Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

زي النهارده| مولد «أبو الذكاء الاصطناعي» وجوجل تبدأ رحلتها نحو صنع إمبراطورية رقمية عالمية

في مثل هذا اليوم، 4 سبتمبر من عام 1927، ولد الطفل “جون مكارثي” في بوسطن، والذي سيعرف لاحقًا بأنه “أبو الذكاء الاصطناعي”. لم يكن مكارثي مجرد طفل عادي، بل عبقريًا مبكر النضج، بدأ دراسة حساب التفاضل والتكامل بنفسه وهو لا يزال في المدرسة الثانوية، ومنذ تلك اللحظة، كانت ملامح المستقبل تتشكل في ذهنه.

التحق مكارثي بمعهد كاليفورنيا للتقنية “كالتك” (Caltech)، ثم حصل على الدكتوراة في الرياضيات من جامعة برينستون. تأثر مكارثي بأعمال آلان تورينج ونوربرت فينر، ما دفعه إلى التعمق في عالم الحوسبة والذكاء الاصطناعي، وفي عام 1956، نظّم مؤتمر دارتموث الشهير، حيث أطلق لأول مرة مصطلح “الذكاء الاصطناعي”، مؤسسًا بذلك علمًا جديدًا سيغير حياة البشر إلى الأبد.

لم يكتف مكارثي بالتنظير، بل ابتكر في عام 1958 لغة البرمجة LISP، ثاني أقدم لغة برمجة عالية المستوى لا تزال تُستخدم حتى اليوم، فقد كانت LISP بمثابة رولز رويس لغات البرمجة، مرنة وقوية، ومثالية لتطوير الأنظمة الذكية، واستخدمت في بناء أنظمة خبيرة مثل Mycin، الذي ساعد الأطباء في تشخيص الأمراض.

نال مكارثي جائزة تورينج عام 1971، وهي أرفع وسام في علوم الحاسوب، إلى جانب قلادة العلوم الوطنية الأمريكية وجائزة كيوتو في التقانة المتقدمة، وأسس مختبرات الذكاء الاصطناعي في MIT وستانفورد، حيث درّب أجيالًا من العلماء الذين واصلوا إرثه.

في 24 أكتوبر 2011، توفي جون مكارثي عن عمر ناهز 84 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا لا يُقدّر بثمن. كل مرة تتحدث فيها إلى مساعد ذكي أو ترى سيارة ذاتية القيادة، تذكّر أن هناك عقلًا سابقًا لعصره مهد الطريق لهذا العالم الذكي.

وفي مثل هذا اليوم من عام 1998، لم يكن أحد يتوقع أن طلبًا بسيطًا لتأسيس شركة في ولاية كاليفورنيا سيغيّر وجه الإنترنت إلى الأبد. في ذلك اليوم، سجّل الشابان لاري بايج وسيرجي برين شركتهما الناشئة “جوجل” (Google Inc.) رسميًا، بعد أن حصلا على تمويل أولي بقيمة 100 ألف دولار من آندي بيكتولشيم، أحد مؤسسي “صن مايكروسيستمز”.

لم يكن المقر الأول لجوجل ناطحة سحاب أو مكتبًا فاخرًا، بل مرآب سيارات في مدينة مينلو بارك. هناك، بدأ الثنائي في تطوير محرك بحث ثوري يعتمد على خوارزمية (PageRank)، التي تقيس أهمية صفحات الويب بناءً على الروابط الخلفية، بدلًا من مجرد عدد مرات ظهور الكلمات.

قبل أن تصبح “جوجل” الاسم الأشهر، كان المشروع يُعرف باسم (BackRub)، لكن في عام 1997، قرر المؤسسون أن الاسم لا يعكس طموحاتهم، فاختاروا اسم (Google)، وهو تحريف لكلمة (Googol)، التي تعني الرقم 1 متبوعا بـ 100 صفر، في إشارة إلى هدفهم بتنظيم كم هائل من المعلومات.

بعد تأسيسها، بدأت جوجل باستقبال حوالي 10 آلاف عملية بحث يوميًا، ثم أطلقت نسختها الرسمية في سبتمبر 1999، وفي عام 2004، دخلت البورصة، لتصبح خلال سنوات قليلة واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وتوسعت خدماتها لتشمل البريد الإلكتروني “جيميل” (Gmail)، ومتصفح الإنترنت “كروم” (Chrome)، ومنصة “يوتيوب” (YouTube)، ونظام الهواتف الذكية “أندرويد” (Android)، ثم أعادت هيكلة نفسها عام 2015 تحت مظلة مجموعة “ألفابت”.

اليوم، بعد 27 عامًا، تحولت جوجل من فكرة طلابية إلى شركة تقدر قيمتها السوقية بتريليونات الدولارات، تؤثر في حياة مليارات البشر يوميًا، وكل ذلك بدأ في يوم خريفي من عام 1998، بطلب تأسيس شركة في كاليفورنيا.

وفي مثل هذا اليوم من عام 2012، أزاحت شركة مايكروسوفت الستار عن أحد أهم إصداراتها في مجال أنظمة تشغيل الخوادم “ويندوز سيرفر 2012” (Windows Server 2012)، والمعروف أيضًا باسم “ويندوز سيرفر 8”.

لم يكن نظام التشغيل مجرد تحديث تقني، بل كان إعلانًا عن دخول عصر جديد من البنية التحتية الذكية، حيث أصبح التحكم في الشبكات والتطبيقات أكثر مرونة وقوة من أي وقت مضى.

جاء “ويندوز سيرفر 2012” محمّلًا بمجموعة من الميزات الثورية، أبرزها الدعم الموسّع للبيئات الافتراضية، مما أتاح للشركات تشغيل أنظمة متعددة على نفس الخادم بكفاءة عالية، وواجهة إدارة جديدة حيث تصميم موحد يسمح بإدارة عدة خوادم من مكان واحد، مع أدوات تلقائية لتبسيط المهام، ونظام ملفات (ReFS) بديل أكثر قوة واستقرارًا لنظام (NTFS)، والمصمم لتحسين أداء التخزين وحماية البيانات، مع أكثر من 2300 أمر جديد، مما جعل الأتمتة وإدارة الأنظمة أكثر سلاسة واحترافية.

لم تطلق مايكروسوفت نظامًا تقليديًا، بل كانت تهيئ المؤسسات للانتقال إلى الحوسبة السحابية، فقد تم تصميم “ويندوز سيرفر 2012” ليكون متكاملًا مع خدمات “أزور” (Azure)، مما سمح بإنشاء بيئات هجينة تجمع بين الخوادم المحلية والسحابية بسهولة.

من الشركات الصغيرة إلى مراكز البيانات العملاقة، ساهم هذا النظام في تحسين الأداء، تقليل التكاليف، وزيادة الأمان، وأصبح الخيار الأول للعديد من المؤسسات التي تبحث عن الاستقرار والمرونة في إدارة بنيتها التحتية الرقمية.

اليوم، بعد 13 عامًا، لا يزال “ويندوز سيرفر 2012” يُستخدم في العديد من البيئات، رغم صدور نسخ أحدث، لكنه يبقى شاهدًا على لحظة فارقة في تاريخ مايكروسوفت، حين قررت أن تجعل من الخادم أداة ذكية لا مجرد آلة تشغيل.

The short URL of the present article is: https://followict.news/gtpt