خالد فوزي: «فورتينت» تصمم حلول أمن سيبرانى مزودة بالذكاء الاصطناعي.. ولدينا أكثر من 700 موزع لخدماتنا في مصر
أصبح الأمن السيبراني توجه عالمي ضروري لحماية مكتسبات كافة الاقتصادات العالمية القائمة على التكنولوجيا في هذا التوقيت، فقد تجاوزت القيمة السوقيه لهذا القطاع أكثر من 200 مليار دولار، مع توقعات وصول تلك القيمة إلى أكثر من 500 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، وفقا للمهندس خالد فوزي، مدير عام شركة فورتينت بمصر وليبيا والسودان.
أشار فوزي في حديث مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، إلى أن شركته تسعى إلى تطوير العديد من حلول الأمن السيبراني، وتوجهت لاستغلال الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين عمليات الأمن السيبراني في العديد من القطاعات التي تقدم الشركة إليها خدماتها، كالقطاع المالي والحكومي والطاقة وغيرها من المجالات الاستراتيجية
وأشار إلى أن الشركة تركز على تقديم قيمة مضافة حقيقية لعملاءها عبر تقديم حلول نوعية لكافة مستويات الشركات بدءا من الصغيرة وحتي العلامات التجارية الكبرى منوها إلى أن الشركة تدرس احتياجات السوق والتحديات وبناءً عليه تقدم الحلول الخاصة بها، التي تناسب كل أنواع العملاء على مستوى المتطلبات وأيضا الأسعار بما يضمن تعزيز شراكاتها وتوفير الحلول اللازمة لكافة التحديات على مستوى تأمين الأعمال
ما هو تقييمك لوضع الأمن السيبراني وما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في الدول التي تعمل بها Fortinet؟
نحن نعيش في عالم رقمي والاعتماد على التكنولوجيا أصبح أكثر من أي وقت مضى، فالتكنولوجيا أصبحت تتدخل في كل المجالات، فمثلا جهاز الموبايل أصبح يحمل تطبيقات البنك والمكتب والترفيه وغيرها، فقد أصبحت التكنولوجيا عنصرا رئيسيا في حياتنا، وأي مؤسسة تقدم خدمة أو منتج يجب أن تتوجه للعالم الرقمي، وهذا يؤدي إلى نمو واستدامة المجتمعات، وفي نفس الوقت يؤدي إلى زيادة تحديات الأمن السيبراني، ومواجهة تحديات تشمل خسارة معلومات أو بيانات شخصية، أو خسارة الأموال أو السمعة، ورأينا انفجارات في مصانع ومشاكل كبيرة حدثت نتيجة ثغرات أمنية، وهذا هو التحدي الخاص بالأمن السيبراني في دول العالم، ولدينا في مصر رؤية 2030 وتشمل التحول الرقمي وكلنا نستفيد منه، والخدمات الرقمية أصبحت موجودة في كل شيء مثل خدمات البنوك والخدمات الحكومية، وبالتالي الأمن السيبراني أصبح ملف مهم لكل الشركات والحكومات وأصبح له ميزانية كبيرة، والناس كلها معرضة أو تعرضت لهجمات سيبرانية.
أصبح هناك توترات في العالم كله سواء سياسية أو اقتصادية.. فكيف أثرت على جاهزية الأمن السيبراني وهل لمست أي تغيرات ناتجة عن تلك التوترات؟
كلما زاد الاعتماد على التكنولوجيا كلما زاد الاحتياج إلى الأمن السيبراني، فالأمن السيبراني عنصر أساسي في الأمن القومي لأي دولة، فهناك الحرب إلكترونية والتجسس السيبراني، والجزء السلبي هو أن التأثير على اقتصاد بعض الدول أدى إلى انخفاض الميزانية المخصصة للأمن السيبراني، ولكن الموضوع ليس تكنولوجيا فقط، فالأمن السيبراني في أي جهة يعتمد على الأفراد والعمليات والتكنولوجيا، والثلاثة يجب أن يكونوا جاهزين لصد أي ثغرات أمنية.
مع كل تحد هناك فرصة فهل فورتينت بدأت تعمل على تقديم حلول وخدمات جديدة؟
نحن نقدم حلولنا لتغطية كل قطاعات السوق، ونحن من الشركات القليلة في العالم التي تستطيع تقديم ذلك، فنحن نستطيع تقديم حلول لشركة صغيرة أو كبيرة، وبالنسبة للجزء الاقتصادي فنحن لدينا المرونة لتقديم حلول تناسب الميزانيات المختلفة للعملاء، وأرى أن هذا من الأسباب الرئيسية لنجاح فورتينت، وحاليا هناك توجه إلى الاعتماد على السحابة في تقديم الخدمات، ونحن نقدم حل FortiSASE، والذي يقدم تكاملا بين حلول SD-WAN وحلول التأمين عن طريق الشبكات السحابية، فنحن كشركة ندرس احتياجات السوق والتحديات وبناءً عليه نقدم الحلول الخاصة بنا، ونقدم حلول رئيسية أخرى، منها مراكز عمليات الأمن السيبراني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وكلها تغطي احتياجات السوق، وهو سوق كبير تقترب قيمته من 300 مليار دولار، وهناك مرونة لتقديم حلول لكل الأنواع من الشركات كحلول وأسعار.
أغلب الشركات العاملة بالأسواق هي شركات صغيرة ومتوسطة.. فما هو توجه الشركة لدعم تلك الشركات لتستعد لمواجهة أي أخطار سيبرانية؟
لدينا 3 محاور رئيسية للأمن السيبراني، الأفراد والعمليات والتكنولوجيا، فنحن نقدم العديد من الحلول للشركات، فنحن نستطيع تقديم حل سهل الإدارة ومن مكان واحد يحقق للعملاء متطلبات الأمن السيبراني، والجزء الخاص بالأفراد هو التعليم، فنحن لدينا شراكات استراتيجية مع وزارة الاتصالات ونعمل مع الأكاديمية العربية والعديد من الشركاء لتقديم خدمات Fortinet Security Academy، ونساعد ونعلم السوق المصري ونقدم الوعي بالأمن السيبراني، وكثير من المهندسين المصريين يحصلون على شهادات يستطيعون المنافسة بها في السوق المحلي أو العالمي، وهذا يساعد علي خلق فرص العمل، فنحن عنصر رئيسي في التعليم.
هل هناك أرقام لعدد المتدربين والحاصلين على شهادات معتمدة من الأكاديمية داخل مصر؟
عن طريق أكاديمية فورتينت للأمن السيبراني يحصل آلاف المهندسين المصريين على التدريب الاحترافي كل عام. ففي العام الماضي وعن طريق أحد أكبر شركائنا حصل أكثر من 3 آلاف مهندس على مستوى الأساسي من التدريب، وأكثر من 400 مهندس حصلوا على المستوى الاحترافي، فهذا عدد كبير يوضح حجم الاستثمار في هذا المجال، وهذا التدريب مجاني، فلدينا أعداد كبيرة تتعلم وتتدرب كل عام، وهذا يساعدنا ليكون لدينا مهندسين لديهم وعي بالأمن السيبراني والخبرة للتعامل مع الشبكات وتأمينها.
وكيف تتعامل الشركة مع تطور الذكاء الاصطناعي؟
فورتينت وضعت استثمارا كبيرا في هذا المجال، وخصوصا أن تهديدات الأمن السيبراني أصبحت تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، مما جعل التهديدات أكثر تطورا وتعقيدا.
تقدم فورتينت الآن FortiAI وهو مساعد ذكاء اصطناعي فريد من نوعه يستخدم GenAI لتعزيز وتطوير ودعم مراكز عمليات الأمن السيبراني وفعالية محللي الأمن على جميع المستويات. وتعمل فورتينت بشكل مستمر على تطوير نتائج GenAI وتحسينها باستخدام أحدث معلومات التهديد ومعرفة تفاصيل الشبكات وحالات الاستخدام، تقدم FortiAI للمستخدم تجربة غنية وتوفر نتائج دقيقة وفعالة.. يعد FortiAI إحدى الميزات المتكاملة لـحلول FortiAnalyzer وFortiSIEM وFortiSOAR.
ماذا عن انتشار الشركة في السوق المصري في الفترة الأخيرة وهل هناك استثمارات أو قطاعات مستهدفة؟
أحد العوامل الرئيسية لنجاح الشركة أننا نستطيع تغطية كل القطاعات باختلاف حجمها، وهذا يشير إلى أي مدى تهتم مصر بالأمن السيبراني والاستثمار فيه، ونحن نعتمد علي عنصرين رئيسين، الوكلاء، حيث إن عدد الوكلاء يزيد وهذا هدف بالنسبة لنا، فمهم جدا زيادة عدد الوكلاء والعمل معهم على تحسين جودة الخدمة المقدمة للسوق المصري، ولذلك يتبع زيادة عددهم الاستثمار في تدريبهم لكي يكونوا على دراية بحلولنا وتشغيلها، لأننا مهما قمنا بالتوظيف فلن نستطيع تغطية كل العملاء في مصر، ونحتاج دائما إلى أن تكون تجربة العملاء مع الشركة أفضل شيء، ولكي نتوسع ففكرة تعيين وكلاء قادرين على تقديم منتجات وخدمات الشركة بشكل محترم أمر مهم، فهذا استثمار مهم نقوم به، وهناك توسع مهم في التعليم، ونزيد من عدد شركاء التعليم لدينا باستمرار، وهناك شراكات مع جهات كبيرة تغطي أعداد كبيرة من المتدربين، وكل سنة نزيد من الشركاء ونهتم بجودة البرنامج التدريبي، وهناك جزء مهم له علاقة بزيادة الوعي بالأمن السيبراني، وهذا نعمل عليه مع العديد من الشركاء، مثل التواجد في الفعاليات المختلفة، وهذا يساعدنا في النهاية أن نقدم خدمة عملاء محترمة في السوق المصري، وأصبح لدينا أكثر من 700 موزع لخدماتنا في مصر.
وما هي أبرز القطاعات التي تتعاون معها الشركة؟
من القطاعات التي تستثمر بشكل كبير في الأمن السيبراني القطاع المالي، فلديه معايير دولية يجب أن يمتثل لها، فخدمات الشمول المالي إذا افتقدت إلى الثقة الرقمية فلن يستطيع أحد تقديمها، فالأمن السيبراني عنصر رئيسي في القطاع المالي سواء البنوك أو شركات التكنولوجيا المالية، والقطاع الحكومي أيضا، فالحكومة تخوض رحلة التحول الرقمي، ولا يوجد مشروع تحول رقمي حكومي كبير أو صغير إلا وبه جزء كبير عن التأمين، وقطاع البترول أيضا، والجامعات الآن تستثمر في التكنولوجيا، وشركات الاتصالات، فكل القطاعات أصبحت تستثمر في الأمن السيبراني بناءً على حجم السوق والرؤية الخاصة بها، فالاهتمام أصبح كبيرا لأن الخسارة من عدم الامتثال لقواعد الأمن السيبراني كبيرة، فيمكن أن تخسر المال أو السمعة أو عدم القدرة على تقديم الخدمة.
وما هو تقييمك لمدى وجود وعي كاف بالأمن السيبراني بالمنطقة وتحديدا في مصر وما هو دور فورتينت في ذلك؟
كثير من الشركات و المؤسسات الكبيرة تهتم بزيادة وعي الموظفين، ولكن على مستوى الأفراد نرى أن هناك من يخسر أمواله، وأصبح هناك حملات كبيرة في القنوات الفضائية عن عدم الإفصاح عن بيانات شخصية ، فهناك أنشطة مختلفة لأن للأسف الخسائر أصبحت كبيرة، ويوجد الآن اهتمام كبير في مصر بزيادة الوعي و توضيح مخاطر الامن السيبراني. وفورتينت لديها شبكة كبيرة من الوكلاء تساعدها في نشر هذا الوعي كما نشارك في ندوات وفعاليات من أكبر الفعاليات، ونحاول أن نشرح للناس أحدث التحديات و التوجهات في الأمن السيبراني ، بجانب اكاديمية فورتينت للأمن السيبراني، فنحن لا نعمل مع الجهات التعليمية فقط ولكن نشرح أيضا للناس مخاطر الأمن السيبراني وما هي المشاكل والتحديات وكيف يتفادى كل فرد تلك المشاكل، فكل عام نقوم بذلك عبر قنوات مختلفة، ونقوم بما نستطيع فعله، فأوقات توجهنا إلى الجامعات لنتحدث عن الأمن السيبراني والتحديات، ولكن في النهاية نحن جزء من منظومة كبيرة وهناك جهات أخرى بدأت تقوم بنشر الوعي، وإن شاء الله الأمور تتحسن الفترة القادمة بسبب الاهتمام الملحوظ في السنوات الأخيرة.
هل هناك أمثلة لأبرز الهجمات السيبرانية التي حدثت خلال الفترة الأخيرة وفورتينت كان لها دورا للحد من انتشار الهجوم؟
نحن لدينا فريق البحث والتطوير FortiGuard موجود في أماكن مختلفة من العالم، ويعتمدون على أدوات مختلفة بجانب الذكاء الاصطناعي، ولدينا مراكز حلول الأمن السيبراني والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولذلك تقوم بمراقبة الشبكات وكشف الثغرات الأمنية بطريقة استباقية وتساعد في رصد و صد الهجمات السيبرانية بشكل تلقائي، وأي هجوم يحدث نكون على دراية به، وبالتالي نساعد المؤسسات المختلفة على سد الثغرات الأمنية وتقليل الاختراق والحماية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.