في مثل هذا اليوم، 16 يونيو من عام 1903، شهد العالم فجر ثورة صناعية هائلة ستُغيّر مجرى التاريخ، وتُرسّخ اسم رجلٍ طموحٍ على صفحات المجد.
ففي ذلك اليوم، وفي مدينة ديترويت الأمريكية، وبالتحديد في شارع ماك أفينيو، قام هنري فورد بتأسيس شركة فورد للسيارات، برفقة عشرة مستثمرين آمنوا برؤيته ودعموه برأس مالٍ قدره 28 ألف دولار.
لم تكن رحلة فورد سهلة، فقد سبق له وأن خاض تجربتين سابقتين في مجال صناعة السيارات انتهتا بالفشل، تاركين له مبلغًا زهيدًا لا يتجاوز 300 دولار قبل بيع أول سيارة من تصميمه.
لكنّ فورد لم يستسلم لليأس، بل واصل العمل بمثابرة وعزيمة، مُقتنعًا بفكرته الثورية التي تهدف إلى جعل السيارات في متناول الجميع، لا تقتصر على فئة الأثرياء فقط.
وبدأت رحلة شركة فورد في مصنعٍ متواضعٍ تم تحويله من مصنعٍ سابقٍ للعربات، ومع العمل الدؤوب والإبداع، تمكنت الشركة من إنتاج أول سيارة لها، لتُصبح بمثابة حجر الأساس لبناء إمبراطورية صناعية عظيمة.
ولعب طراز فورد Model T دورًا محوريًا في تحقيق هذا النجاح الباهر، فقد تميز هذا الطراز بسعره المُعقول وتصميمه العملي، ممّا جعله في متناول الطبقة العاملة لأول مرة، وبفضل ذلك، شهد العالم انتشارًا هائلاً للسيارات، لم يقتصر على النخب فقط، بل شمل مختلف فئات المجتمع.
أصبحت شركة فورد للسيارات رمزًا للابتكار والإنتاج الضخم، وألهمت رواد الأعمال في مختلف المجالات للسعي وراء أحلامهم وتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس.
وتُخلّد ذكرى 16 يونيو 1903 كذكرى ميلاد أسطورة صناعة السيارات، هنري فورد، الذي لم يكتفِ بتصميم سياراتٍ فحسب، بل سعى إلى تغيير نمط حياة الناس وفتح آفاقٍ جديدة للتطور والتقدم.
وتركت شركة فورد بصمةً لا تُمحى على التاريخ، ولا تزال حتى يومنا هذا من رواد صناعة السيارات في العالم، تُساهم في تطوير تقنيات جديدة وتُلهم الأجيال القادمة.