في مثل هذا اليوم، 17 مارس من عام 1988، اتخذت شركة أبل للكمبيوتر خطوة حاسمة في معركة قانونية طاحنة ضد شركة مايكروسوفت، زاعمةً انتهاك الأخيرة لحقوق النشر في نظام التشغيل ويندوز الخاص بها.
تعود جذور النزاع إلى نوفمبر من عام 1985، بعد طرد ستيف جوبز من أبل، حيث أصدرت مايكروسوفت نظام التشغيل Windows 1.0، وهددت أبل بمقاضاة مايكروسوفت لاعتقادها بسرقة عناصر من واجهة ماكينتوش.
في نفس العام 1985، تم توقيع اتفاقية ترخيص بين أبل ومايكروسوفت تسمح للأخيرة باستخدام عناصر من واجهة ماكينتوش في برامجها، وفي ديسمبر 1987، أصدرت مايكروسوفت نظام التشغيل Windows 2.0، الذي أثار استياء أبل بسبب تشابهه الشديد مع واجهة ماكينتوش.
في 17 مارس 1988، رفعت أبل دعوى قضائية ضد مايكروسوفت لانتهاك حقوق النشر في واجهة المستخدم الرسومية لنظام ويندوز، وفشلت أبل في ملاحظة أن اتفاقية الترخيص تشمل جميع برامج مايكروسوفت المستقبلية، وليس فقط Windows 1.0، لذا حكمت المحكمة بأن معظم مطالبات أبل مشمولة باتفاقية الترخيص، ورفضت المحكمة العليا استئناف أبل النهائي في عام 1995.
في أغسطس من عام 1997، تم تسوية مسائل الانتهاك المتعلقة بواجهة المستخدم الرسومية بشكل نهائي، حيث وقعت أبل ومايكروسوفت اتفاقية تعاون، تضمنت ترخيصًا متبادلًا لبراءات الاختراع، كما دفعت مايكروسوفت مبلغًا كبيرًا لشركة أبل، يُشاع أنه يصل إلى 2 مليار دولار.
دفعت هذه القضية أبل إلى تجميع محفظة براءات اختراع ضخمة لحماية ابتكاراتها، وأدى ذلك إلى “سباق التسلح” لبراءات الاختراع في مجال التكنولوجيا، حيث تسعى الشركات للحصول على حقوق حصرية للابتكارات.
مثلت دعوى أبل ضد مايكروسوفت لحظة محورية في تاريخ صناعة التكنولوجيا، وأظهرت القضية أهمية حماية الملكية الفكرية، وسلطت الضوء على التنافس الشرس بين شركات التكنولوجيا الرائدة، كما أدت إلى تغييرات جوهرية في كيفية إدارة الشركات لبراءات الاختراع والابتكارات.