كشف مجموعة التكنولوجيا العالمية “إي آند”، اليوم، عن خطتها للعمل المناخي، والتي تعد خارطة طريق شاملة تمتد إلى ستة أعوام.
وتهدف الخطة إلى ضمان وفاء المجموعة بالتزاماتها بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية في النطاقين 1 و2 ضمن عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول العام 2030، إضافةً إلى تقليل انبعاثات النطاقين 1 و2 عبر أعمال المجموعة بنسبة 43% في الوقت نفسه، مقارنةً بالمستويات التي تم تسجيلها في العام 2022.
وتحدد هذه الخطة الطموحة الإجراءات التي تم اتخاذها والمتطلبات والجداول الزمنية اللازمة لتلبية أهداف الاستدامة الرئيسية للمجموعة عبر انبعاثات النطاقات 1 و2 و3، والتي تشمل الانبعاثات التشغيلية المباشرة وانبعاثات سلسلة القيمة والانبعاثات الناتجة عن الاستثمارات والمنتجات.
وتشكل خطة العمل المناخي، التي حملت عنوان ” من الطموح إلى الإنجاز “، خطوة بالغة الأهمية في رحلة الاستدامة التي تخوضها مجموعة “إي آند”، حيث توفر نهجاً يتسم بالشفافية حول كيفية تعامل المجموعة مع تحديات تغير المناخ، من خلال المبادرات الاستراتيجية وتركيزها الكبير للحد من بصمتها الكربونية. وتستند الخطة إلى التزام “إي آند” بتحقيق “صفر ” انبعاثات كربونية عبر المجموعة بحلول العام 2050، بما يشمل الانبعاثات من النطاقات 1 و2 و3 على مستوى العالم.
وتعليقًا على الخطة قال حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إي آند”: «بصفتها مجموعة تكنولوجية عالمية، تدرك “إي آند” حجم الالتزامات المتزايدة فيما يتعلق بالعمل المناخي، وتعزز في ذات الوقت من جهودها لمواجهة أزمة تغير المناخ والمساهمة في التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة. وفيما قد يكون العام 2024 أحد أكثر الأعوام ارتفاعاً في درجات الحرارة المسجّلة عبر التاريخ، فقد أصبح العمل المناخي أكثر ضرورةً، خاصة في الأسواق التي نعمل فيها والتي تعد في الخطوط الأمامية لتغير المناخ».
وأضاف دويدار: «نؤمن بقدرة التكنولوجيا في دفع عجلة التغيير. لذا فنحن نهدف من خلال خطة العمل المناخي إلى الانتقال من الطموح إلى الإنجاز، وذلك عبر رسم خارطة طريق واضحة وقابلة للتنفيذ لمواجهة هذه التحديات مباشرة. إذ تعكس هذه الخطة التزامنا بتبني الاستدامة في جميع أعمالنا، وتسخير قوة التحول الرقمي لمعالجة تغير المناخ وتحقيق الاستدامة في أعمالنا».
واختتم دويدار: «نحن واثقون من قدرتنا على مواجهة هذه التحديات وتحقيق أهدافنا، وبأننا قادرون على تحقيق الموائمة بين التطور التكنولوجي والاستدامة، وأن حل أزمة المناخ هو مسؤولية جماعية. كما نؤمن بأن التعاون مع الشركاء سيمكننا من الاستفادة من الخبرات والموارد والابتكارات المشتركة لتحقيق تغيير ملموس وتسريع الخطوات لبناء مستقبل مستدام للجميع».
أبرز أهداف وإنجازات الاستدامة في مجموعة “إي آند”
تستهدف خطة العمل المناخي لمجموعة “إي آند” القضاء على انبعاثات النطاقين 1 و2 عبر عمليات المجموعة في دولة الإمارات بحلول العام 2030. كما التزمت المجموعة بخفض الانبعاثات المطلقة للنطاقين 1 و2 عبر أعمال المجموعة بأكملها بنسبة 43% بحلول العام 2030 والنطاق 3 بنسبة 25% مقارنةً بالمستويات التي تم تسجيلها في العام 2022.
يمثل العام 2022 نقطة تحول لفهم البصمة الكربونية لمجموعة “إي آند” ويشكل مرجعاً لها لتتبع التقدم. وقد وافقت مبادرة الأهداف القائمة على أسس علمية في العام 2023 على أهداف النطاقات 1 و2 و3 لمجموعة “إي آند” والمحددة بحلول العام 2030.
تغطي خطة العمل المناخي كافة الأسواق التي تمتلك فيها “إي آند” أعمال تشغيلية اعتباراً من سبتمبر 2024. وتأخذ الخطة في الاعتبار خصائص كل سوقٍ على حدة، والتي تم تطويرها مع فرق الاستراتيجية والتكنولوجيا والمشتريات والاستدامة.
خطة عمل للوصول إلى صفر في الانبعاثات
تحدد خطة العمل المناخي عدة مبادرات رئيسية للحد من انبعاثات النطاقين 1 و2، وتشمل التركيز على كفاءة الطاقة في جميع العمليات والالتزام بالاستدامة.
ونظراً لإدراك مجموعة “إي آند” بأن الجزء الأكبر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لديها ينبع من استخدام الكهرباء، فإن هذه الخطة تركز على تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتبني حلول توليد الطاقة المتجددة في مواقع العمل وزيادة الاعتماد على شراء الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، تسلط الخطة الضوء على جهود المجموعة لتحويل أسطول سياراتها إلى مركبات كهربائية، وتنفيذ تقنيات التبريد المبتكرة.
وكانت “إي آند” قد أحرزت في العام 2023 تقدماً كبيراً، حيث قللت من استخدام الكهرباء في شبكاتها بنسبة 4%، وزادت حصة الطاقة المتجددة من الكهرباء إلى 17% في مصر. ومنذ العام 2019، نجحت المجموعة في القضاء على أكثر من 380 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال التوقف عن استخدام مولدات الديزل واستبدالها بحلول الطاقة النظيفة، كالطاقة الشمسية.
كما التزمت مجموعة “إي آند” بحماية التنوع البيولوجي، حيث حددت خطة العمل المناخي هدفاً طموحاً يتمثل في تجنب الخسارة الصافية للتنوع البيولوجي بحلول العام 2030. وللوفاء بالتزامها هذا، تخطط “إي آند” لاتخاذ إجراءات رئيسية تشمل تجنب تحويل النظم البيئية الطبيعية، والحد من البصمة المائية والبرية للمجموعة، والحد من التلوث البلاستيكي مع تقليل استخدام المواد الكيميائية الخطرة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل “إي آند” على تعزيز أجندتها بأهداف محددة لتقليل استهلاك المواد الخام وإطالة عمر المنتجات في جميع عملياتها. وبحلول العام 2028، تهدف المجموعة إلى إعادة استخدام أو تدوير 75% من معدات الشبكة، وتوفير الأجهزة المجددة، فضلاً عن اعادة استخدام 50% من المخلفات الخاصة بها والحد من النفايات الإلكترونية بنسبة 20%. وتهدف “إي آند” من خلال الاستثمار في هذه المبادرات إلى التحرك نحو تأثير إيجابي على الطبيعة.
معالجة انبعاثات النطاق 3.. انبعاثات “المرحلة الأخيرة”
غالباً ما تكون انبعاثات النطاق 3، الناجمة عن سلسلة الإمداد والاستثمارات واستخدام المنتجات المباعة، الأكثر صعوبة من حيث القياس والإدارة، وهو ما تدركه “إي آند” وتتخذ بشأنه إجراءات حاسمة لتحديد انبعاثات النطاق 3 والحد منها، باعتبارها تشكل الجزء الأكبر حالياً من بصمة الكربون الخاصة بها.
وأدرجت “إي آند” عناصر الاستدامة في مدونة قواعد سلوك الموردين ودليل المشتريات، من خلال استراتيجية المشتريات المسؤولة الخاصة بها “حياة المشاريع”. وتركز المجموعة اليوم على تحسين جودة بيانات النطاق 3 لدعم عمليات اتخاذ القرار ودمج الاعتبارات المناخية في استراتيجيات الاستثمار الخاصة بها وعلاقاتها مع الموردين.
الابتكار المستدام وإدارة البيانات
لتعزيز الشفافية وتتبع التقدم المحرز، تعمل “إي آند” على تعزيز عمليات إدارة البيانات من خلال استخدام أداة رقمية جديدة لتسهيل عملية تتبع الانبعاثات في المجموعة بأكملها. وتلتزم المجموعة باعتماد الضمان الخارجي والتأكد من دقة بيانات الاستدامة وموثوقيتها وتحديثها باستمرار.
وقال أندرو دونيت، نائب الرئيس الأول للاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في “إي آند”: «تؤكد خطتنا للعمل المناخي التزامنا الواضح بالحد من الانبعاثات وقيادة الممارسات المستدامة.
ولضمان التنفيذ الفعال، سنعمل على تعزيز عمليات إدارة البيانات لدينا، بما في ذلك الضمان الخارجي وتوفير أداة رقمية جديدة لتسهيل تتبع الانبعاثات في مجموعة “إي آند” بأكملها، ليس فقط في الأسواق التي نعمل بها وإنما في مختلف أنحاء سلسلة القيمة لدينا.
ومع استمرارنا في تتبع التقدم المحرز والإبلاغ عنه، فإننا على ثقة من أن أدواتنا الرقمية وعمليات إدارة البيانات لدينا ستعزز قدرتنا على تحقيق هذه الأهداف الطموحة، التزاماً بما قدمناه من وعود.»
الخطوات القادمة والمساءلة
وضعت مجموعة “إي آند” خطتها للعمل المناخي لضمان الشفافية والمساءلة، وذلك بالاستناد إلى إطار الإفصاح الخاص بفريق عمل خطة التحول في المملكة المتحدة.
وسيتم تحديث خطة العمل المناخي دورياً، مع إجراء مراجعة شاملة في العام 2026. كما ستواصل “إي آند” أيضاً الإبلاغ عن التقدم الذي تحرزه من خلال تقريرها السنوي المتكامل وإفصاحات مشروع الكشف عن الكربون.
وستدرج المجموعة كذلك عمليات الاستحواذ الجديدة، مثل الحصة المسيطرة في مجموعة “PPF تيليكوم”، في خطة العمل المناخي المحدثة بعد إجراء دراسة مرجعية منقحة في العام 2025.