في مثل هذا اليوم، 23 يناير من عام 1996، أعلنت شركة “صن مايكروسيستمز” Sun Microsystems عن إصدار أول نسخة رسمية من لغة برمجة “جافا” Java، وهي لغة برمجة ثورية ساهمت في تغيير وجه تطوير البرمجيات، خاصة في ظل صعود الإنترنت وانتشاره العالمي.
تُعتبر جافا إحدى اللغات الأكثر تقدمًا التي صدرت في ذلك الوقت، وذلك بفضل ميزتها الرئيسية: “الكتابة مرة واحدة، التشغيل في أي مكان” (Write Once, Run Anywhere – WORA).
وطورت “صن مايكروسيستمز”، التي تم الاستحواذ عليها لاحقًا من شركة أوراكل في عام 2010، لغة جافا بهدف تصميم لغة برمجة قوية وسهلة الاستخدام، قادرة على العمل على أي جهاز أو نظام تشغيل دون الحاجة لإعادة الترجمة.
تعتمد جافا على “آلة جافا الافتراضية” (JVM)، والتي تسمح بتشغيل البرامج المكتوبة بلغة جافا على أي نظام تشغيل يدعم JVM، سواء كان ويندوز، ماك، لينكس، أو غيرها، وجعلت هذه الميزة لغة جافا مثالية لتطوير التطبيقات المستندة إلى الإنترنت، حيث يمكن تشغيلها على أي جهاز متصل بالشبكة.
مع صعود الإنترنت في منتصف التسعينيات، كانت جافا لغة مثالية لتطوير التطبيقات التفاعلية على الويب، مثل التطبيقات الصغيرة (Applets)، والتي كانت تُشغل مباشرة في متصفحات الويب.
كما تم تصميم جافا مع مراعاة الأمان، حيث توفر بيئة معزولة لتشغيل التطبيقات، مما يقلل من مخاطر الاختراق أو التلف.
وتعتبر جافا لغة سهلة التعلم نسبيًا مقارنة بلغات أخرى مثل “سي بلس بلس” C++، وذلك بفضل بنيتها الواضحة وقواعدها المنظمة.
مع تزايد شعبية الإنترنت، أصبحت جافا واحدة من أكثر لغات البرمجة استخدامًا في العالم. تم استخدامها في تطوير تطبيقات الويب، تطبيقات الهواتف المحمولة (خاصة عبر نظام أندرويد)، وأنظمة المؤسسات الكبيرة.
تُعتبر جافا اللغة الأساسية لتطوير تطبيقات نظام التشغيل أندرويد، مما ساهم في زيادة شعبيتها بشكل كبير، كما يتمتع جافا بمجتمع مطورين ضخم ودعم قوي من الشركات والمؤسسات، مما يجعلها لغة حية ومتطورة باستمرار.
كان الاسم الأصلي للغة جافا هو Oak (البلوط)، ولكن تم تغييره لاحقًا إلى جافا بسبب قضايا حقوق الملكية، ووضعت جافا شعار “الكتابة مرة واحدة، التشغيل في أي مكان” شعارًا رئيسيًا لها، مما يعكس قدرتها على العمل عبر منصات متعددة دون تعديلات.
يمثل إصدار جافا في 23 يناير 1996 لحظة فارقة في تاريخ البرمجة، حيث قدمت لغة قوية ومرنة ساهمت في تشكيل عالم التكنولوجيا الحديث. بفضل ميزاتها الفريدة وقدرتها على التكيف مع التطورات التكنولوجية، ما تزال جافا واحدة من أكثر لغات البرمجة استخدامًا وتأثيرًا حتى اليوم.
وفي مثل هذا اليوم، 23 يناير من عام 2003، تم تسجيل آخر اتصال ناجح مع المركبة الفضائية “بايونير 10” (Pioneer 10)، وهي واحدة من أبرز المهام الفضائية التي أطلقتها وكالة ناسا لاستكشاف الفضاء الخارجي.
تُعتبر بايونير 10 من أبعد الأجسام التي صنعها الإنسان في الكون، حيث تجاوزت حدود النظام الشمسي وواصلت رحلتها في الفضاء بين النجوم.
وأُطلقت بايونير 10 في 2 مارس 1972 من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا، وكانت أول مركبة فضائية تعبر حزام الكويكبات وتصل إلى كوكب المشتري.
كانت مهمة بايونير 10 هي دراسة كوكب المشتري وحزام الكويكبات، بالإضافة إلى استكشاف البيئة الفضائية خارج النظام الشمسي، ونجحت المركبة في إرسال صور وبيانات قيّمة عن المشتري، وساعدت في فهم طبيعة الكوكب العملاق وحزام الكويكبات، وبعد انتهاء مهمتها الأساسية، واصلت بايونير 10 رحلتها نحو الفضاء البعيد.
في 23 يناير 2003، تلقى العلماء على الأرض آخر إشارة واضحة من بايونير 10، والتي كانت على بعد حوالي 12 مليار كيلومتر من الأرض. بعد ذلك، لم يعد بالإمكان الاتصال بالمركبة بسبب ضعف إشارتها وعدم قدرة أجهزة الاستقبال على التقاطها.
تتجه بايونير 10 حاليا نحو نجم “الدبران” (Aldebaran)، وهو النجم الأكثر لمعانًا في كوكبة الثور، وتتحرك المركبة بسرعة تقارب 2.6 وحدة فلكية في السنة (حوالي 12.2 كيلومتر في الثانية)، وإذا افترضنا أن سرعة الدبران النسبية صفرية، فإن بايونير 10 ستستغرق حوالي 2 مليون سنة للوصول إلى النجم.
تُعد بايونير 10 رمزًا لاستكشاف الفضاء البشري، حيث كانت أول مركبة تعبر حزام الكويكبات وتصل إلى المشتري، وأول من حمل رسالة من البشرية إلى الفضاء الخارجي على شكل لوحة ذهبية تحتوي على معلومات عن الأرض والبشر، وعلى الرغم من توقف الاتصال بها، إلا أن بايونير 10 ما تزال تسبح في الفضاء البعيد، حاملةً معها آمال البشرية في التواصل مع حضارات أخرى.