خديجة البدويهي: Skolera وPraxiLabs تعملان في مجالات التعليم بـ16 دولة.. وهذه أكثر التحديات التي واجهتنا
يواجه أي رائد أعمال العديد من التحديات، وإذا امتلك الحماس والشغف والقدرة على الإدارة، يستطيع أن يكتب قصة نجاح ريادية، مثل القصة التي كتبتها رائدة الأعمال خديجة البدويهي، مؤسسة شركتي Skolera وPraxiLabs، وقد أصبحت البدويهي رائدة في مجال تكنولوجيا التعليم، ومن خلالهما حصدت العديد من الجوائز، ومنها جائزة” Rising Star” و” Great User Experience”، بجانب حصولها على المركز الأول في مسابقة أبطال الأعمال بإفريقيا 2021، ولم يكن هذا المشوار سهلا، فقد واجهت بعض الصعوبات، وفي نفس الوقت امتلكت العوامل التي تساعدها على النجاح.
وتحاور“FollowICT” رائدة الأعمال خديجة البدويهي، للتحدث عن مشوارها وما تقدمه من خلال شركتيها، وخططها خلال الفترة القادمة.
كيف استطعت دمج الخبرة العلمية مع ريادة الأعمال؟
ركزت أسرتي على المجال الأكاديمي بالجامعة، ولذلك كبرت على ذلك، ومنذ التحاقي بالجامعة وأحب أن أعلم الآخرين، وكان كل هدفي أن أكون معيدة ثم دكتورة، وكنت الأولى على الدفعة، ولكن تفكيري في البيزنس بدأ منذ أن كنت في الإعدادية، فقد تفرغ والدي للبيزنس، وكان لديه شركة متخصصة في تكنولوجيا التعليم، وساعدت العديد من المدارس والجامعات بهارد وير تعليمي، وكنت أتواجد في الشركة بعد المدرسة، وأشاهد والدي أثناء عمله، وأتعلم كيف يقنع العملاء ويكسبهم وكيف يبيع لهم، كل ذلك بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي جعل لديّ خبرة في الإدارة، ثم سافرت إلى الخارج للحصول على الدكتوراه وحصلت عليها في سن صغيرة، حيث كان لديّ 22 عاما.
وما الذي اكتسبته من دراستك بالخارج؟
عملت مع خبرات وخصوصا في إنجلترا، وغيّر وجودي بالجامعات بالخارج من طريقة تفكيري، فكنت أتعلم الكتابة بطريقة منظمة، وهذا يؤدي إلى التفكير بطريقة منظمة، ولكن أرى أن من يريد أن يكمل في المشروعات والبيزنس لا يأخذ وقتا كبيرا في المجال الأكاديمي.
هل معنى ذلك أنه لو عاد بك الزمن لما درست بالخارج؟
أظن أني كنت سأستكمل دراستي ولكن في وقت أقل، فقد درست 4 سنوات، وكان يمكن اختصارها بشيء أصغر.
ومتى بدأت التفكير في إطلاق شركة ناشئة؟
فكرة Skolera و PraxiLabsجاءتا في نفس التوقيت، فأثناء دراستي بالخارج أو بعد عودتي كان تفكيري هل سأكمل في المجال الأكاديمي أم لا، وكنت أريد أن أشعر بأني أؤثر على أحد، فعندما كنت أدرّس في الكلية لم أشعر بالتأثير الكبير، كان التأثير على عدد قليل من الطلاب، فشعرت بأني أريد عمل تأثير أكبر، وأن ذلك يمكن من خلال التعليم، وكنت أبحث عن التطبيقات المؤثرة في التعليم، فلم يكن لدينا تطبيقات في هذا المجال، وبالخارج أصبح التعليم Online، والامتحانات يتم تصحيحها Online، فشعرت أن هناك أهمية كبيرة للتعليم الالكتروني، ولذلك كانت البداية Skolera، والتي تقدم نظام إدارة التعلم الالكتروني.
ولماذا فكرت في فكرة PraxiLabs؟
من الصعب أن يتخصص طالب في العلوم أو الصيدلة أو الطب بدون عمل تجارب بيديه، بسبب أن التجهيزات الخاصة بالمعامل مكلفة، فقد ذهبت إلى جامعة عين شمس ورأيت أن كل 5 طلاب يقفون على جهاز واحد، وكنت أفكر في حل لهذه المشكلة من خلال التكنولوجيا، ووجدت أنه ليس هناك شركات كثيرة تقدم فكرة المعامل الافتراضية في المنطقة، ولذلك فكرت في PraxiLabs.
ألم يكن لديك قلق من فكرة نجاح شركة ناشئة متخصصة في العلوم؟
بالتأكيد كان هناك تخوف، ولكن من الأشياء التي تعلمتها من والدي أنك عندما يكون لديك فكرة وتريد أن تثبتها لا تصرف عليها أموال كثيرة، فحاول أن تبدأ بأقل تكلفة لكي تثبت الفكرة وأهميتها، فكنا نجرب الفكرة في 2016، لنرى إذا كنا سنجد من يشتريها أم لا، وفي 2017 بدأنا نبيع، وكان معنى ذلك أن الفكرة لديها القدرة على الاستمرار، طالما أن العميل وافق يشتريها، وبدأنا نغير ونقدم النسخة الحقيقية بعد المرحلة التجريبية.
ولأي مدى حققت المعامل الافتراضية النجاح؟
بدأنا فعليا في 2019، لأن التجربة الأولى أثبتناها، واستمررنا عامين نبحث ونحصل على ردود الفعل، وكانت البداية الحقيقية في 2019، وكل شيء تغير بالمنصة، وفي 2020 جاءت جائحة كورونا، وكنا في تلك المرحلة نحاول إقناع العملاء، وكان لدينا عملاء في مصر والسعودية، ونريد الخروج للعالم كله، ولكن عندما جاءت الجائحة كان العملاء يأتوننا من جامعات بالعالم كله، وعملنا مع 16 دولة، ولدينا عملاء في آسيا وأوروبا وأمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط، وفي ذلك الوقت فتحنا التجارب مجانا للعالم كله، وجاءتنا ردود فعل إيجابية، واكتشفنا أن جامعات بأمريكا وإنجلترا وغيرهما يضعون PraxiLabs ضمن المصادر التي يقدمونها للطلاب للاعتماد عليها في دراستهم، وكان عندنا 16 عميلا، ووصلنا إلى أكثر من 25 جامعة، وعملنا العام الماضي مع وزارة التربية والتعليم في الإمارات، وبدأ يحدث نمو، بجانب الفوز في العديد من المسابقات، وأصبحنا موجودين بفرع في أمريكا، ونستعد لفتح فرع آخر في دبي، ونقوم بتجهيزات في إنجلترا.
حصلت على العديد من الجوائز..لأي مدى كانت دافعة لك؟
لا أشارك في المسابقات لمجرد الفوز بجائزة، ولكن تلك الجوائز لها العديد من الفوائد، أهمها التأثير والتسويق، فالناس تتحدث عنا بمشاركتنا في هذه المسابقات، وهذا يساعد التسويق لدينا، بجانب الحصول على الأموال، فقد حصلنا على 300 ألف دولار من الفوز بجائزة أحسن شركة ناشئة في إفريقيا، وهذا يعادل جولة استثمارية لبعض الشركات، بجانب أن المشاركة في تلك المسابقات تعرفنا على الكثير من الشخصيات وتعطينا الخبرة.
وما هي أكبر التحديات التي واجهتيها وتغلبت عليها؟
أكبر تحد هو أن المستثمرين لا يضعون أموالهم في مجال التعليم بشكل كبير، لأن المستثمر يقارننا بشركات في مجالات أخرى مربحة، وهذا واجهناه لفترة طويلة، وصرفنا على أنفسنا، والحمد لله عملنا وحققنا النمو، والتحدي الآخر هو إقناع الناس بالتكنولوجيا والتعليم Online، فقبل الكورونا واجهنا مشكلة في ذلك بالشركتين، فكثيرون مازالوا متمسكين بعمل أي شيء بأيديهم، ولكن الحمد لله الأمور تحسنت، والجامعات أصبحت على دراية بما نقوم به.
ما الذي تعتمدين عليه في خطواتك نحو النجاح؟
أولا الحماس، فلو لم يكن لديك حماس لما تفعله فلن تكمل، ويجب أن يكون هناك شغف بالفكرة حتى يكون هناك تحمل للصعوبات التي نواجهها، هذا بجانب أنه من الخطأ التمسك بالرأي الشخصي بدون الالتفات لأراء الآخرين، فعلى رائد الأعمال أن يكون لديه الثقة في نفسه وقدراته، وفي نفس الوقت يكون منفتحا على آراء الآخرين، ويستمع لمن حوله، ومن عوامل النجاح أيضا اختيار الفريق، فربنا أكرمني في ذلك بالشركتين، فدائما في اختياري لفريق العمل أركز على أن نكون متوافقين وندرك الرؤية التي نعمل عليها، فهناك مطورون يعملون معي منذ 5 سنوات، وهذا لأنهم مقتنعون بالفكرة والرؤية، ولا أتعامل معهم على أن مديرتهم، ولكن نتعامل كأسرة.
هل لديك أفكار ريادية أخرى تريدين تنفيذها؟
دائما لديّ أفكار، ومقتنعة بأهمية العمل على نمو شركتي Skolera وPraxiLab، وبعدها ألتفت لأفكار أخرى، ولكن دائما تفكيري يذهب إلى التعليم، بالرغم من أنها صناعة صعبة، ولكنه أهم شيء.
وما الذي تريدين الوصول إليه؟
أتمنى أن يكون لنا أثرا، وأشعر بأن هناك من استفاد وتعلم مما نقدمه، فدائما أسمع جملة من البعض أنهم استفادوا، فأتمنى أن أسمع ذلك من ملايين الناس، وأتمنى أن نساعد من يريد تعلم العلوم على تحقيق أحلامه.