ضم أبرز الشركات والمؤسسات البحثية في الولايات المتحدة. وقد مهّد هذا القرار الطريق أمام الانتقال الكامل للبث الرقمي، الذي اكتمل لاحقاً في 2009 بإيقاف البث التناظري في الولايات المتحدة.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2010، أعلنت شركة (Rovi)، المعروفة سابقاً باسم (Macrovision)، عن خطوة استراتيجية كبرى تمثلت في الاستحواذ على شركة (Sonic Solutions)، في صفقة بلغت قيمتها نحو 720 مليون دولار، لتصبح واحدة من أبرز عمليات الدمج في قطاع الترفيه الرقمي خلال العقد الأول من الألفية الجديدة.
جاءت الصفقة في وقت كانت فيه صناعة المحتوى تتجه بقوة نحو البث عبر الإنترنت، وكانت (Sonic Solutions) تمتلك أصولاً مهمة، أبرزها منصة (RoxioNow)، التي وفّرت وصولاً إلى أكثر من 10 آلاف فيلم ومسلسل، إضافة إلى تقنيات (DivX) التي استحوذت عليها “سونيك” قبل أشهر قليلة فقط.

بالنسبة لـ Rovi، كان هذا الاستحواذ خطوة لتعزيز حضورها في تقنيات الترميز، وإدارة الحقوق الرقمية، وتوزيع المحتوى، ما منحها قدرة أكبر على خدمة شركات الإلكترونيات ومزودي الخدمات.
أثار الإعلان اهتماماً واسعاً في قطاع التكنولوجيا، إذ رأى محللون أن دمج تقنيات Rovi مع مكتبة Sonic وخدماتها سيخلق منصة قوية قادرة على منافسة اللاعبين الكبار في سوق الفيديو عند الطلب. كما اعتُبرت الصفقة مؤشراً مبكراً على التحولات الكبرى التي ستشهدها صناعة الترفيه مع صعود خدمات البث.
مع اكتمال الصفقة في الربع الأول من 2011، بدأت Rovi في دمج تقنيات Sonic ضمن منظومتها، ما ساعدها لاحقاً على لعب دور أكبر في تطوير حلول المحتوى الرقمي التي أصبحت أساساً في أجهزة التلفزيون الذكية ومنصات المشاهدة الحديثة.








