في مثل هذا اليوم، 22 نوفمبر من عام 1995، شهد العالم ولادة عملاق جديد في عالم الرسوم المتحركة، وهو فيلم “حكاية لعبة” Toy Story، الذي أنتجته استوديوهات بيكسار، بالتعاون مع والت ديزني، ولم يكن مجرد فيلم رسوم متحركة، بل كان بمثابة قفزة نوعية غيرت مسار الصناعة بأكملها.
وحكاية لعبة هو أول فيلم رسوم متحركة طويل بالكامل يتم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر، هذه العبارة وحدها تكفي لتوضيح أهمية هذا الحدث، فقبل الفيلم، كانت الرسوم المتحركة التقليدية، التي تعتمد على الرسم اليدوي، هي الطريقة السائدة لإنشاء أفلام الرسوم المتحركة، ولكن بفضل التطور التكنولوجي الهائل في التسعينيات، تمكنت بيكسار من تطوير تقنيات جديدة سمحت بإنشاء عوالم ثلاثية الأبعاد متحركة بشكل واقعي ومرن.
أثبت فيلم حكاية لعبة Toy Story أن الرسوم المتحركة بالكمبيوتر قادرة على تقديم تجربة مشاهدة غنية ومثيرة، لا تقل جودة عن الأفلام التقليدية، وفتحت التقنية الجديدة آفاقًا جديدة لصناع الأفلام، مما سمح لهم بتقديم قصص أكثر تعقيدًا وشخصيات أكثر عمقًا.
حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا هائلاً، وحصد العديد من الجوائز، مما عزز مكانة بيكسار كرائدة في مجال الرسوم المتحركة، وأصبح Toy Story جزءًا من الثقافة الشعبية، وشخصياته مثل وودي وبوز لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
أصبح من الممكن الآن إنشاء عوالم خيالية أكثر تعقيدًا، وتقديم تأثيرات بصرية مذهلة، مما زاد من جاذبية أفلام الرسوم المتحركة للجمهور، وأدت التقنيات الرقمية إلى تغيير جذري في طريقة عمل استوديوهات الرسوم المتحركة، حيث أصبحت الأدوات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من عملية الإنتاج، ولم تعد أفلام الرسوم المتحركة موجهة للأطفال فقط، بل أصبحت تجذب جمهورًا أوسع من مختلف الأعمار.
أدى نجاح Toy Story إلى إنتاج عدة أجزاء أخرى، مما جعل السلسلة واحدة من أنجح سلاسل الأفلام في التاريخ، وساهمت بيكسار، بفضل نجاح الفيلم، في تأسيس نفسها كشركة رائدة في مجال الرسوم المتحركة، وقدمت العديد من الأفلام الحائزة على جوائز.
يعتبر إصدار فيلم Toy Story في عام 1995 حدثًا مفصليًا في تاريخ صناعة السينما، فقد كان هذا الفيلم بمثابة شرارة انطلقت منها ثورة في مجال الرسوم المتحركة، وفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتكنولوجيا، ولا يزال تأثير Toy Story يشعر به حتى اليوم، حيث يستمر هذا الفيلم في إلهام أجيال جديدة من صناع الأفلام والجمهور على حد سواء.