في مثل هذا اليوم، 17 مايو من عام 1943، وقع حدث هام في عالم التكنولوجيا، حيث وقع الجيش الأمريكي وجامعة بنسلفانيا عقدًا لتطوير جهاز ENIAC، والذي سيصبح أول حاسوب إلكتروني بالكامل في العالم.
كان هدف المشروع ابتكار أداة قوية لحساب جداول إطلاق النار الباليستية بدقة عالية، وذلك لمساعدة الجيش الأمريكي في جهوده خلال الحرب العالمية الثانية.
اعتمد ENIAC على تقنية الأنابيب المفرغة بدلاً من المفاتيح الكهرومغناطيسية، مما سمح له بمعالجة المعلومات بشكل أسرع بكثير من أي جهاز سابق.
ومع ذلك، واجه المشروع تحديات كبيرة، حيث استغرق تطوير ENIAC ست سنوات كاملة قبل أن يكتمل، وبحلول ذلك الوقت، كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت.
على الرغم من ذلك، لم يذهب ENIAC سدى، فقد أثبت هذا الجهاز قدرته الهائلة على حل المشكلات الرياضية المعقدة، مما أدى إلى استخدامه في مجالات علمية متنوعة مثل الطاقة الذرية والصواريخ.
يعتبر ENIAC معلمًا هامًا في تاريخ الحوسبة، حيث مهد الطريق لتطوير أجيال لاحقة من أجهزة الكمبيوتر التي غيّرت حياتنا بشكل جذري.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1939، شهد العالم حدثًا تاريخيًا في مجال التلفزيون، حيث قامت قناة NBC ببث أول حدث رياضي مباشر على شاشات التلفزيون، وذلك خلال المباراة الثانية من لعبة البيسبول ذات الرأسين المزدوج بين فريقي كولومبيا وبرينستون.
بالتأكيد، لم يكن انتشار التلفزيون في ذلك الوقت واسعًا كما هو الآن، حيث قدر عدد أجهزة التلفزيون التي تمكنت من استقبال البث بحوالي 400 جهاز فقط، ومع ذلك، مثلت هذه الخطوة نقلة نوعية في تاريخ الرياضة المتلفزة، وفتحت الباب أمام إمكانيات هائلة لنقل الأحداث الرياضية مباشرة إلى بيوت المشاهدين.
ولم تتوقف NBC عند هذه الخطوة، بل واصلت مسيرتها الرائدة في مجال بث الأحداث الرياضية، حيث قامت في وقت لاحق من نفس العام ببث مباراة بيسبول كبرى في شهر أغسطس، ومباراة كرة قدم جامعية في سبتمبر، تلتها مباراة اتحاد كرة القدم الأميركي في أكتوبر.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا سبقت NBC في تجربة بث أجزاء من دورة الألعاب الأولمبية لعام 1936 عبر التلفزيون، إلا أن هذه التجربة لم تكن شاملة، حيث اقتصرت المشاهدة على عدد محدود من “غرف المشاهدة العامة” في برلين وبوتسدام، وذلك لعدم انتشار أجهزة التلفزيون في المنازل الألمانية آنذاك.
لذا، يمكن القول أن بث قناة NBC لمباراة البيسبول في 17 مايو 1939، يمثل علامة فارقة في تاريخ التلفزيون، حيث مهد الطريق لنقل الأحداث الرياضية مباشرة إلى بيوت المشاهدين، وفتح الباب أمام ثورة هائلة في عالم الرياضة والترفيه.