في مثل هذا اليوم، 21 يناير من عام 1981، بدأ إنتاج السيارة الرياضية الشهيرة DeLorean DMC-12 في مصنع شركة DeLorean Motor Company الواقع في دنموري، بأيرلندا الشمالية.
هذه السيارة، التي صممها المهندس الأمريكي جون دي لوريان، أصبحت لاحقًا أيقونة ثقافية في الثمانينيات، خاصة بعد ظهورها في سلسلة الأفلام الشهيرة “العودة إلى المستقبل” (Back to the Future).
تميزت DeLorean DMC-12 بتصميمها الفريد الذي جعلها تبرز بين السيارات الرياضية في ذلك الوقت، وكان هيكلها مصنوعًا من الفولاذ المقاوم للصدأ غير المطلي، مما أعطاها مظهرًا لامعًا ومميزًا.
كما تميزت السيارة بأبواب تُفتح لأعلى (تُعرف باسم “أبواب الفراشة”)، وهو تصميم غير مألوف في ذلك الوقت، وزودت السيارة بمحرك V6 سعة 2.8 لتر، تنتج حوالي 130 حصانًا، مما جعل أداءها أقل قوة مقارنة ببعض السيارات الرياضية الأخرى في تلك الفترة.
وعلى الرغم من أن DeLorean DMC-12 كانت تُعتبر سيارة مبتكرة من حيث التصميم، إلا أنها واجهت عدة تحديات تقنية ومالية، فقد عانت الشركة من مشاكل في التمويل، كما أن تكلفة الإنتاج كانت مرتفعة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك انتقادات حول أداء السيارة، حيث لم تكن قوية بما يكفي لتتنافس مع السيارات الرياضية الأخرى في السوق.
ورغم أن إنتاج DeLorean DMC-12 توقف في عام 1983 بعد إفلاس الشركة، إلا أن السيارة اكتسبت شهرة عالمية بعد ظهورها في فيلم “العودة إلى المستقبل” عام 1985، حيث تم استخدامها كآلة زمن.
هذا الظهور السينمائي جعلها رمزًا للتكنولوجيا العالية والخيال العلمي في الثمانينيات، وحتى اليوم، لا تزال DeLorean تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق السيارات والثقافة الشعبية.
على الرغم من أن DeLorean DMC-12 لم تكن نجاحًا تجاريًا أو تقنيًا كبيرًا في وقتها، إلا أنها تركت إرثًا ثقافيًا وتصميميًا لا يُنسى. بداية إنتاجها في 21 يناير 1981 كانت لحظة مهمة في تاريخ صناعة السيارات، حيث أصبحت السيارة أيقونة للابتكار والتصميم الجريء في عصرها.
في مثل هذا اليوم، 21 يناير من عام 1976، دخلت الطائرة الأسطورية كونكورد (Concorde) الخدمة التجارية، حيث بدأت رحلاتها على خطين رئيسيين: لندن-البحرين وباريس-ريو دي جانيرو.
كانت كونكورد أول وأسرع طائرة ركاب تجارية تفوق سرعتها سرعة الصوت، حيث كانت قادرة على الطيران بسرعة تصل إلى 2.04 ماخ (أكثر من ضعف سرعة الصوت)، أي حوالي 2179 كم/ساعة.
كانت الرحلة الأولى لطائرة كونكورد من لندن إلى البحرين تُدار بواسطة شركة بريتيش إيرويز (British Airways)، بينما كانت الرحلة من باريس إلى ريو دي جانيرو تُدار بواسطة شركة إير فرانس (Air France).
مثلت هذه الرحلات علامة فارقة في تاريخ الطيران، حيث قدمت كونكورد تجربة سفر فاخرة وفريدة من نوعها، مع تقليل وقت السفر بشكل كبير مقارنة بالطائرات التقليدية.
كانت كونكورد قادرة على قطع المسافة بين نيويورك ولندن في حوالي 3.5 ساعات فقط، مقارنة بالوقت المعتاد الذي تستغرقه الطائرات العادية، والذي يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات، وقد جعلها ذلك الخيار المفضل للرؤساء والمشاهير ورجال الأعمال الذين كانوا يبحثون عن السرعة والرفاهية.
تميزت كونكورد بتصميمها الأنيق، مع أنف مدبب يمكن تعديله أثناء الإقلاع والهبوط لتحسين الرؤية، وكانت مزودة بأربعة محركات رولز رويس/سنيكما أوليمبوس (Rolls-Royce/Snecma Olympus)، وهي محركات قوية مخصصة للطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت.
كما كانت طائرة كونكورد قادرة على الطيران على ارتفاعات عالية تصل إلى 60,000 قدم (حوالي 18,300 متر)، مما سمح للركاب برؤية انحناء الأرض بوضوح.
وعلى الرغم من نجاحها التكنولوجي والثقافي، واجهت كونكورد تحديات اقتصادية وبيئية، أبرزها التكلفة العالية، فقد كانت تكلفة تشغيل الطائرة مرتفعة جدًا، مما جعل أسعار تذاكرها باهظة (حوالي 12,000 دولار للرحلة ذهابًا وإيابًا بين نيويورك ولندن).
يضاف إلى ذلك الضجيج والصدمات الصوتية، فقد كانت الطائرة تسبب ضجيجًا عاليًا أثناء الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما أدى إلى تقييد مساراتها فوق المناطق المأهولة.
إلى جانب حادثة تحطم عام 2000، ففي 25 يوليو 2000، تحطمت طائرة كونكورد تابعة لـ”إير فرانس” بعد إقلاعها من باريس، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 113 شخصًا، وكانت هذه الحادثة بداية النهاية لطائرة كونكورد.
في 26 نوفمبر 2003، أُوقفت كونكورد عن الخدمة بشكل نهائي بعد 27 عامًا من الطيران، بسبب تراجع الطلب وارتفاع تكاليف الصيانة.
ورغم إيقافها، لا تزال كونكورد رمزًا للابتكار والرفاهية في عالم الطيران. لقد كانت تجسيدًا لحلم الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأصبحت أيقونة ثقافية في القرن العشرين. حتى اليوم، تُعتبر كونكورد واحدة من أعظم الإنجازات الهندسية في تاريخ الطيران.