في مثل هذا اليوم، 25 سبتمبر من عام 1973، شهد عالم التكنولوجيا لحظة فارقة مع إطلاق شركة مايكرو كمبيوتر ماشينز الكندية لحاسوبها الشخصي MCM/70 في مؤتمر مبرمجي تورنتو.
هذا الحدث، الذي قد يبدو عاديا بالنظر إلى الانتشار الهائل لأجهزة الكمبيوتر الشخصية اليوم، كان بمثابة شرارة انطلقت منها ثورة حقيقية في مجال الحوسبة، وقد كان MCM/70 أكثر من مجرد جهاز إلكتروني؛ فهو كان تجسيدا لمستقبل واعد، حيث اعتمد على أحدث التقنيات المتاحة في ذلك الوقت.
بالتعاون مع عملاق الرقائق الإلكترونية، شركة إنتل، تم تجهيز MCM/70 بمعالج Intel 8008، وهو قلب الجهاز النابض الذي سمح له بأداء مهام حسابية معقدة، وشكل هذا المعالج، الذي كان بمثابة اللبنة الأساسية في تصميم MCM/70، فيما بعد أساسا لمعالجات Intel 8086 التي أحدثت ثورة في صناعة الحواسيب الشخصية.
لم تطلق شركة مايكرو كمبيوتر ماشينز مجرد منتج جديد، بل كانت تخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر في عالم الأعمال، فهذا الحاسوب الشخصي الصغير، كان رهانًا على مستقبل لم يكن مضمونًا، ومع ذلك، سرعان ما أثبت الجهاز قدرته على جذب اهتمام عملاء كبار، من بينهم شركات عملاقة مثل شيفرون ومؤسسة التأمين المتبادل ووكالة ناسا والجيش الأمريكي.
على الرغم من هذا النجاح الأولي، واجه MCM/70 تحديات كبيرة في السوق الكندية، حيث فشلت الشركة في جذب الاستثمارات اللازمة للتوسع، وأدى هذا الفشل، إلى جانب ظهور منافسين أقوياء مثل أبل وأجهزة الكمبيوتر الشخصية الأخرى، إلى تهميش MCM/70 تدريجيا.
ومع ذلك، يبقى MCM/70 علامة فارقة في تاريخ الحوسبة، حيث كان من أوائل الأجهزة التي جمعت بين القوة الحسابية والصغر في الحجم، مما مهد الطريق لأجهزة الكمبيوتر الشخصية الحديثة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
يبقى جهاز MCM/70 شاهدا على الجهود المبذولة لتطوير الحواسيب الشخصية في وقت مبكر، حيث كان من أوائل الأجهزة التي أظهرت إمكانات الحوسبة الشخصية وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة.