في مثل هذا اليوم، 28 سبتمبر من عام 1997، وفي خضم أزمة وجودية كانت تواجه شركة أبل (Apple)، أطلقت الشركة حملتها الإعلانية الجريئة “فكر بشكل مختلف” (Think Different).
هذه الحملة، التي جاءت بعد أسابيع قليلة من عودة ستيف جوبز إلى الشركة، كانت بمثابة شرارة الانطلاق نحو عصر جديد من الإبداع والابتكار في عالم التكنولوجيا.
لم تكن حملة “فكر بشكل مختلف” مجرد إعلان، بل كانت بيانًا فلسفيًا، ودعوة للمستهلكين إلى التفكير خارج الصندوق وتبني الرؤية المستقبلية التي كانت أبل تبنيها، وقد تم تصميم هذه الحملة بعناية فائقة، حيث استخدمت لغة بسيطة ومؤثرة، وصورًا أيقونية، وأفكارًا محفزة للتفكير.
وفي النسخة الشهيرة من الحملة، التي عرفت باسم “المجانين” (Crazy Ones)، والتي رواها ريتشارد دريفوس، أصبحت واحدة من أكثر الإعلانات شهرة في التاريخ، وقد أثبتت الحملة نجاحًا باهرًا، حيث حققت صدى واسعًا لدى الجمهور، وحظيت بإشادة النقاد، وساهمت في تغيير صورة أبل بشكل جذري.
تعتبر هذه الحملة، التي جاءت في وقت حرج من تاريخ الشركة، بمثابة تجديد للشباب والحيوية لعلامة أبل التجارية، وتميزت الحملة بأساليبها الإبداعية الفريدة، حيث استخدمت تقنيات بصرية متطورة، وموسيقى مؤثرة، وأفكارًا مبتكرة، وقد تم تصميم الحملة لتصل إلى عمق العقل الباطن للمستهلك، وتحفزهم على إعادة التفكير في الطريقة التي ينظرون بها إلى التكنولوجيا.
وتم عرض الحملة الإعلانية لشركة أبل في مختلف الوسائط، من التلفزيون إلى المجلات، وحتى على الإنترنت، وقد أثبتت نجاحًا باهرًا، حيث حققت أهدافها التسويقية، وساهمت في زيادة مبيعات منتجات أبل.