في مثل هذا اليوم، 12 أبريل من عام 1976، أي بعد 11 يومًا فقط من تأسيس شركة أبل، اتخذ رونالد واين، أحد المؤسسين الثلاثة للشركة، قرارًا مصيريًا بالانسحاب وبيع حصته البالغة 10% مقابل 800 دولار فقط، في حين أن قيمة حصته حاليا تتجاوز 298 مليار دولار حسب القيمة السوقية الحالية لأبل!
صمم واين أول شعار لشركة أبل، الذي استوحاه من صورة نيوتن تحت شجرة التفاح، كما كتب اتفاقية الشراكة بين المؤسسين الثلاثة (جوبز، وزنياك، واين) وكتب أيضًا دليل استخدام جهاز أبل I، وبسبب عمره (41 عامًا مقابل 21 و25 لجوبز ووزنياك)، كان يُنظر إليه كـ”الشخص البالغ” الذي يحل النزاعات بين الشريكين الشابين.
ويعود مغادرة واين لشركة أبل كونها شركة ذات مسؤولية مالية غير محدودة، ما يعني أن أي ديون على الشركة قد تُحمَّل على المؤسسين شخصيًا، وبما أن واين كان يملك أصولًا (عكس جوبز ووزنياك)، فقد كان الأكثر عرضة لمخاطر الإفلاس.
كان لدى وأين خبرة سابقة مريرة، حيث أفلس قبلها بخمس سنوات في مشروع لصناعة ماكينات القمار، مما جعله حذرًا من المخاطرة مجددًا، كما اعتقد أن أبل لن تنجح، وقال لاحقًا: “لم أكن شغوفًا بالإلكترونيات مثلهم”.
رفض واين عروضًا للعودة إلى أبل لاحقًا، وعمل في شركات أخرى قبل التقاعد في نيفادا بثروة متواضعة، وفي 1990، باع نسخة من عقد تأسيس أبل بـ 500 دولار، بينما بيعت نفس الوثيقة في 2011 بمزاد علني بـ 1.6 مليون دولار!
يُذكر قرار واين كواحد من أكبر “الفرص الضائعة” في تاريخ الأعمال، لكنه يوضح أهمية الرؤية طويلة المدى في ريادة الأعمال، وتحمل المخاطر المدروسة، خاصة في الشركات الناشئة، والشغف كعامل حاسم للاستمرار (كما فعل جوبز ووزنياك).
وفي مثل هذا اليوم، 12 أبريل من عام 1961، كتب الاتحاد السوفيتي صفحةً جديدةً في تاريخ البشرية بإطلاقه الرائد يوري أليكسييفيتش جاجارين (27 عامًا) على متن المركبة الفضائية “فوستوك 1″، ليصبح أول إنسان يُكمل دورة كاملة حول الأرض في الفضاء الخارجي.
انطلقت “فوستوك 1” من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان (التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي) الساعة 06:07 صباحًا بتوقيت موسكو، واستغرقت الرحلة ساعة و48 دقيقة، دار خلالها جاجارين حول الأرض مرة واحدة على ارتفاع يتراوح بين 187 و327 كيلومترًا، وعند انطلاق الصاروخ، نطق جاجارين بعبارته التي ذاعت عالميًا: “بوييكالي!” (هيا ننطلق!).
في رحلة العودة، هبطت الكبسولة الفضائية في الساعة 07:55 صباحًا قرب قرية سميلوفكا في غرب روسيا، حيث عُثر على جاجارين وهو يمشي وحيدًا قرب المظلة التي ساعدته في الهبوط.
جاءت هذه المهمة في ذروة سباق الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، حيث سبقت إطلاق أول أمريكي إلى الفضاء (آلان شيبرد) بأقل من شهر، وتحوّل جاجارين إلى رمز عالمي للاستكشاف والسلام، وحصل على لقب “بطل الاتحاد السوفيتي”، وزار لاحقًا عشرات الدول، بما فيها المملكة المتحدة والبرازيل، كـ “سفير للفضاء”.
ويُحتفل بيوم 12 أبريل سنويًا كـ “يوم رواد الفضاء” في روسيا، واعتمدته الأمم المتحدة لاحقًا كـ “يوم الفضاء الدولي”.
رغم نجاحه التاريخي، لم يُسمح لجاجارين بالمشاركة في أي مهمة فضائية أخرى خوفًا من فقدانه كرمز، لكنه استمر في التدريب كطيار مقاتل، وفي 27 مارس 1968، لقي حتفه إثر تحطم طائرته التدريبية ميج-15 قرب موسكو في ظروف غامضة، وتشير بعض التقارير إلى أنه كان يُعدّ لمهمة فضائية جديدة وقت وفاته.
اليوم، يُذكر جاجارين كواحد من أعظم المستكشفين في التاريخ، ووضعت صورته على العملات الروسية، ويُكرّس اسمه في المتاحف والمركبات الفضائية، مثل مركبة “سويوز” التي تنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية.
وفي 12 أبريل من عام 1981، دخلت وكالة ناسا عصرًا جديدًا من استكشاف الفضاء بإطلاقها أول مكوك فضائي قابل لإعادة الاستخدام، كولومبيا، في مهمتها التاريخية STS-1.
جاء هذا الإطلاق بعد 20 عامًا بالضبط من رحلة يوري جاجارين الأولى إلى الفضاء في 12 أبريل 1961، مما أضفى طابعًا رمزيًا على الحدث.
تألف طاقم المهمة من القائد جون يونج (رائد فضاء مخضرم شارك في برامج “جيمناي” و”أبولو”) والطيار روبرت كريبن (في أول رحلة فضائية له) ، وانطلقت المركبة من مركز كينيدي للفضاء، فلوريدا، الساعة 7:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وكان من المقرر إطلاق المكوك في 10 أبريل، لكن مشاكل فنية في تزامن الحواسيب أدت إلى تأجيله ليومين.
هدفت STS-1 إلى اختبار قدرة المكوك على الإقلاع والدخول إلى المدار بأمان، والعودة إلى الغلاف الجوي والهبوط كطائرة شراعية، كما تم فحص أنظمة الحماية الحرارية (البلاطات المقاومة للحرارة) التي ثبت لاحقًا أنها تعرضت لأضرار غير متوقعة أثناء الرحلة، وعلى الرغم من النجاح، كشفت البيانات لاحقًا أن 6 بلاطات حرارية سقطت، وتضررت 148، ما أثار مخاوف حول سلامة النظام.
بعد 54.5 ساعة، دار خلالها المكوك حول الأرض 37 مرة، هبطت كولومبيا بسلام على مدرج قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا، بعد رحلة ناجحة أثبتت جدوى فكرة المركبات القابلة لإعادة الاستخدام، وفتحت STS-1 الباب لـ 135 رحلة مكوك أخرى، رغم الكوارث اللاحقة، مثل تحطم تشالنجر (1986) وكولومبيا (2003).