في مثل هذا اليوم، 31 يناير من عام 2005، أعلنت شركة “إس بي سي للاتصالات” SBC Communications عن اتفاقية لشراء شركة “إيه تي آند تي” AT&T مقابل أكثر من 16 مليار دولار.
كانت هذه الصفقة بمثابة نهاية لفصل طويل من تاريخ الاتصالات في الولايات المتحدة، حيث مثلت AT&T واحدة من أكبر وأعرق شركات الاتصالات في العالم.
وكانت شركة AT&T، المعروفة سابقًا باسم “شركة التليفون والتليجراف الأمريكية”، تهيمن على صناعة الاتصالات في الولايات المتحدة لعدة عقود، ومع ذلك، في عام 1984، تم تفكيك الشركة بموجب قرار قضائي فيدرالي بسبب احتكارها للسوق، ونتج عن هذا التفكيك إنشاء سبع شركات إقليمية مستقلة، عُرفت باسم “بيبي بيلز” (Baby Bells)، وكانت SBC Communications واحدة منها.
على مر السنين، بدأت شركات “بيبي بيلز” في الاندماج مرة أخرى، مما أدى إلى إعادة تشكيل صناعة الاتصالات، وكانت SBC واحدة من أكثر هذه الشركات نجاحًا ونموًا.
في 31 يناير 2005، أعلنت SBC، التي كانت مقرها في سان أنطونيو، تكساس، عن اتفاقية لشراء AT&T مقابل 16 مليار دولار نقدًا وأسهمًا، وكانت هذه الصفقة واحدة من أكبر الصفقات في قطاع الاتصالات في ذلك الوقت.
بعد الانتهاء من الصفقة في أواخر عام 2005، قررت SBC تبني اسم AT&T للشركة المندمجة، مما أعاد الاسم التاريخي إلى الواجهة، ومع ذلك، تسبب هذا القرار في بعض الارتباك، حيث اعتقد الكثيرون أن AT&T الأصلية هي التي استحوذت على SBC، وليس العكس.
أعادت هذه الصفقة توحيد جزء كبير من شبكة الاتصالات الأمريكية تحت اسم AT&T، مما أعاد للشركة مكانتها كواحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم، كما مثلت الصفقة نهاية رمزية لـ AT&T القديمة، التي كانت تُعتبر أيقونة في صناعة الاتصالات قبل تفككها في 1984.
من الناحية العملية، أدى الاندماج إلى تعزيز قدرات SBC (التي أصبحت الآن AT&T) في تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت على نطاق واسع، مما جعلها منافسًا رئيسيًا في سوق الاتصالات المتطور.
أثارت الصفقة ردود فعل متباينة، فقد رأى البعض أنها خطوة طبيعية في عملية توحيد صناعة الاتصالات، بينما رأى آخرون أنها نهاية لفصل مهم من تاريخ الاتصالات في الولايات المتحدة، كما أثار تغيير الاسم إلى AT&T بعض الجدل، حيث شعر البعض أن الشركة الجديدة لم تكن سوى نسخة محدثة من SBC، بينما رأى آخرون أن الاسم يحمل إرثًا تاريخيًا قويًا.
وفي مثل هذا اليوم، 31 يناير من عام 1958، تم إطلاق إكسبلورر 1 (Explorer 1)، أول قمر صناعي أمريكي يصل إلى مداره بنجاح.
كان هذا الإنجاز علامة فارقة في تاريخ استكشاف الفضاء، خاصة في خضم سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
قبل إطلاق إكسبلورر 1، كانت الولايات المتحدة تعاني من صدمة إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي في العالم، سبوتنيك 1، في 4 أكتوبر 1957، وتبع ذلك إطلاق سبوتنيك 2 الذي حمل الكلبة لايكا، أول كائن حي يدور حول الأرض.
هذه الإنجازات السوفيتية وضعت الولايات المتحدة تحت ضغط كبير لتثبت قدرتها التكنولوجية والعلمية، وكانت إكسبلورر 1 بمثابة الرد الأمريكي على التحدي السوفيتي.
تم إطلاق إكسبلورر 1 من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا على متن صاروخ جوبيتر-سي (Jupiter-C)، الذي طوره فريق بقيادة العالم الألماني فيرنر فون براون، وبلغ وزن القمر الصناعي حوالي 13.9 كيلوجرامًا، وكان مزودًا بأجهزة علمية لقياس الأشعة الكونية ودراسة البيئة الفضائية.
بعد الإطلاق بنجاح، دخل إكسبلورر 1 مدارًا بيضاويًا حول الأرض، حيث استمر في إرسال البيانات لمدة أربعة أشهر حتى نفاد بطاريته.
كان أحد أهم الاكتشافات التي قدمها إكسبلورر 1 هو تحديد وجود حزام فان آلن الإشعاعي (Van Allen Radiation Belt)، وهو منطقة من الجسيمات المشحونة عالية الطاقة المحاصرة في المجال المغناطيسي للأرض، وساهم هذا الاكتشاف في فهم أفضل لبيئة الفضاء وتأثيرها على الاتصالات والرحلات الفضائية المأهولة، وكانت هذه النتائج بمثابة بداية لعصر جديد من الأبحاث العلمية الفضائية.
أعاد نجاح إكسبلورر 1 الثقة للولايات المتحدة في قدرتها على المنافسة في سباق الفضاء، كما مهد الطريق لسلسلة من البعثات الفضائية الأمريكية اللاحقة، بما في ذلك برنامج أبولو الذي هبط بالبشر على سطح القمر في 1969.
كان هذا الإنجاز أيضًا نقطة تحول في تاريخ وكالة ناسا (NASA)، التي تأسست لاحقًا في 1958 لتنسيق الجهود الأمريكية في استكشاف الفضاء.
أثار نجاح إكسبلورر 1 حماسًا كبيرًا في الولايات المتحدة والعالم، حيث اعتبر انتصارًا علميًا وتكنولوجيًا، كما عززت هذه المهمة مكانة فيرنر فون براون كواحد من أبرز علماء الصواريخ في العالم، حيث لعب لاحقًا دورًا رئيسيًا في تطوير صواريخ ساتورن 5 التي استخدمت في برنامج أبولو.
في مثل هذا اليوم، 31 يناير من عام 1961، قام قرد الشمبانزي هام (Ham) برحلة تاريخية إلى الفضاء الخارجي على متن مركبة ميركوري-ريدستون 2 (Mercury-Redstone 2).
كانت هذه المهمة جزءًا من برنامج ميركوري التابع لوكالة ناسا، والذي هدف إلى إرسال البشر إلى الفضاء، وكانت رحلة هام خطوة حاسمة في اختبار قدرة الكائنات الحية على تحمل ظروف الفضاء قبل إرسال البشر.
بعد نجاح الاتحاد السوفيتي في إرسال الكلبة لايكا إلى الفضاء في 1957، شعرت الولايات المتحدة بضرورة تسريع جهودها في استكشاف الفضاء، وكانت رحلة هام جزءًا من هذه الجهود.
تم اختيار هام، وهو شمبانزي يبلغ من العمر 3 سنوات ونصف، من بين مجموعة من القردة المدربة في مركز هولومان الجوي في نيو مكسيكو، وكان الهدف من هذه الرحلة اختبار تأثيرات انعدام الوزن والإشعاع الفضائي على الكائنات الحية.
تم إطلاق مركبة ميركوري-ريدستون 2 من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا في 31 يناير 1961، وحملت المركبة هام إلى ارتفاع بلغ حوالي 253 كيلومترًا فوق سطح الأرض، واستمرت الرحلة 16 دقيقة و39 ثانية، تعرض خلالها هام لفترة قصيرة من انعدام الوزن.
تم تدريب هام على أداء مهام بسيطة أثناء الرحلة، مثل الضغط على أزرار استجابة لإشارات ضوئية، وكانت هذه المهام تهدف إلى اختبار قدرته على العمل في ظروف الفضاء.
نجح هام في أداء مهامه بشكل جيد، مما أثبت أن الكائنات الحية يمكنها العمل في ظروف الفضاء، ومع ذلك، تعرض لبعض الضغوط الفسيولوجية، مثل زيادة معدل ضربات القلب، وكانت الرحلة ناجحة بشكل عام، حيث هبطت المركبة بأمان في المحيط الأطلسي، وتم انتشال هام بحالة جيدة.
كانت رحلة هام خطوة حاسمة في برنامج ميركوري، حيث مهدت الطريق لأول رحلة مأهولة للفضاء في الولايات المتحدة، وفي 5 مايو 1961، أقلع آلان شيبرد على متن ميركوري-ريدستون 3، ليصبح أول أمريكي يصل إلى الفضاء، كما ساهمت هذه المهمة في تعزيز الثقة في قدرة البشر على تحمل رحلات الفضاء، مما مهد الطريق لبرامج فضائية لاحقة مثل برنامج أبولو الذي هبط بالبشر على سطح القمر.
بعد نجاح مهمته، عاش هام في حديقة حيوانات في واشنطن العاصمة، ثم نُقل لاحقًا إلى حديقة حيوانات في ولاية كارولينا الشمالية، حيث عاش حتى وفاته في 1983، وتم تكريم هام كبطل في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث ساعد في فتح الباب أمام الرحلات الفضائية المأهولة.