في مثل هذا اليوم، الرابع من سبتمبر من عام 1998، شهد العالم ميلاد فكرة بسيطة ستغير شكل العالم الرقمي إلى الأبد، ففي ذلك اليوم، وضع الطالبان في جامعة ستانفورد، لاري بيج وسيرجي برين، اللمسات الأخيرة على أوراق تأسيس شركة جوجل، حاملين معهما رؤية طموحة لإنشاء محرك بحث يرتب نتائج البحث بطريقة أكثر ذكاءً وفعالية.
لم تكن جوجل (Google) مجرد محرك بحث جديد، بل كانت ثورة في طريقة تفاعلنا مع المعلومات، والتي بدأت كمشروع طلابي في مرآب (جراج)، وحققت نموا هائلا بفضل خوارزمية بحث مبتكرة، والمعروفة باسم “PageRank”، والتي قيمت أهمية صفحات الويب بناءً على الروابط التشعبية بينها، وقد جعل هذا الابتكار الثوري جوجل الوجهة المفضلة للملايين حول العالم للبحث عن المعلومات.
ففي خريف عام 1998، وفي أجواء جامعة ستانفورد الحافلة بالحيوية، كان طالبا الدراسات العليا، لاري بيج وسيرجي برين، يعملان على مشروع بحثي طموح، يهدف إلى تطوير طريقة أفضل لتنظيم المعلومات الهائلة المتاحة على الإنترنت، و بعد أشهر من العمل المتواصل، قررا تحويل هذا المشروع إلى شركة حقيقية، فأسسا جوجل في الرابع من سبتمبر.
لم يكن ذلك قرارا سهلا، فقد كان عليهما التخلي عن حياتهما الأكاديمية والتفرغ تماما لهذا المشروع الجديد، ومع ذلك، كان لديهما إيمان قوي بفكرتهما، وسرعان ما أثبتت جوجل أنها أكثر من مجرد مشروع جامعي، بل كانت بداية عصر جديد في عالم التكنولوجيا.
بعد سنوات قليلة من التأسيس، أصبحت جوجل واحدة من الشركات الأكثر قيمة في العالم، وذلك بفضل نموذج أعمال مبتكر يعتمد على الإعلانات المستهدفة، وقد استثمرت جوجل بكثافة في تطوير تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما سمح لها بتوسيع نطاق أعمالها لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، مثل خرائط جوجل، ويوتيوب، وأندرويد.