في مثل هذا اليوم، الثالث من ديسمبر من عام 2001، شهد العالم حدثًا تقنيًا مثيرًا للاهتمام، حيث كشف المخترع الأمريكي دين كامين عن ابتكاره الجديد والمثير للجدل: مركبة سيجواي ذاتية التوازن (Segway).
تم تقديم هذه المركبة الفريدة من نوعها للجمهور لأول مرة خلال برنامج “صباح الخير يا أمريكا” التلفزيوني، لتثير حماسًا كبيرًا وتفتح آفاقًا جديدة في مجال النقل الشخصي.
وسيجواي هي وسيلة نقل فردية كهربائية تعتمد على التوازن الذاتي، وتتميز بتصميمها الفريد الذي يشبه لوحًا صغيرًا، وتعتمد على مجموعة من الحساسات والمحركات المتطورة للحفاظ على توازنها بشكل مستمر، حيث يقوم المستخدم بتحريك جسده بشكل طفيف للتحكم في اتجاه وحركة المركبة.
تعتمد سيجواي على تقنية الجيروسكوب التي تعمل على الحفاظ على توازنها، فعندما يميل المستخدم إلى الأمام، تتحرك سيجواي إلى الأمام، وعندما يميل إلى الخلف، تتوقف، كما تحتوي على مجموعة من الحساسات التي تراقب باستمرار وضع المركبة وزاوية الميل، وتقوم بتعديل سرعة المحركات بشكل مستمر للحفاظ على التوازن.
كان إطلاق سيجواي حدثًا بالغ الأهمية لعدة أسباب، أبرزها أنها كانت بمثابة قفزة نوعية في مجال النقل الشخصي، حيث جمعت بين التقنيات المتقدمة والتصميم المبتكر، كما أظهرت إمكانية وجود وسائل نقل شخصية صديقة للبيئة وفعالة، وتوقعت اتجاهات المستقبل في مجال النقل الحضري، ولذلك أصبحت سيجواي رمزًا ثقافيًا، وظهرت في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية، مما ساهم في انتشار شهرتها عالميًا.
على الرغم من هذه الإيجابيات، واجهت سيجواي العديد من التحديات والانتقادات، منها سعرها المرتفع نسبيا، والذي حد من انتشارها بين الجمهور، كما واجهت سيجواي العديد من القضايا القانونية المتعلقة باستخدامها في الأماكن العامة، حيث أثارت بعض المخاوف بشأن السلامة بعد تعرض العديد من المستخدمين للحوادث.
بصرف النظر عن التحديات التي واجهتها، لا يمكن إنكار أن سيجواي كانت ابتكارًا مثيرًا للاهتمام، وأثرت بشكل كبير في صناعة النقل الشخصي، وعلى الرغم من أنها لم تحقق النجاح التجاري المتوقع، إلا أنها فتحت الباب أمام تطوير العديد من الوسائل النقل الشخصية الأخرى التي تعتمد على التقنيات المتقدمة.