في مثل هذا اليوم، 30 مارس من عام 1951، تم تسليم “يونيفاك” UNIVAC، أول كمبيوتر تجاري في العالم، إلى مكتب الإحصاء الأمريكي، ومثّل هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ التكنولوجيا، حيث فتح الباب أمام ثورة حاسوبية غيرت العالم بشكل جذري.
كان UNIVAC اختصارًا لـ UNIVersal Automatic Computer، وهو كمبيوتر ضخم تميز بقدرته على إجراء العمليات الحسابية المعقدة بسرعة فائقة، واستخدم UNIVAC أكثر من 5000 أنبوب مفرغ، وبلغ وزنه 16686 رطلاً، واستهلك 125 كيلووات من الكهرباء، وكان بإمكانه إجراء حوالي 1905 عملية في الثانية على مدار الساعة بتردد 2.25 ميجاهرتز، بينما كان طوله 14 قدمًا وعرضه 7 أقدام وارتفاعه 8 أقدام.
تم تطوير UNIVAC بواسطة بريسبر إيكرت وجون دبليو ماوكلي، وهما رائدان في مجال الكمبيوتر قاما بتصميم أول كمبيوتر إلكتروني بالكامل ENIAC خلال الحرب العالمية الثانية.
يعود أصل الحكاية إلى عام 1946، عندما أسس إيكرت وموشلي شركة Remington Rand لتصميم وتطوير UNIVAC خصيصًا لمكتب الإحصاء الأمريكي، وكان من المتوقع في الأصل أن يستغرق البدء في التطوير 6 أشهر، إلا أن إكمال الدراسة لتصميم الكمبيوتر استغرق عامين.
لعب UNIVAC دورًا هامًا في تسريع وتيرة التقدم التكنولوجي، ففي عام 1952، أصبح UNIVAC مشهورًا بتنبؤه الصحيح لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يتناقض مع نتائج استطلاع جالوب المتوقعة، وجعل عامة الناس على دراية بتقدم أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية.
لعب مكتب الإحصاء دورًا رائدًا في تطوير أجهزة الكمبيوتر منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث قام بابتكار آلة حاسبة البطاقة المثقوبة التي ابتكرها هيرمان هوليريث، وساعد مكتب الإحصاء في تمويل تطوير UNIVAC، وقدم له البيانات والخبرات اللازمة لجعله جهازًا عمليًا.
كان UNIVAC بمثابة نموذج مبكر لأجهزة الكمبيوتر الحديثة، حيث ساعد على تمهيد الطريق لتطوير أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة التي نستخدمها اليوم.
وتم استخدام UNIVAC في العديد من التطبيقات العلمية والتجارية، بما في ذلك التنبؤ بالطقس وتطوير الأسلحة النووية، وفي عام 1955، تم استخدام UNIVAC لحساب مسار القمر الصناعي الأمريكي الأول، إكسبلورر 1، وفي عام 1960، تم استخدام UNIVAC لمعالجة بيانات تعداد الولايات المتحدة.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1950، أعلنت شركة Bell Telephone Labs عن اختراع ثوري سيُحدث نقلة نوعية في مجال الاتصالات، وهو الترانزستور الضوئي، ويُطلق على الترانزستور الضوئي اسم “العين الكهربائية” لأنه يتم تنشيطه بواسطة الضوء بدلاً من الكهرباء.
يُعد الترانزستور الضوئي جهازًا شبه موصل يُستخدم للتحكم في تدفق الضوء، ويتكون من طبقتين من أشباه الموصلات، إحداهما تُسمى “المرسل” والأخرى تُسمى “المستقبل”، وعندما يضرب الضوء المرسل، فإنه يُولد تيارًا كهربائيًا في المستقبل.
يتميز الترانزستور الضوئي بالعديد من المزايا، أهمها سرعة عالية في التبديل، وكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، والحجم الصغير، والعمر الافتراضي الطويل.
وجد الترانزستور الضوئي استخدامًا مبكرًا في أنظمة تبديل الهاتف لخدمة المسافات الطويلة، مما سمح للمشغلين بتوجيه الهواتف بسرعة في المدن البعيدة، واليوم، تُستخدم الترانزستورات الضوئية في العديد من التطبيقات، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر، والروبوتات، والصناعة، والاتصالات، والطب، والأنظمة الأمنية، وقد كان اختراع الترانزستور الضوئي بمثابة علامة فارقة في تاريخ التكنولوجيا.