في مثل هذا اليوم، 27 يونيو من عام 1972، وُلدت شركة أتاري (Atari) على يد رائدَي التقنية نولان بوشنيل وتيد دابني، معلنين بذلك انطلاق صناعة ألعاب الفيديو كما نعرفها اليوم، ليمثل هذا الحدث نقطة تحول حاسمة في عالم الترفيه الرقمي.
وأصبحت أتاري الرائدة في صناعة ألعاب الفيديو، حيث قدمت بعضًا من أكثر الألعاب شهرةً، مثل “بونج” (Pong)، وطورت نظام “أتاري 2600″، الذي ساهم في انتشار ألعاب الفيديو المنزلية.
ونولان بوشنيل هو مهندس كهربائي ومتحمس للألعاب، كان يعمل سابقًا في شركة أمبيكس، حيث لعب لعبة “سبيس وور” (Spacewar!) على الحواسيب الضخمة، مما ألهمه لإنشاء ألعاب فيديو تجارية، وشاركه صديقه تيد دابني في التأسيس وساهم في تطوير الألعاب المبكرة.
واسم “أتاري” مأخوذ من مصطلح في لعبة “Go” اليابانية، ويعني “تحذير قبل الهجوم”، وهو يشبه كلمة “كش ملك” في الشطرنج، وبدأت الشركة باستثمار 500 دولار فقط، وتم تسجيلها رسميًا في كاليفورنيا.
كانت لعبة بونج (Pong)، في عام 1972، أول لعبة فيديو ناجحة تجاريًا، محاكية لتنس الطاولة، وصممها ألان ألكورن بتكليف من بوشنيل، وتم تركيب أول جهاز بونج في مقهى “آندي كاب” في كاليفورنيا، وحققت نجاحًا ساحقًا، وسرعان ما أصبحت بونج ظاهرة ثقافية، إذ اجتاحت أجهزة الألعاب الحانات وصالات الألعاب، محققة أرباحًا هائلة وغير مسبوقة، مما دفع أتاري إلى إنتاج نسخ منزلية منها لاحقًا.
أما أول جهاز ألعاب منزلي ناجح فقد كان “أتاري 2600″، في عام 1977، والمعروف أيضًا باسم “أتاري فيديو كمبيوتر سيستم” (Atari VCS)، وقدم مفهوم شرائط الألعاب “الكارتريدج” (الألعاب القابلة للتبديل)، مما سمح للاعبين بشراء ألعاب متعددة لجهاز واحد، ومن أشهر ألعابه “سبيس إنفيدرز” و”باك مان” و”أدفنشر”.
في أوائل الثمانينيات، كانت أتاري أسرع الشركات نموًا في تاريخ الولايات المتحدة، وسيطرت على 80% من سوق ألعاب الفيديو في ذروتها، لكن بحلول عام 1983، واجهت الصناعة أزمة كبيرة بسبب تشبع السوق، وإغراقه بألعاب رديئة، مثل لعبة E.T. التي فشلت فشلا ذريعا، والمنافسة الشرسة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، مما أدى إلى انهيار سوق ألعاب الفيديو الأمريكية مؤقتًا.