في مثل هذا اليوم، 20 ديسمبر من عام 1996، شهد عالم التكنولوجيا حدثًا مفصليًا غير مسار صناعة التكنولوجيا بشكل جذري، فقد أعلنت شركة أبل، العملاق الأمريكي في مجال الحاسوب، عن قرارها الاستحواذ على شركة “نكست” NeXT، وهي شركة صغيرة أسسها ستيف جوبز بعد مغادرته أبل في الثمانينيات.
هذا الإعلان، الذي بدا مفاجئًا في ذلك الوقت، حمل في طياته بذور ثورة تكنولوجية ستغير وجه العالم.
تمثل الاستحواذ على شركة NeXT خطوة جريئة من أبل، التي كانت تعاني في ذلك الوقت من صعوبات مالية ومنافسة شرسة، وكان الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة التي طورتها شركة NeXT، والتي كانت تعتمد على نظام تشغيل متطور وقوي.
مع صفقة الاستحواذ، عاد ستيف جوبز، المؤسس الملهم لشركة أبل، إلى الشركة التي أسسها، وتم تعيين جوبز كمستشار للرئيس التنفيذي جيل أميليو، مما مهد الطريق لعودته الكاملة إلى قيادة الشركة في وقت لاحق.
جلبت صفقة الاستحواذ معها التكنولوجيا الأساسية التي شكلت أساس نظام التشغيل Mac OS X، وهو النظام الذي خلف نظام التشغيل الكلاسيكي لأبل، وكان Mac OS X هو اللبنة الأولى لبناء نظام التشغيل iOS، الذي أصبح فيما بعد النظام الأساسي لأجهزة آيفون وآيباد.
ويمكن القول إن صفقة الاستحواذ على شركة NeXT كانت نقطة تحول في تاريخ شركة أبل، فقد أعادت الشركة إلى مسار النمو والابتكار، ومكنتها من استعادة مكانتها الرائدة في صناعة التكنولوجيا.
وأدت منتجات أبل التي تعمل بنظام iOS، مثل iPhone وiPad، إلى ثورة في العديد من الصناعات، من الاتصالات إلى الترفيه إلى الرعاية الصحية.
يعتبر الاستحواذ على NeXT من أهم الأحداث في تاريخ التكنولوجيا، حيث أظهر كيف يمكن لشركة أن تستعيد عافيتها من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، وكيف يمكن لشخص واحد، مثل ستيف جوبز، أن يغير مسار صناعة بأكملها.