أثبتت شركة سامسونج للإلكترونيات بعد نظرها عندما أطلقت مجمعها الصناعي بمحافظة بني سويف جنوب مصر قبل 9 سنوات، في استجابة سريعة لخطة الدولة المصرية لتوطين صناعة التكنولوجيا في مصر.
يضم مجمع سامسونج الصناعي في مصر مصنعا لشاشات التلفزيون وآخر لتصنيع الأجهزة اللوحية (تابلت)، والأخير منوط به تصنيع تابلت وزراة التربية والتعليم، بعد فوز سامسونج بعقد توريد أجهزة التابلت لمنظومة التعليم الجديدة في مصر من بين 64 شركة منافسة.
ويتفرد مصنع سامسونج للشاشات بتصنيع أجزاء ومكونات شاشات التلفزيون بدلا من استيرادها والاقتصار على تجميعها، وهو إنجاز مهم لتوطين التكنولوجيا في مصر، كما يدر عملة صعبة بفضل تصديرها لنحو 90% من إنتاجه.
التقت Follow ICT ، بوابة الاقتصاد الرقمي، محمد عصمت، رئيس قطاع التلفزيون بشركة سامسونج مصر للإلكترونيات، للحديث عن أحدث ابتكارات شاشات سامسونج، تزامنا مع عودته من المشاركة في معرض إيفا برلين 2022، أحد أقدم وأكبر معارض الإلكترونيات في العالم.
ما هي أحدث التطورات في مجمع سامسونج الصناعي ببني سويف خلال السنوات الأخيرة؟
منذ إنشاء سامسونج لمجمعها الصناعي في مصر بمحافظة بني سويف، قبل 9 سنوات تقريبا، والمجمع في تطور وتوسع مستمر، وينعكس هذا التوسع على الزيادة في أرقام توزيع شاشات سامسونج بالسوق المصرية، وكذلك زيادة الحصيلة التصديرية من شاشات سامسونج.
تنتج سامسونج مصر حاليا 5 مليون شاشة تلفزيون سنويا، يتم تصدير 90% منها تقريبا إلى 58 دولة، فمجمع سامسونج الصناعي في مصر هو الصرح الأهم لها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو يعمل بأحدث التقنيات التي يعمل بها 14 مصنعا لشاشات سامسونج في العالم، لذلك يجب أن يفخر المستهلك المصري بأنه يملك الآن شاشة من سامسونج بأحدث المواصفات التقنية وبجودة تصنيع بالمقاييس العالمية.
كيف تعاملت سامسونج مصر مؤخرا مع الاضطرابات الاقتصادية العالمية ومشكلات سلاسل التوريد؟
ضخت سامسونج خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو 82 مليون دولار من الاستثمارات في مجمعها الصناعي في مصر، ما يعكس رؤية سامسونج الواضحة وثقتها في الفرص الواعدة بالمنطقة ومصر بالرغم من أي أزمات طارئة، وقد ساعدت هذه الاستثمارات على تخفيف وطأة هذه الاضطرابات.
ولدى سامسونج للإلكترونيات سياسة تجاه مجمعاتها الصناعية في العالم، فهي تستمر في ضخ الاستثمارات والتوسع للتحول بها إلى مدينة صناعية وتكنولوجية تحمل اسمها، على غرار “مدينة سامسونج الرقمية” Samsung Digital City في بلدها الأم كوريا الجنوبية، لذا نأمل أن يحدث ذلك يوما ما في مصر، ليتم تصنيع جميع منتجات سامسونج فيها.
كم عدد العمالة والموظفين في المجمع الصناعي لسامسونج مصر، سواء من المصريين والكوريين؟
عدد العمالة المباشرة في مصنع سامسونج مصر حوالي 2,500 عامل، والتي تضم فئات العمال والفنيين والمهندسين، أما العمالة غير المباشرة فتصل إلى أكثر من 3 آلاف شخص، والنسبة الأكبر من بين عمال سامسونج مصر من المصريين.
كيف تتم عملية انتقال الخبرة التكنولوجية من الكوريين إلى المصريين؟
تنقل سامسونج خبرتها التكنولوجية العالمية إلى مصنعها في بني سويف بطريقتين، الأولى عبر إرسال المهندسين والفنيين المصريين لبعض الدول للتدريب الفني بها على أحدث التقنيات، مثل كوريا الجنوبية والمجر وروسيا، والثانية بحضور الخبراء من الخارج إلى مصر لتدريب كوادرنا بالمصنع.
شاركت سامسونج مؤخرا في معرض إيفا برلين 2022، فما هي التقنيات الجديدة التي تميزها عن منافسيها؟
تشرفنا في سامسونج بالمشاركة في معرض إيفا برلين 2022، وهو واحد من أقدم وأكبر المعارض الصناعية في العالم، وكانت مشاركتنا مميزة بقدر تميزنا كالشركة رقم 1 عالميا في صناعة شاشات التلفزيون طوال 16 عام تقريبا، ولا زلنا.
تتبنى سامسونج توجها بضرورة تقديم أفضل جهاز تلفزيون في العالم، بمعنى أفضل صورة وأفضل صوت، وقد عرضنا خلال مشاركتنا أحدث إصداراتنا بتقنية QLED 8k ، لنقدم لعملاء سامسونج الأداء الأفضل والفائق في عرض الصورة.
وتطرح سامسونج شاشات 8K في مصر في الوقت نفسه التي تطرحها في السوق العالمي، فخلال الفترة القليلة المقبلة، سيتم طرح الكثير من المحتوى الترفيهي والرياضي المصور بتقنية 8K، ونرصد في سامسونج زيادة كبيرة ومتضاعفة في الطلب على هذا النوع من الشاشات الفائقة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
النقطة المهمة للغاية هي أن سامسونج تعيد تعريف التلفزيون، عبر تقديم حلول مبتكرة وغير معتادة للصوتيات والمرئيات، والذي نطلق عليه سامسونج لايف ستايل Lifestyle.
ضمن فئة سامسونج لايف ستايل، بدأنا بشاشات فريم Frame في 2019، والتي قدمت إطارا خارجيا قابلا للتخصيص ليناسب ديكور المنزل، ويتحول تلفزيون سامسونج “فريم” إلى لوحة فنية عند إيقاف تشغيله، ويمكنه عرض أكثر من 1400 صورة، إضافة إلى تطوير الشاشة، فأصبحت لا تعكس الإضاءة المحيطة، وأصبحت الشاشة أكثر وضوحا ودقة في عرض الألوان، ما انعكس على معدلات البيع ورضا المستهلكين.
دمجنا أيضا خاصية مستشعرات الإضاءة، والتي قدمتها سامسونج في هواتفها الذكية، فأصبحت الشاشات قادرة على التعديل التلقائي للإضاءة والوضوح بحسب الإضاءة في محيطها.
تواصلت طفرات سامسونج في أجهزة العرض المرئية، فقدمنا شاشات “فري ستايل” Freestyle، وقد عرضناها خلال مشاركتنا في معرض إيفا برلين، وهو أول الحلول التي تدمج بين التلفزيون الذكي والبروجيكتور، بذلك يمكنك الانتقال والحركة إلى أي مكان لعرض المحتوى الذي تريد مشاهدته دون تأثر جودة ودقة العرض، وباستخدام جهاز محمول دون الاضطرار لنقل شاشة التلفزيون نفسها، وهو يقدم نفس ميزات التلفزيون الذكي، مثل خدمات مشاهدة الفيديو المدفوعة.
هناك أيضا جهاز العرض الليزري “بريميير”، وهو يقدم صورة بحجم 130 بوصة، بدقة UHD 4K، مع تفاصيل واضحة حتى في الإضاءة القوية، وجودة سينمائية حقيقة، وحقق الجهاز إقبالا كبيرا في السوق المصري.
ما هي الميزة التنافسية التي تقدمها سامسونج في السوق المصري أمام منافسيها؟
أعتقد أن أهم ميزة لدى سامسونج، والسبب في تحقيقها للريادة طوال 16 عام في شاشات التلفزيون، هو السبق الذي تحافظ عليه في تقديم تقنيات ومنتجات جديدة، وخلق سوق جديد أمام عملائنا، في الوقت الذي يحاول فيه الآخرون اللحاق بنا.
وما هي حصة السوق أو نسبة مبيعات سامسونج من السوق المصري؟
مبيعات شاشات سامسونج في مصر هي رقم 1، ويختلف تقدير حصتنا السوقية بين أكثر من تقرير لشركات بحوث التسويق في مصر.
في أي فئة سعرية لشاشات سامسونج تتركز القوة الشرائية للمصريين؟
خلال السنوات الثلاث الماضية، لاحظنا نموا في القوة الشرائية للمصريين تجاه التقنيات الأحدث والحجم الأكبر للشاشات، ومن خلال ملاحظة حجم المبيعات شهريا، لاحظنا تحولا في الطلب من 32 إلى 43 بوصة، ومن 43 إلى 50 بوصة، ومن 50 إلى 55 بوصة، بل بدأ ظهور الإقبال على 65 و75 بوصة بنسبة كبيرة.
هذا التحول يظهر أيضا على المستوى التقني، فقد تحول الإقبال إلى UHD أكثر من FHD ، بالإضافة إلى الإقبال على شاشات 4K، كما تضاعف الإقبال على شاشات QLED لنحو 3 أضعاف عن العام الماضي.
هل تأثرت مبيعات شاشات سامسونج بانخفاض القوة الشرائية الحالية للمصريين؟
نحن نقدم حلول للأجهزة المرئية، وليس مجرد تلفزيون بمفهومه التقليدي، لذلك إذا قدمت للعميل حلولا لاحتياج لديه، مع ميزة تنافسية سعرية يمكن تحقيقها بفضل تصنيعنا للمنتج في مصر، فيمكنك تقليل تأثير أي انخفاض طاريء في القوة الشرائية.
هل يوجد فارق تسعير كبير بين شاشات سامسونج وشاشات المنافسين الآخرين؟
في فئة الشاشات مقاس 43 و50 بوصة، فإن أسعارنا قريبة للغاية من المنافسين، أقول قريبة لأن السعر يتفاوت ما بيننا بنسبة 2 أو 3% صعودا وهبوطا، لصالح سامسونج أحيانا ولصالح المنافسين في أحيان أخرى، ويحكم ذلك عدة مؤثرات.
لكن، من وجهة نظر أخرى، نحن في سامسونج نقدم لك أفضل سعر للخدمة التي أقدمها للعميل، والتي تشمل حجم التكنولوجيا والبحوث والتطوير في الشاشة، وخدمات ما بعد البيع، لأننا ننظر لعلاقتنا مع العميل على أنها علاقة طويلة الأجل، وليست علاقة مؤقتة تنتهي بالشراء والدفع!
ينقلنا هذا إلى خدمات ما بعد البيع، ما الذي تقدمه سامسونج لعملاء شاشاتها؟
لدينا خدمة تواصل للضمان والصيانة طوال الأسبوع 24/7 عبر تطبيق واتساب، ويقوم متخصصو الصيانة بعمل زيارات منزلية لفحص الشاشات، ولا نطالب العميل بإحضار الشاشة إلينا، وعند الحاجة لإجراء صيانة، نقوم باستلام الشاشة وإعادتها للعميل بعد الإصلاح في أقرب مركز صيانة دون تكلفة.
من خدمات ما بعد البيع، والتي تميزنا عن جميع منافسينا، خدمة الصيانة عن بعد، ونقوم من خلالها بالدخول إلى شاشات التلفزيون عن بعد، وإصلاح أي أعطال برمجية بها عن بعد.
هذه تفصيلات كثيرة تضمن سامسونج لك بها الاطمئنان الكامل على سلامة شاشتك عبر خدمة طويلة الأجل