في مثل هذا اليوم، 18 يوليو 1968، تأسست شركة إنتل كوربوريشن (Intel Corp.) على يد ثلاثة من أبرز رواد التكنولوجيا، هم روبرت نويس، أحد مخترعي الدائرة المتكاملة، وغوردون مور، صاحب “قانون مور” الشهير، وآندي غروف، الذي قاد الشركة لاحقًا نحو العالمية.
جاء هذا التأسيس بعد مغادرة الثلاثي شركة فيرتشايلد سيميكوندكتور (Fairchild Semiconductor)، التي كانت رائدة في صناعة أشباه الموصلات، لإنشاء شركة جديدة تركّز على تطوير ذاكرة أشباه الموصلات والمعالجات الدقيقة.
ويُعتبر روبرت نويس أحد مخترعي الدائرة المتكاملة، وحصل على وسام العلوم الوطني الأمريكي، وغوردون مور هو صاحب قانون مور الشهير الذي تنبأ بتضاعف عدد الترانزستورات في الرقائق كل عامين، بينما قاد آندي غروف إنتل خلال تحولها إلى عملاق المعالجات الدقيقة، وألّف كتبًا في الإدارة والقيادة.
وجاء تأسيس إنتل في وقت كانت فيه صناعة الإلكترونيات تشهد تحولات جذرية، حيث ركز المؤسسون على تطوير المعالجات الدقيقة، وهي وحدات التحكم الأساسية في الأجهزة الإلكترونية.
بعد ثلاث سنوات فقط، أطلقت إنتل أول معالج دقيق في العالم، Intel 4004، عام 1971، وكان مخصصًا للآلات الحاسبة، لكنه مهّد الطريق لثورة الحوسبة الشخصية، فقد كان هذا المعالج يحتوي على 2300 ترانزستور وسرعة 740 كيلوهرتز، مما أحدث ثورة في عالم الحوسبة المصغرة.
جاء التحول الحقيقي في أوائل الثمانينيات، حين اختارت شركة “آي بي إم” (IBM) معالج إنتل 8088 ليكون قلب أول حاسوب شخصي لها، وقد أصبح هذا المعالج معيارًا في صناعة الحواسيب الصغيرة، ومنح هذا القرار إنتل دفعة غير مسبوقة، لتصبح الاسم الأبرز في عالم المعالجات، وتبدأ رحلة من الهيمنة التقنية استمرت لعقود.
أصبحت إنتل أكبر مصنّع لرقائق أشباه الموصلات في العالم لسنوات عديدة، وأدخلت سلسلة معالجات Pentium في التسعينيات، والتي عزّزت هيمنتها في سوق الحواسيب الشخصية، كما لعبت دورًا محوريًا في تطور الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، من خلال معالجات متطورة مثل Core i7 وXeon.
اليوم، تُعد إنتل واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، حيث تواصل تطوير المعالجات التي تشغّل كل شيء من الحواسيب المحمولة إلى مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، وما بدأ كمشروع طموح في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، أصبح حجر الأساس لعصر المعلومات الذي نعيشه.