في مثل هذا اليوم، 5 يونيو من عام 1977، حدثت ثورة تقنية هائلة مع طرح كمبيوتر أبل Apple II الأصلي للبيع، ولم يكن Apple II مجرد جهاز كمبيوتر، بل كان بمثابة رؤية مستقبلية، حيث تضمن ميزات مبتكرة جعلته أول كمبيوتر شخصي عملي.
تميز كمبيوتر أبل Apple II بعدة ميزات ثورية، منها معالج MOS 6502 بسرعة 1 ميجاهرتز، الذي تميز بقوة معالجة غير مسبوقة في ذلك الوقت، فتحت الباب أمام تطبيقات أكثر تعقيدًا، إلى جانب لوحة مفاتيح مدمجة، وفرت سهولة تفاعل لم تكن موجودة في أجهزة الكمبيوتر السابقة.
كما قدم كمبيوتر Apple II بيئة برمجة BASIC مدمجة، والتي مكنت المستخدمين من كتابة برامجهم الخاصة، مما أضاف إلى إمكانيات الجهاز، مع ذاكرة قابلة للتوسيع، 4K قابلة للتوسيع إلى 48K، التي وفرت إمكانيات متزايدة لتلبية احتياجات المستخدمين المتطورة، مع شاشة قادرة على الرسومات الملونة، والتي وفرت تجربة بصرية غنية فتحت آفاقًا جديدة للألعاب والرسوم المتحركة.
ومع بطاقة الصوت، أضاف Apple II عنصرا تفاعليا جديدا لم يكن موجودًا في أجهزة الكمبيوتر السابقة، مع ثماني فتحات توسعة وفرت إمكانية إضافة ميزات جديدة بسهولة، مما زاد من عمر الجهاز وقابليته للتطور.
كان تضمين كل هذه الميزات في وحدة واحدة مبتكرًا للغاية، مما سمح للمستخدمين بتجربة كمبيوتر كاملة بسعر معقول، وأدى ذلك إلى انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصية بين المستخدمين المنزليين، ممّا فتح الباب أمام ثورة رقمية غيرت طريقة تفاعلنا مع المعلومات والتكنولوجيا.
وبعد عامين، أدى الجمع بين سلسلة Apple II وبرامج جداول البيانات VisiCalc إلى نشر أجهزة الكمبيوتر الشخصية في عالم الأعمال، وفاجأ هذا النجاح المفاجئ شركات التكنولوجيا القائمة، مما دفع شركة IBM إلى الدخول في سباق تطوير أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بها.
ولا يزال تأثير Apple II واضحًا حتى اليوم، حيث مهد الطريق لظهور صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية كما نعرفها، لذا يُعد Apple II علامة فارقة في تاريخ الحوسبة، ورمزًا للابتكار والرؤية المستقبلية.
وفعليا، تم طرح Apple II للبيع في 10 يونيو 1977، لكن 5 يونيو هو التاريخ الذي أعلنت فيه شركة Apple عن طرحه، وفي حين يُعد Apple II أول كمبيوتر شخصي عملي، فقد سبقه Apple I، الذي كان موجهًا لمحبي الإلكترونيات أكثر من المستخدمين العاديين.