Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

ديفيد لوف يكتب: «تويتر» يحتضر فهل حان إلغاء الخدمات الإخبارية المدفوعة؟

انبثقت منصات تواصل اجتماعي عديدة، وتتنافس على أن تحل محل موقع “تويتر” بوصفها منصة تدوين لا متناهي الصغر ووسيلة بناء شبكة اجتماعية للتواصل بارزة تقوم على النصوص المكتوبة.

لدينا حالياً “بلو سكاي” و”ماستودون”  و”سبيل”  و”سبوتيبل” ، ولكن الأكثر انتشاراً حالياً منصة “ثريدز” التابعة لشركة “ميتا بلاتفورمز”، التي تخطت 100 مليون مستخدم في أول 5 أيام لها بفضل ارتباطها بموقع “إنستجرام”. يندمج كثير منا في الحماسة لأي تطبيق جديد يدشن، أو يشعر بالإنزعاج بعد سماعه عن أي “قاتل تويتر” جديد على الساحة.

لا يمكن لقادة مقدمي خدمات الأخبار تحمل الانضمام ببساطة إلى أي من المعسكرين. ينبغي لهم استغلال هذا التوقيت لوضع استراتيجية لطريقة التنافس في ظلّ مشهد هش لوسائل التواصل الاجتماعي يواصل تقديم “الأخبار” وأي محتوىً آخر مجاناً.

ينبغي أن يتصدر وضع سياسات اشتراك جديدة قائمة أولويات الناشرين. في حين أن المؤسسات الإخبارية تحتاج إلى المال للعمل وإعالة نفسها في عصر عائدات الإعلانات المتراجعة، فإنها تحتاج إلى إعادة التفكير في نهجها إزاء الخدمة المدفوعة. على ما يبدو تنتشر عملية دفع الاشتراكات في كل شيء في الوقت الراهن، وتبيّن الدراسات أن المستهلكين سئموا الفكرة بأكملها.

ماذا يحدث؟

أعرب ما يفوق نصف المشاركين في استطلاع رأي بحوث المستهلكين في معهد كيرني للمستهلكين لسنة 2022، عن رغبتهم في إنفاق أقل من 50 دولاراً شهرياً على رسوم الاشتراكات.

أوضح 61% من المشاركين في استطلاع الرأي أنهم لا يملكون اشتراكات في خدمات إخبارية، ودفع 26% رسوم اشتراك في خدمة أو خدمتين، و يملك 10% 3 أو 4 اشتراكات، و3% يشتركون في 5 خدمات أو أكثر.

سعياً لتقليص التكاليف، اعتمد عديد من المستهلكين على النسخ التجريبية المجانية والعروض الترويجية الرخيصة المقدمة من المؤسسات الإخبارية الرقمية. لكن ماذا يحدث عندما تنتهي صلاحية تلك العروض؟ في ظل ارتفاع نفقات تكلفة المعيشة وتسريح العمالة، ينبغي للمشتركين تحديد الخدمات التي تستحقّ الدفع مقابل الحصول عليها. ساعد المشاركون في استطلاع رأي معهد رويترز للأخبار الرقمية لسنة 2019 على وضع تصور واضح لما سيُستبعَد أولاً من الاشتراكات.

عند الإجابة عن سؤال حول الخدمة المختارة عبر الإنترنت إذا كان بإمكانهم الحصول على واحدة فقط السنة المقبلة، اختار 12% فقط خدمات الأخبار بالمقارنة مع 28% ممن سيتابعون بثّ الفيديو، و31% لن يختاروا شيئاً. وجد تقرير العام الجاري أن نحو نصف الأميركيين المشاركين باستطلاع الرأي ألغوا اشتراكاتهم في الخدمات الإخبارية أو أعادوا التفاوض بشأنها في الآونة الأخيرة.

تبين الأرقام إلى أي مدىً يمكن أن يحرمنا الاعتماد المفرط على الخدمات المدفوعة من إطار مرجعي مشترك رسخته وسائل الإعلام القديمة ذات يوم في تأدية مهمتها لخدمة الجماهير. قد تعيد سياسة دفع اشتراكات أيضاً تأكيد آراء مسبقة موجودة وتعزّز التحيز، إذ سيدفع الأشخاص على الأرجح اشتراكات شهرية فقط لمصادر تتفق مع وجهات نظرهم.

نهج بديل

لكي تكون الأمور واضحة، لا يرجح أن يذهب قارئ يميني للغاية للبحث عن محتوى صحيفة يسارية الميول، والعكس بالعكس. ولكن أليس من الجيد توجيه شخص يتمتع بوجهة نظر معارضة إلى مقال يثبت صحة وجهة نظرك، دون أن تطلب منه الدفع مقابل قراءتها عبر نافذة منبثقة؟

ستحتاج الاستجابة لهذه الخطوة من دور النشر إلى تجربة خيارات على غرار مدفوعات صغيرة للغاية (رسوم الدفع أولاً بأول المحدودة لكل مقالة)، وتخفيض أسعار الخدمات المدفوعة مسبقاً (الخيار المفضل للجماهير)، واستبعادها في أثناء الأحداث الإخبارية المهمة مثل الانتخابات والتطورات المهمة في أوقات الحرب والكوارث الطبيعية.

يوفر بعض المؤسسات الإخبارية محتوىً مجانياً على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل مقاطع الفيديو التي تسهم في ترويج مقال معيَّن أو مناقشة حدث ما خلال فترة وجيزة بهدف إشراك جمهورها وتوسيع نطاق قراءتها. تُعَدّ هذه الاستراتيجية التسويقية منطقية، مع الأخذ بعين الاعتبار الدور المهمّ الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في استهلاكنا للموادّ الإعلامية الرقمية، ولكن ينبغي تعزيزها.

“تويتر” تعيد إطلاق “تويتر بلو”

تأتي زيادة استخدام هدايا عبارة عن روابط لمقالة معينة مجاناً عند النقر عليها من منشور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي كأحد الأساليب المتبعة. يساعد ذلك على إعادة توجيه التفاعل إلى الموقع الإخباري عوضاً عن مجرد استمراره على وسائل التواصل الاجتماعي. يحتاج المستهلكون أيضاً إلى الوصول إليهم حيثما كانوا. قال نصف البالغين الأميركيين المشاركين في استطلاعات رأي لشركة “بيو” تعود إلى 2022 إنهم يتلقون أخبارهم بانتظام غالباً أو أحياناً عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لكن 70% تقريباً من الصحفيين اتجهوا إلى استخدام موقع “تويتر”، في حين أن 13% فقط من البالغين في الولايات المتحدة الأميركية ذكروا أنهم حصلوا على الأخبار من “تويتر”. تصل الأخبار إلى نسبة 31% منهم عبر موقع “فيسبوك” الذي جاء في المرتبة الأولى، واحتلّ موقع “يوتيوب” المرتبة الثانية بنسبة 22%، لكن 52% و14% فقط من الصحفيين استخدموا المنصتين على الترتيب.

بالإضافة إلى ذلك، يثق على الأرجح الأشخاص البالغون الذين تقلّ سنهم عن 30 سنة بالمعلومات التي يستهلكونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على غرار معلومات تصل إليهم من منافذ الأخبار الوطنية. سيكون من الأهمية بمكان مواصلة الاستثمار بطريقة أكبر في فرق إدارة وسائل التواصل الاجتماعي التي تفهم خوارزميات المنصات المختلفة ويمكنها الوصول بمحتوى غرف الأخبار إلى الجمهور على نطاق واسع.

وعندما نفكّر في تقديم حلول، لا نستطيع استبعاد غرف الأخبار المحلية التي تشكّل العمود الفقري لكثير من التقارير الوطنية. تفاقم ندرة الخيارات المجانية على المستوى الوطني الأميركي من مشكلة نموّ شح المصادر الإخبارية عبر أنحاء البلاد كافة مع إغلاق المطبوعات صغيرة الحجم. نالت جهود توسيع الإعفاءات الضريبية لتتضمن الأعمال الإخبارية المتدهورة اهتماماً كبيراً خلال السنتين الماضيتين. اتفقت مع تدخُّل الحكومة لإنقاذ هذا القطاع أم لا تتفق، ينبغي أن يساورنا جميعاً القلق من اقتراب انقراضها.

يثير النزوح الجماعي لمستخدمي “تويتر” المتفرقين بين المنصات المختلفة القلق بنفس القدر، ما قد يروّج منصات قد تنشر الآراء المتحيزة، والإنكفاء على وسائل التواصل الاجتماعي كأنها صوامع منغلقة، ما يوفر ظروفاً مثالية لانتشار معلومات أكثر تضليلاً. من المبكّر الإعلان عن موقع “ثريدز” بوصفه ساحة جديدة يحتشد فيها الناس بسبب التقلب الشديد في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليس من المبكر أن يتصدى فوراً قادة مؤسسات الأخبار لهذا الموقف الآني بطريقة مباشرة، بل وقد يكونون متأخرين فعلياً.

ديفيد أ. لوف

أستاذ الصحافة والدراسات الإعلامية بجامعة روتجرز

deel