في مثل هذا اليوم، 4 يونيو من عام 1977، شهد العالم خطوة مهمة في تطور تكنولوجيا الترفيه المنزلية، حيث تم تقديم نظام أشرطة الفيديو (VHS)، تحت اسم “فيدستار” (Vidstar)، في أمريكا الشمالية.
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عُقد في شيكاغو قبيل انطلاق معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، أحد أهم الفعاليات التقنية في ذلك الوقت وحتى الآن.
وطورت شركة “جيه في سي” (JVC) اليابانية نظام أشرطة الفيديو (VHS) في عام 1976 كمعيار مفتوح، مما سمح لمصنعين آخرين بإنتاج أجهزة وأشرطة متوافقة دون قيود الترخيص الصارمة.
كان الهدف من النظام منافسة نظام بيتاماكس (Betamax)، الذي أطلقته سوني في 1975، والذي كان يعتبر متفوقًا من حيث جودة الصورة والصوت، ولكنه محدود بسعة تسجيل أقل.
سمحت أشرطة VHS بتسجيل يصل إلى ساعتين (وبعد تطويرها إلى 6 ساعات)، مقارنةً بـ ساعة واحدة فقط في نظام بيتاماكس في البداية، مما جعلها أكثر جاذبية للمستهلكين لتسجيل البرامج التلفزيونية والأفلام، كما كانت أشرطة VHS أسرع في عمليات التقديم السريع (Fast Forward) واللف العكسي (Rewind)، مما وفر تجربة استخدام أكثر سلاسة.
وبسبب سياسة JVC في جعل النظام مفتوحًا، انخفضت أسعار أجهزة VHS وأشرطتها مع دخول منتجين جدد إلى السوق، بينما ظل بيتاماكس نظامًا مغلقًا بيد سوني وبعض الشركاء.
على الرغم من الجودة الفنية الأفضل لبيتاماكس، إلا أن VHS انتصر في حرب أنظمة الفيديو بسبب مرونته وسعته الأكبر، مما أدى إلى هيمنته على السوق بحلول منتصف الثمانينيات.
أصبح VHS المعيار العالمي لأشرطة الفيديو المنزلية لعدة عقود، وساهم في انتشار أفلام الفيديو وتأسيس سوق الإيجار المنزلي، مما غيّر صناعة السينما والترفيه، وتراجع نظام بيتاماكس تدريجيًا، وتوقفت سوني عن إنتاجه رسميًا في 2016.
يعتبر إطلاق VHS لحظة محورية في تاريخ التكنولوجيا الاستهلاكية، حيث مثل بداية عصر التسجيل المنزلي ومشاهدة الأفلام حسب الطلب قبل ظهور تقنيات مثل DVD والبث الرقمي، كما أظهرت “حرب VHS vs. Betamax” أهمية المعايير المفتوحة وتلبية احتياجات المستهلك في نجاح التكنولوجيا.
اليوم، أصبح VHS جزءًا من التاريخ التكنولوجي، لكن تأثيره على الثقافة الشعبية والترفيه المنزلي لا يزال محفورًا في ذاكرة الأجيال التي عاصرته.