زي النهارده| سيجا تصنع التاريخ بإطلاق أول أجهزتها المنزلية للألعاب Mega Drive وجوجل تطلق أندرويد إكلير
في مثل هذا اليوم، 29 أكتوبر من عام 1969، انطلقت أول همسة إلكترونية غيرت وجه العالم. فقبل 56 عامًا، وفي لحظة تبدو بسيطة لكنها كانت مفصلية في تاريخ البشرية، أجرى طالب الدراسات العليا تشارلي كلاين تجربة غير مسبوقة من مختبر جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
كان الهدف هو إرسال كلمة “login” من حاسوبه إلى جهاز آخر في معهد ستانفورد للأبحاث، عبر شبكة تجريبية تُدعى “أربانت” ARPANET، وهي النواة الأولى لما سيصبح لاحقًا شبكة الإنترنت.
في ذلك الوقت، لم يتحمل النظام الضغط. فبعد أن أرسل حرفي “l” و”o”، انهار الاتصال فجأة. وهكذا، تحولت محاولة تسجيل الدخول إلى أول رسالة إلكترونية في التاريخ: مجرد حرفين “lo”، لكنها كانت كافية لتفتح بوابة العصر الرقمي.

وكانت شبكة “أربانت” ARPANET، التي أنشأتها وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة “أربا” (ARPA) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، أول شبكة تعتمد على تقنية تبديل الحزم، وهي طريقة مبتكرة لتقسيم الرسائل إلى أجزاء صغيرة تُرسل عبر مسارات متعددة لضمان وصولها حتى في حال تعطل أحد المسارات.
هذه التقنية، التي اقترحها بول باران وشارلا بوم في الستينيات، أصبحت لاحقًا حجر الأساس لبروتوكولات الإنترنت الحديثة مثل (TCP/IP).
وفي مثل هذا اليوم، 29 أكتوبر من عام 1988، دخلت شركة “سيجا” (Sega) التاريخ بإطلاق أول جهاز ألعاب منزلي لها “ميجا درايف” (Mega Drive)، المعروف باسم “سيجا جينيسيس” (Sega Genesis) في أمريكا الشمالية، ليبدأ عصر المنافسة الشرسة في عالم الألعاب الإلكترونية.
وشهد السوق الياباني ولادة جهاز Mega Drive، وهو أول منصة ألعاب من الجيل الرابع تعتمد على معالج 16-بت، أطلقته شركة “سيجا” بهدف كسر احتكار شركة “نينتندو” لسوق الألعاب المنزلية، ورغم أن الاسم الرسمي للجهاز كان (Mega Drive)، إلا أن مشاكل قانونية دفعت “سيجا” إلى تغيير اسمه إلى (Genesis) عند إطلاقه في الولايات المتحدة في أغسطس 1989.

جاء الجهاز مزودًا بمعالج Motorola 68000 القوي، ما أتاح له تقديم رسوميات متقدمة وتجارب لعب أكثر سلاسة مقارنة بمنافسيه في ذلك الوقت، وقد ساهم هذا الأداء في جذب جمهور واسع من اللاعبين، خاصة مع إطلاق ألعاب شهيرة مثل Sonic the Hedgehog، التي أصبحت لاحقًا أيقونة لعلامة Sega التجارية.
اليوم، يُنظر إلى “ميجا درايف” بوصفه حجر الأساس الذي مهد الطريق لتطور صناعة الألعاب المنزلية، وأعاد تعريف العلاقة بين اللاعبين والتقنية. فبينما كانت الألعاب تُعتبر ترفيهًا بسيطًا، ساهم هذا الجهاز في تحويلها إلى صناعة عالمية متعددة الأبعاد، تجمع بين الفن والتقنية والتفاعل الاجتماعي.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2003، انطلقت أول رصاصة رقمية من سلسلة Call of Duty، لتبدأ معها ملحمة ألعاب الحرب التي غيّرت وجه صناعة الألعاب إلى الأبد.
وأصدرت شركة “أكتيفيجن” (Activision) أول جزء من سلسلة Call of Duty، من تطوير استوديو Infinity Ward، على نظام مايكروسوفت ويندوز، وجاءت اللعبة في وقت كانت فيه ألعاب الحرب تهيمن على السوق، لكنها تميزت بتجربة سينمائية واقعية، مستوحاة من أفلام الحرب العالمية الثانية، مع تركيز على التكتيك الجماعي، والمؤثرات الصوتية الغامرة، والذكاء الاصطناعي المتقدم.

قدمت اللعبة الأصلية ثلاث حملات رئيسية: أمريكية، بريطانية، وسوفييتية، مما أتاح للاعبين خوض معارك متنوعة من جبهات مختلفة، بأسلوب سردي متقن. وقد استخدمت محرك id Tech 3، الذي أتاح رسوميات متقدمة في ذلك الوقت، إلى جانب دعم اللعب الجماعي عبر الإنترنت، وهو ما ساهم في انتشارها بسرعة بين اللاعبين.
كان نجاح الإصدار الأول مدويًا، حيث حصد تقييمات عالية من النقاد، ونال جوائز عديدة، منها جائزة “لعبة العام” (Game of the Year) من عدة مواقع متخصصة، ودفع هذا النجاح “أكتيفيجن” إلى تحويل اللعبة إلى سلسلة سنوية، تضم اليوم أكثر من 20 إصدارًا رئيسيًا، بالإضافة إلى نسخ فرعية للهواتف المحمولة وأجهزة الجيل الجديد.
اليوم، تُعد سلسلة Call of Duty واحدة من أكثر سلاسل الألعاب مبيعًا في التاريخ، حيث تجاوزت مبيعاتها 400 مليون نسخة عالميًا. وقد أصبحت أكثر من مجرد لعبة؛ إنها منصة ترفيهية، رياضية إلكترونية، وأداة سردية تعكس تطور التكنولوجيا وتغيرات الذوق الجماهيري.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2009، أطلقت جوجل الإصدار 2.0 من نظام أندرويد، المعروف باسم “إكلير” (Eclair)، ليشكل نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية، وهو التحديث الذي رسّخ مكانة أندرويد كنظام تشغيل منافس بقوة في سوق الهواتف الذكية.

وجاء هذا الإصدار بعد Android 1.6 Donut، وقدم تحسينات جوهرية في الأداء والتصميم، مما جعله نقطة تحول في تجربة المستخدم، فقد دعم اللمس المتعدد لأول مرة، مما أتاح للمستخدمين التفاعل مع الشاشة باستخدام أكثر من إصبع، وهي ميزة أصبحت معيارًا في الهواتف الحديثة، وقدم تحسينات على واجهة المستخدم، مع خلفيات متحركة وتحديثات بصرية جعلت النظام أكثر جاذبية وسلاسة.
كما دعم النظام مزامنة متعددة للحسابات، ما سمح للمستخدمين بإضافة أكثر من حساب بريد إلكتروني وإدارتها بسهولة، وأدخل تحسينات في تطبيق الكاميرا، شملت دعم الفلاش الرقمي، والتركيز التلقائي، والتكبير، مما عزز تجربة التصوير على الهواتف، إلى جانب دمج خدمة خرائط جوجل الملاحية، التي قدمت لأول مرة توجيهًا صوتيًا مجانيًا خطوة بخطوة، لتنافس أنظمة الملاحة المدفوعة.







