في مثل هذا اليوم، 10 يوليو من عام 1962، تم إطلاق القمر الصناعي “تلستار 1” (Telstar 1)، أول قمر صناعي تجريبي للاتصالات الدولية في العالم، والذي وصل إلى مداره حول الأرض بعد نجاح وكالة ناسا (NASA) في عملية إطلاقه.
وتم بناء القمر الصناعي “تلستار 1” (Telstar 1) في شركة “معامل بل” (Bell Labs)، وتعاونت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في مشروعه.
وقدم القمر الصناعي “تلستار 1” (Telstar 1) للعالم قنوات فيديو عابرة للمحيط الأطلسي، وبشر بعصر جديد من الاتصالات، فعلى سبيل المثال، وفي أغسطس من ذلك العام، أصبح “تلستار 1” (Telstar 1) أول قمر صناعي يقوم بمزامنة الوقت بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ما جعلهما في حدود 1 ميكرو ثانية من بعضهما البعض، بعدما كان في حدود 2000 ميكرو ثانية في السابق.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح القمر الصناعي “تلستار 1” أول قمر صناعي يرسل البيانات بين جهازي كمبيوتر، في أكتوبر من نفس العام، وذلك بين جهازين من نوع IBM 1401، أحدهما في إنديكوت بنيويورك، والآخر في لا جاود بفرنسا.
وعلى الرغم من كل إنجازاته التكنولوجية، فقد تضرر القمر الصناعي “تلستار 1” بشدة من المستويات العالية من الإشعاع في أحزمة “فان ألين” الإشعاعية، ويرجع ذلك إلى اختبار القنبلة النووية على ارتفاعات عالية، والتي أجرتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في عام 1962.
وخرج القمر الصناعي “تلستار 1” من الخدمة في نوفمبر من عام 1962، بعد 4 أشهر تقريبا من إطلاقه، وتم إعادة تشغيله في يناير من العام التالي، ولكن في أواخر فبراير من عام 1963 فشل “تلستار 1” مرة أخرى، ولم يكن من الممكن إعادته إلى الخدمة.
بعد بضعة أشهر، في مايو 1963، تم إطلاق القمر الصناعي “تلستار 2” (Telstar 2)، وتم تزويده بترانزستورات مقاومة للإشعاع، وتم إطلاقه على ارتفاع أعلى لتقليل مقدار الوقت الذي يتعرض فيه للإشعاع في أحزمة فان ألين.
استمر القمر الصناعي “تلستار 2” في العمل لمدة عامين، ومهدت التجربة الناجحة لأقمار “تلستار”، إلى جانب أقمار صناعية تجريبية أخرى، الطريق لأول قمر صناعي تجاري متزامن مع الأرض، وهو “إنتلسات 1” (Intelsat 1) في عام 1965.
الجدير بالذكر، وعلى الرغم من خروجهما من الخدمة، لا تزال أقمار “تلستار” الصناعية تدور حول الأرض حتى يومنا هذا.