نجح المعهد المصرفي المصري EBI -الذراع التدريبي للبنك المركزي المصري- في تحويل جائحة كورونا من تحدٍ إلى فرصة، حيث نجح المعهد في تقديم خدمات بأحدث تقنيات التعلم الرقمي في أعقاب انتشار الوباء، ليرتفع عدد المستفيدين من خدمات المعهد من 88.7 ألف مستفيد في العام المالي المنتهي في يونيو 2020 إلى أكثر من 152.5 ألف مستفيد في نهاية يونيو 2021 بنسبة نمو 71%.
ونظرًا للإنجازات الكبيرة التي حققها المعهد المصرفي المصري خلال العام المالي الماضي تحت إشراف وتوجيه البنك المركزي المصري، التقت «FollowICT» مع عبد العزيز نصير المدير التنفيذي للمعهد المصرفي المصري، لاستعراض أبرز إنجازات المعهد خلال الفترة الماضية واستراتيجية المعهد خلال الفترة المقبلة.
إلى نص الحوار…
في البداية، حدثنا عن أبرز إنجازات المعهد المصرفي خلال العام المالي 2020-2021؟
حقق المعهد هذا العام عدة إنجازات تدعم مركزه الريادي في المنطقة في مجال التعلم والتطوير والتدريب، تأكيداً على التزامه بتطوير وتدريب رأس المال البشري بالقطاع المصرفي والمالي، حيث بلغ عدد المستفيدين من برامج التعلم التفاعلي عن بُعد في عام 2020-2021 ما يزيد عن 24150 متدرب وأكثر من 70 ألف مستفيد من برامج التعلم الإلكتروني.
وكان تدشين المعهد لمنصته الإلكترونية عام 2018 بمثابة خطوة استباقية جعلتنا مستعدين لتقديم خدماتنا بأحدث تقنيات التعلم الرقمي في أعقاب انتشار جائحة كورونا.
وتمكّن المعهد المصرفي خلال العام الماضي من تحقيق نموًا في عدد المستفيدين من خدمات المعهد بنسبة 71%، ليرتفع عددهم من 88.7 ألف مستفيد في العام المالي 2019- 2020 إلى أكثر من 152.5 ألف مستفيد في نهاية يونيو الماضي.
وارتفع عدد المستفيدين من دورات التعليم الافتراضي من 2014 شخص في العام المالي 2019 – 2020 إلى أكثر من 24.1 ألف مستفيد في العام المالي 2020- 2021، بينما قفز عدد المستفيدين من التعليم الإلكتروني من 16 ألف في العام المالي 2019- 2020 إلى 71.7 ألف مستفيد في العام المالي الماضي بنسبة نمو 340%.
وفيما يخص البرامج الدولية، كم بلغ عدد هذه البرامج، وكم عدد المستفيدين؟
قدم المعهد 80 برنامجاً دولياً بطريقة التعلم الافتراضي بالتعاون مع كبرى المؤسسات المالية والتدريبية من مختلف أنحاء العالم بإجمالي عدد 1184 متدرب، مقارنة بنحو 627 متدرب خلال العام السابق عليه، حيث تم تقديم عدد من الموضوعات الجديدة التي تتناسب مع تداعيات جائحة كورونا وأثرها على القطاع المالي والمصرفي.
ماذا عن أبرز اتفاقيات المعهد مع الجهات والمؤسسات الخارجية خلال الفترة الماضية؟
في إطار استمرار جهود المعهد للتوسع في تقديم خدماته الإلكترونية، أبرم المعهد اتفاقية تعاون مع شركة Go1 إحدى الشركات الرائدة في مجال التعلم عن بُعد، حيث تتيح هذه الاتفاقية الوصول إلى أكثر من 80 ألف دورة تدريبية مقدمة من أشهر المؤسسات العالمية في مجال التعلم عن بُعد مثل Skillsoft و Thomson Reuters , وWall Street Prep وغيرهم، حيث تساهم هذه الشراكة في تسهيل العملية التدريبية وإتاحة جميع البرامج المتوفرة عبر منصة إلكترونية موحدة لموظفي القطاع المصرفي.
كما أطلق المعهد خلال العام المالي الماضي، منصة برنامج “التدريب من أجل التوظيف (TFE) والتي تم تطويرها لطرحها في نسختها الإلكترونية الجديدة والتي تهدف إلى سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل من خلال برنامج تدريبي متخصص لتطوير المهارات الفنية والشخصية للشباب لتأهيلهم للعمل في المجال المصرفي.
حدثنا عن دور المعهد المصرفي في القارة الإفريقية، وكم عدد المتدربين الأفارقة حتى الآن؟
استكمالا لدور المعهد المصرفي في دعم تطوير رأس المال البشري في القطاع المصرفي الأفريقي، نجح المعهد في تقديم خدماته التدريبية خلال العام المالي 2020/2021 لأكثر من 200 متدرب من العاملين بالقطاع المصرفي الأفريقي ليصل بذلك إجمالي عدد المستفيدين من خدمات المعهد لأكثر من 3500 متدرب من أكثر من 43 دولة أفريقية منذ إنشاء المعهد وحتى الآن.
ماذا عن خدمات التقييم التي يقدمها المعهد، وكم عدد الأشخاص الذين تم تقييمهم حتى الآن؟
تم تقييم ما يزيد عن 47500 شخص سواء بغرض التوظيف أو التطوير أو الترقية ليضاعف المعهد عدد المستفيدين من خدمات التقييم في العام المالي السابق، كما يقوم المعهد حاليا بتنفيذ خدمات التقييم عن بُعد.
وتم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة Mercer Mettl، لإتاحة خدمة جديدة مكملة لخدمات التقييم وهي خدمة المراقبة الآلية (Auto Proctoring) والتي تتم إلكترونياً عن بعد للمُمتَحنين من القطاع المصرفي، مما يسهل إجراء جميع الاختبارات تحت المراقبة بشكل آمن عبر الإنترنت من أي مكان وفي أي توقيت، كما تم إبرام شراكة أخرى مع شركة Spencer Stuart للخدمات الاستشارية وتطوير القيادات التنفيذية.
هل يقدم المعهد خدمات للشركات الناشئة ورواد الأعمال والتجار؟
بالتأكيد، فإن المعهد يولي اهتمامًا كبيرًا لرواد الأعمال وأصحاب المشروعات، حيث قمنا بإطلاق منصة افهم بيزنس، التي تم تطويرها بالتعاون مع مبادرة رواد النيل، الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) والاتحاد الأوروبي (EU) ، حيث تعتبر هذه المنصة متخصصة في تقديم الدعم الفني للمشروعات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال من خلال إتاحة المعلومات اللازمة، تبادل المعرفة والتواصل مع خبراء في مجالات المحاسبة، الاستشارات القانونية، الموارد البشرية، التسويق، التصدير والمشتريات الحكومية.
كما قام المعهد مؤخرًا بتقديم تدريب لنحو 1000 تاجر على استخدام أدوات الدفع الإلكترونية، وذلك من خلال التعاون مع شركة فيزا الرائدة في خدمات الدفع الإلكتروني، حيث يتم رصد التحديات التي تواجه التجار، وتوفير حلول لهذه التحديات من خلال الشركات الناشئة التكنولوجية.
وحيث أن دور المعهد لا يقتصر على التدريب فحسب، دائماً ما نعمل على نشر الوعي والمعرفة داخل القطاع المصرفي، وفي هذا الإطار، قامت إدارة البحوث والتوعية بالمعهد بإعداد دراسة – هي الأولى في مصر – حول مستقبل الجدارات والمهارات بالقطاع المصرفي المصري وتم عرضها على القائمين على إدارة الموارد البشرية بالقطاع المصرفي لمراجعة ممارسات التوظيف والتقييم لديهم، والتفكير الصحيح في كيفية دعم الجهود التي تستهدف تعزيز فاعلية الموارد البشرية وقدراتها، بالإضافة إلى إعداد منشور يتم إصداره شهرياً يغطي أحدث الاتجاهات المصرفية الدولية التي تؤثر على الصناعة، ويسلط الضوء على أفضل ممارسات المؤسسات الدولية في كل من هذه الاتجاهات.
هل يدعم المعهد الأفكار الابتكارية في القطاع المصرفي المصري؟
بالفعل، يهتم المعهد بالأفكار الابتكارية ويدعمها بشكل خاص، حيث تم إطلاق مسابقة الابتكار لـعام 2021 – لتحل محل المسابقة البحثية – بهدف مواكبة الديناميكيات المتغيرة في القطاع المصرفي المتأثر بالتقنيات الرقمية والتكنولوجيا المالية من خلال البحث والوصول للحلول الأكثر ابتكارًا، حيث تم عرض الأفكار والمشاريع الخاصة بالمتسابقين على لجنة تحكيم مكونة من خبراء في المجال المصرفي لاختيار أفضل المشروعات.
ودعما لسعي المعهد المستمر لتقديم أفضل مستوي من الخدمات وتوطيد العلاقة مع عملائه أطلق المعهد خط ساخن برقم 15200 لتيسير وصول المتدربين لكافة المعلومات عن خدمات المعهد والإجابة عن كافة استفساراتهم بشكل أفضل.
ماذا عن دور المعهد المصرفي في المسئولية المجتمعية؟
أطلق المعهد المرحلة الثانية من مبادرة «بصيرة» لمساندة الطلبة ذوي الاحتياجات البصرية حيث يمكنهم إرسال الملفات الخاصة بهم لمتطوعي المبادرة لتحويلها لملفات مقروءة أو مسموعة لتيسير الصعاب التي تواجههم أثناء الدراسة.
وفي مايو 2021، أطلق المعهد مبادرة إتاحة لتكون همزة وصل بين ذوي الهمم من الباحثين عن فرص عمل والقطاع المصرفي، ومن خلال هذه المبادرة، وبعد استيفاء المتقدمين لشروط التسجيل واجتياز مراحل التقييم، يتم إلحاق المتقدمين ببرنامج تدريبي بالمعهد المصرفي لتعزيز المهارات التي يتطلبها العمل الوظيفي، وبعد الانتهاء من حضور البرنامج التدريبي، يتم مشاركة بيانات المتدربين مع القائمين على إدارات الموارد البشرية في القطاع المصرفي المصري للاستعانة بهم في فرص التوظيف المحتملة وفقا لشروط التعيين المتبعة بكل بنك.
هل هناك مبادرات يقدمها المعهد المصرفي للطلاب الجامعيين؟
من المبادرات الناجحة التي تم تصميمها للشباب هي مبادرة FinYology التي تم تكليف المعهد بها من قبل البنك المركزي المصري، وتهدف المبادرة إلى منح الفرص لطلاب الجامعات المختلفة لإعداد مشروعات عن التكنولوجيا المالية والتوصل إلى حلول مبتكرة في هذا المجال.
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من حالات الاحتيال البنكي.. فما هو دور المعهد المصرفي في التوعية بأمن المعلومات، وكم عدد البنوك التي استفادت من هذا البرنامج؟
تحت رعاية البنك المركزي المصري، استمر المعهد المصرفي المصري في تقديم برنامج أمن المعلومات بالتعاون مع مؤسسة SANS الدولية، لعدد 30 ألف مصرفي من 12 بنكاً، لتخريج كوادر متخصصة قادرة على مواجهة كافة الأخطار والهجمات الإلكترونية المختلفة.
واستكمالاً لنجاحات المعهد، تم تصميم موقع إلكتروني رسمي لمجلة “المصرفيون” لضمان وصول المجلة بشكل ميسر لأكبر عدد من القراء والمتخصصين في المجالين المصرفي والمالي، وتم تجديدها من حيث الشكل والمحتوى لتكون بمثابة حلقة وصل بين البنوك والمؤسسات المالية، مما يتيح لهم مشاركة أحدث أخبارهم، إلى جانب تغطية آخر التطورات والابتكارات في القطاع المصرفي.
وسنواصل تكريس مواردنا لتطوير القوى العاملة ورأس المال البشري في مصر والدول الاستراتيجية عربياً وافريقياً، وسنواصل تقديم أحدث التطورات التي تتوافق مع المعايير الدولية تحت قيادة ودعم البنك المركزي المصري.