في مثل هذا اليوم، 18 ديسمبر من عام 1987، شهد عالم البرمجة حدثاً فارقاً حين أصدر المبرمج الأمريكي لاري وول النسخة الأولى من لغة بيرل (Perl 1.0)، التي جاءت لتسد فجوة في أدوات معالجة النصوص والبيانات، حيث أراد وول أن يبتكر وسيلة عملية ومرنة تساعد المبرمجين على استخراج المعلومات من الملفات الكبيرة وكتابة تقارير دقيقة بسهولة.
لم تكن “بيرل” مجرد لغة برمجة جديدة، بل كانت فلسفة قائمة على شعارها الشهير: “هناك أكثر من طريقة لفعل ذلك”، ومنح هذا الشعار المبرمجين حرية واسعة في كتابة الأكواد البرمجية بطرق متعددة، مما جعلها محبوبة لدى من يبحثون عن حلول مبتكرة بعيداً عن القيود الصارمة.

خلال التسعينيات وبداية الألفية، أصبحت “بيرل” العمود الفقري لتطوير مواقع الإنترنت المبكرة، وأداة أساسية في إدارة الخوادم وأتمتة المهام. كما أسست مجتمعاً عالمياً من المطورين الذين ساهموا في إثراء مكتبتها بالأدوات والإضافات، مما عزز مكانتها كلغة مفتوحة المصدر ذات تأثير واسع.
ورغم تراجع شعبيتها لاحقاً أمام لغات أحدث مثل بايثون وPHP، فإن “بيرل” ما زالت تحتفظ بمكانة خاصة في مجالات مثل إدارة الأنظمة وتحليل البيانات.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1987، صدرت أول لعبة من سلسلة “فاينال فانتازي” (Final Fantasy) على جهاز نينتندو إنترتينمنت سيستم (NES) في اليابان، لتمثل بداية أسطورة ستغير مسار ألعاب تقمص الأدوار (RPG) وتصبح واحدة من أشهر السلاسل في تاريخ صناعة الألعاب.

ولعبة “فاينال فانتازي” من تطوير ونشر شركة سكوير (Square) التي كانت تعاني حينها من أزمة مالية خانقة، ورأت في هذا المشروع آخر محاولة لإنقاذ نفسها من الانهيار.
وقاد مبتكر اللعبة هيرونوبو ساكاجوتشي فريقاً صغيراً ليصنع لعبة تحمل عناصر المغامرة والخيال والسحر، واضعاً الأساس لنظام لعب يعتمد على المعارك التناوبية وتشكيل فريق من الشخصيات ذات الفئات المختلفة مثل المحارب والساحر الأبيض والساحر الأسود.
بدت القصة بسيطة لكنها جذابة: أربعة محاربين نور يحملون بلورات سحرية ينطلقون في رحلة لإنقاذ العالم من قوى الشر. هذه الحبكة الكلاسيكية، إلى جانب أسلوب اللعب المبتكر، جعلت اللعبة تحقق نجاحاً غير متوقع، حيث أنقذت شركة سكوير من الإفلاس وفتحت الباب أمام سلسلة ستستمر لعقود طويلة.
منذ ذلك اليوم، تحولت “فاينال فانتازي” إلى أكثر من مجرد لعبة؛ أصبحت رمزاً للخيال الياباني، وأثرت في أجيال من اللاعبين والمطورين حول العالم. ومع كل إصدار جديد، واصلت السلسلة تطوير تقنيات السرد البصري والموسيقى التصويرية والأنظمة القتالية، لتظل حتى اليوم واحدة من أكثر السلاسل تأثيراً في تاريخ ألعاب الفيديو.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1997، صدر برنامج فروتي لووبس (FruityLoops) لأول مرة، ليضع الأساس لأحد أشهر برامج صناعة الموسيقى الرقمية في العالم.
بدأ “فروتي لووبس” كأداة بسيطة لتأليف الإيقاعات، وسرعان ما تطور ليصبح منصة متكاملة لإنتاج الموسيقى، ويُعرف اليوم باسم “إف إل ستوديو” (FL Studio).

عند إطلاقه، كان “فروتي لووبس” موجهاً بالأساس للهواة والموسيقيين الذين يبحثون عن وسيلة سهلة لتجربة الإيقاعات وصناعة المقاطع الموسيقية، وبفضل واجهته البسيطة واعتماده على نظام الخطوات (Step Sequencer)، تمكن المستخدمون من بناء أنماط موسيقية بسرعة ومرونة، مما جعله يحظى بشعبية واسعة بين المبتدئين والمنتجين المستقلين.
مع مرور السنوات، تطور البرنامج بشكل كبير، حيث أضيفت إليه أدوات احترافية مثل محرر البيانو رول (Piano Roll)، ودعم المؤثرات الصوتية، وإمكانية تسجيل الصوتيات ومعالجتها، وجعله هذا التطور منافساً قوياً لبرامج الإنتاج الموسيقي الأخرى، وأداة يعتمد عليها كبار المنتجين في صناعة الموسيقى العالمية.
اليوم، يُعتبر “إف إل ستوديو” واحداً من أكثر برامج الإنتاج الموسيقي استخداماً حول العالم، ويُستخدم في مختلف الأنماط الموسيقية من الهيب هوب والإلكترونيك إلى البوب والروك.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2003، أصدرت شركة مايكروسوفت نسخة جديدة من نظام التشغيل الشهير ويندوز إكس بي تحت اسم (Windows XP Media Center Edition 2003).
جاء هذا الإصدار ليواكب التغيرات المتسارعة في عالم الوسائط المتعددة، مقدماً تجربة أكثر ثراءً للمستخدمين الذين يبحثون عن دمج الحاسوب مع الترفيه المنزلي.

كانت هذه النسخة موجهة بالأساس لأجهزة الكمبيوتر المخصصة للوسائط، حيث وفرت واجهة خاصة لإدارة وتشغيل الفيديوهات، والموسيقى، والصور، وحتى البث التلفزيوني المباشر عبر بطاقة التلفاز، وبذلك، تحولت أجهزة الكمبيوتر إلى مراكز ترفيه متكاملة يمكن التحكم فيها بسهولة باستخدام جهاز تحكم عن بعد.
من أبرز المميزات التي قدمها هذا الإصدار من “ويندوز إكس بي” هو دعمه لتسجيل البرامج التلفزيونية، وتنظيم مكتبات الوسائط، وتقديم تجربة استخدام سلسة تجمع بين قوة نظام ويندوز واستمتاع المستخدم بالوسائط المتعددة.
كما شكل هذا الإصدار خطوة مهمة في مسيرة مايكروسوفت نحو دمج الحاسوب مع عالم الترفيه المنزلي، وهو ما مهد لاحقاً لظهور منصات أكثر تطوراً، مثل (Windows Vista Media Center)، ودمج هذه الخصائص في أنظمة تشغيل أحدث.








