في مثل هذا اليوم، 26 ينايرمن عام 1998، أعلنت شركة كومباك كمبيوتر (Compaq Computer Corporation) عن استحواذها على شركة ديجيتال إكويبمنت كوربوريشين (Digital Equipment Corporation)، والمعروفة اختصارًا بـ DEC، مقابل 9.6 مليار دولار.
كانت هذه الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ صناعة التكنولوجيا في ذلك الوقت، وأثارت اهتمامًا واسعًا بسبب الأهمية التاريخية لشركة ديجيتال إكويبمنت في تطور صناعة الحواسيب.
تأسست شركة DEC في عام 1957 على يد كين أولسن وهارلان أندرسون، وسرعان ما أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في صناعة الحواسيب خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.
اشتهرت الشركة بإنتاج الحواسيب الصغيرة (Minicomputers)، والتي كانت أقل تكلفة وأصغر حجمًا من الحواسيب الكبيرة (Mainframes) التي كانت تهيمن على السوق في ذلك الوقت، ومن أشهر منتجاتها سلسلة حواسيب PDP وVAX، التي كانت تُستخدم على نطاق واسع في المجالات العلمية والهندسية والتجارية.
ومع ذلك، فشلت DEC في التكيف بسرعة مع صعود الحواسيب الشخصية (PCs) في الثمانينيات والتسعينيات، مما أدى إلى تراجعها التدريجي، وعلى الرغم من محاولاتها لدخول سوق الحواسيب الشخصية، إلا أنها لم تتمكن من منافسة شركات مثل IBM وأبل وكومباك.
أدى هذا الفشل إلى خسائر مالية كبيرة، مما اضطر الشركة إلى بيع أقسامها المختلفة، وفي النهاية بيعت بالكامل لشركة كومباك، وكانت صفقة الاستحواذ بقيمة 9.6 مليار دولار واحدة من أكبر الصفقات في قطاع التكنولوجيا في ذلك الوقت.
من خلال هذه الصفقة، حصلت كومباك على تقنيات وخبرات DEC في مجال الخوادم والشبكات، مما عزز مكانتها في سوق الحواسيب التجارية والخوادم، كما ساعدت الصفقة كومباك على توسيع نطاق أعمالها وتنويع منتجاتها، خاصة في مجال حلول الأعمال المتقدمة.
كانت هذه الصفقة مؤشرًا على التحولات الكبيرة في صناعة التكنولوجيا في أواخر التسعينيات، حيث بدأت الشركات الكبرى في الاندماج لتعزيز قدراتها التنافسية في سوق سريع التغير، ومع ذلك، لم تكن كومباك نفسها محصنة ضد التحديات.
ففي عام 2002، اندمجت كومباك مع شركة هيوليت-باكارد (HP) في صفقة بلغت قيمتها 25 مليار دولار، مما أدى إلى إنشاء واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
وعلى الرغم من تراجعها، تُعتبر DEC واحدة من أهم الشركات في تاريخ الحوسبة، فقد ساهمت تقنياتها وإبداعاتها في تشكيل الصناعة، وكانت بمثابة حاضنة للعديد من المواهب التي انتقلت لاحقًا إلى شركات أخرى مثل مايكروسوفت وإنتل، كما أن نظام التشغيل UNIX، الذي طورته DEC، كان له تأثير كبير على تطور أنظمة التشغيل الحديثة.
وفي 26 يناير 1983، أطلقت شركة Lotus Development Corporation برنامج (Lotus 1-2-3)، الذي أصبح أحد أكثر البرامج تأثيرًا في تاريخ الحوسبة التجارية.
تم تصميم البرنامج خصيصًا لأجهزة كمبيوتر IBM الشخصية، وسرعان ما أصبح معيارًا لبرامج الجداول الحسابية (Spreadsheets) في ذلك الوقت، وقد كان Lotus 1-2-3 ثوريًا ليس فقط بسبب وظائفه المتقدمة، ولكن أيضًا لأنه ساعد في تعزيز شعبية أجهزة كمبيوتر IBM الشخصية في عالم الأعمال.
قبل إطلاق Lotus 1-2-3، كان برنامج VisiCalc، الذي صدر في عام 1979، أول برنامج جدول بيانات إلكتروني ناجح، ومع ذلك، لم يسجل مبتكرو VisiCalc براءة اختراع لفكرتهم، مما فتح الباب أمام منافسين مثل Lotus لتطوير برامج مماثلة بل وأكثر تقدمًا.
تم تطوير Lotus 1-2-3 من قبل ميتش كابور (Mitch Kapor) وجوناثان ساكس (Jonathan Sachs)، وتميز البرنامج بدمج ثلاث وظائف رئيسية في أداة واحدة:
- الجداول الحسابية: لتنظيم البيانات وإجراء العمليات الحسابية.
- إنشاء الرسوم البيانية: لتمثيل البيانات بشكل مرئي.
- إدارة قواعد البيانات البسيطة: لتخزين واسترجاع المعلومات.
كان Lotus 1-2-3 أسرع وأكثر كفاءة من VisiCalc، كما كان متوافقًا بشكل كامل مع أجهزة IBM الشخصية، التي كانت تكتسب شعبية كبيرة في ذلك الوقت.
بحلول نهاية عام 1983، تجاوزت مبيعات Lotus 1-2-3 مبيعات VisiCalc، مما أدى إلى تراجع الأخير بشكل سريع.
في عام 1985، اشترت Lotus أصول VisiCalc ووظفت دان بريكلين (Dan Bricklin)، أحد مبتكري VisiCalc، كمستشار لديها، وكان هذا التحول رمزيًا، حيث مثل انتقال القيادة في سوق برامج الجداول الحسابية من VisiCalc إلى Lotus 1-2-3.
ساعد Lotus 1-2-3 في تعزيز مكانة أجهزة IBM الشخصية كأداة أساسية في عالم الأعمال. كما ساهم في نمو سوق البرمجيات التجارية، وأظهر أهمية برامج الجداول الحسابية في تحليل البيانات واتخاذ القرارات.
ومع ذلك، لم تستمر هيمنة Lotus إلى الأبد، ففي التسعينيات، ظهر برنامج “مايكروسوفت إكسيل” Microsoft Excel كمنافس قوي، خاصة مع تحول السوق إلى أنظمة التشغيل الرسومية مثل ويندوز.
في النهاية، استحوذت مايكروسوفت على Lotus في عام 1995، مما مثل نهاية حقبة لشركة كانت ذات يوم رائدة في سوق البرمجيات.